تحت رعاية القيادات الأمنية بالفيوم, بقيادة اللواء خالد شلبي مدير الأمن والعميد رجب غراب مدير المباحث الجنائية, بالتعاون مع لجنة فض المنازعات بالمحافظة ورجال الحل والعقد بمركزي إطسا ويوسف الصديق, أسدل أمس الستار علي الخصومة الثأرية بين عائلتي أبو فراج الصعيدي وطرفاية, والتي استمرت أكثر من ثماني سنوات, وبالتحديد منذ العام2010 حيث نشب خلاف بسيط بين العائلتين كأي خلاف يحدث بين الجيران وينتهي في لحظات لكن الأمور تطورت بصورة مأساوية غير متوقعة. حدثت المشكلة بين عائلتي أبو فراج الصعيدي وطرفاية مع أنهم جميعا يقيمون في بلدة واحدة, وهي عزبة الفريق, حجز دفنو, والتي تبعد عن مركز إطسا حوالي أربعة كيلومترات كما تربطهم علاقات أسرية من مصاهرة وغير ذلك, وكان الخلاف عبارة تعديات مبان علي أحد الشوارع الفرعية, بخروج بروز من جانب أحد المواطنين في الشارع, لا يتعدي السنتيمترات; ما أدي إلي نشوب مشاجرة بين العائلتين, ولكن بجهود آهل الحل والعقد من أهالي المركز, أمكن التوفيق بين الطرفين, وتوقيع شرط ميعاد عرفي لإنهاء المشكلة. وتم تحديد اليوم والمكان, ولكن كان للشيطان رأي آخر; حيث أبي أن يرحل أو تنتهي المشكلة بهذه السهولة, فنصب شباكه.. وقبل جلسة الميعاد العرفي بدقائق معدودة تعالت الأصوات واشتد الشجار وتطورت الأحداث بسرعة البرق واختلط الحابل بالنابل, وتبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية حتي وقعت الكارثة بإصابة الشاب سعيد علي حسين خريج الشريعة والقانون, وكان متزوجا حديثا من عائلة فراج الصعيدي. لقد أصيب بطلق ناري في صدره فارق علي إثره الحياة بمستشفي الفيوم العام كما أصيب حمدي كامل طرفاية من عائلة طرفاية, بعد الاعتداء عليه بواسطة بلطة من جانب عائلة أبوفراج الصعيدي ما أدي إلي إصابته بشلل وأصبح الآن يعيش علي كرسي متحرك. وألقي رجال الأمن القبض علي مجموعة من الطرفين, وبعد الانتهاء من التحقيق تم الحكم علي المتهم محمد كامل طرفاية بعشر سنوات في قضية القتل وحبس والد القتيل علي حسين علي من عائلة فراج الصعيدي ثلاث سنوات بتهمة إحداث عاهة مستديمة.. وطوال تلك الفترة والتي استمرت أكثر من ثماني سنوات كان أهل الخير والحل والعقد يواصلون الليل بالنهار من أجل وأد الفتنة وإنهاء الخصومة الثأرية بين العائلتين. وتم تكثيف المفاوضات بعد خروج القاتل من السجن منذ أقل من عام بسبب العفو بعد أن قضي أكثر من ثلثي العقوبة, وبعد شد وجذب ومباحثات وجولات قضاها رجال لجنة فض المنازعات بين العائلتين اتفق الطرفان علي أن تحمل عائلة طرفاية( الكفن), وتقدمه إلي عائلة فراج الصعيدي وأن يتم إزالة سبب الخلاف وتسوية الأوضاع بين الطرفين. وبالتنسيق مع الأمن ورجال فض المنازعات, بقيادة صلاح سليمان وعبد الله تعيلب, تم تحديد أمس بمدرسة عزبة زكريا المشتركة بحجز دفنو بعد صلاة الجمعة بتقديم عائلة طرفاية الكفن لعائلة فراج الصعيدي بحضور القيادات الأمنية متمثلة في اللواء سعيد مراد مساعد مدير الأمن والعميد أسامة أبو الليل مأمور مركز إطسا والمقدم وائل عبد الحي رئيس مباحث إطسا وضباط المراسم, وحضور القيادات الشعبية من نواب المركز والقيادات التنفيذية ورجال الدين. بدأ الحفل بقراءة القرآن ثم كلمة الأوقاف والتي حثت علي العفو عند المقدرة ثم كلمة الأمن, وأخيرا لحظة تسليم الكفن وسط أجواء يسودها الود والمحبة من جانب العائلتين.