شهدت محطات وقطارات مترو الأنفاق بخطوطه الثلاثة أمس, حالة من الارتباك والزحام علي شبابيك حجز التذاكر, في أول يوم لتنفيذ قرار زيادة سعر التذكرة, وهو ما تسبب في حالة من التخبط بين المسئولين والعاملين للرد علي استفسارات الجمهور. وقال المهندس علي فضالي, رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق: إن زيادة أسعار تذاكر المترو كانت واجبة الآن وإن الزحام علي شبابيك حجز التذاكر في أول يوم للزيادة شيء طبيعي لأن كثيرا من الركاب لم يعلموا بالزيادة الجديدة. وأكد أن إيرادات المرفق السنوية حاليا تبلغ1.2 مليار جنيه, مقابل مصروفات5.6 مليار, وهذا الفارق تتحمله ميزانية الدولة ورغم ذلك فإن الدولة لا تزال تدعم تذكرة هذا المرفق الحيوي حتي بعد الزيادة التي طبقت أمس, مشيرا إلي أن هذا المرفق كان معرضا للتوقف والانهيار لو استمر تأجيل تنفيذ الزيادة. وأوضح فضالي أن الوضع في المترو أصبح لا يحتمل التأخير بسبب خسائره وديونه المتزايدة والمتراكمة, مشيرا إلي أن زيادات أسعار التذكرة الأخيرة ستساعد علي تحسين الخدمة, وتوفير خدمة مميزة وآمنة للركاب وقد راعت هذه الزيادة البعد الاجتماعي لجميع الفئات وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة, والذين يستخدمون المترو باعتباره أهم وأسهل وأسرع وسيلة مواصلات. وأضاف أن تحسين الخدمة يتمثل في شراء قطع غيار وقطارات جديدة, وتطوير ورش الصيانة, مؤكدا أن الشركة ستقوم بشراء32 قطارا جديدا للخط الأول, و20 قطارا مكيفا وصلت بالفعل وتعمل علي الخط حاليا, إضافة إلي تطوير وتحديث باقي الخطوط. وتابع: لقد استحدثنا مع الزيادات اشتراك8 محطات, و16 محطة بعدما كانت قاصرة علي25, و35 محطة فقط نظرا للظروف الاجتماعية, أي أن الدولة تنظر إلي البعد الاجتماعي في المقام الأول.. لذلك أتوجه بدعوة صادقة إلي من يستخدمون المترو كثيرا أن يسارعوا إلي استخراج اشتراكات. وأوضح أن الدولة لا تزال تدعم تذكرة المترو بعد الزيادة; حيث تبلغ تكلفة التذكرة فئة3 جنيهات3.8 جنيه, وفئة5 جنيهات7.27 جنيه, وفئة7 جنيهات16.4 جنيه. وكشف المهندس خالد صبرة, العضو المنتدب للتشغيل والصيانة بشركة المترو, أن مترو الأنفاق من أهم وسائل المواصلات في القاهرة الكبري; حيث يستخدمه أكثر3 من ملايين مواطن يوميا, وخسائره تصل إلي200 مليون جنيه شهريا, وديونه المتراكمة وصلت إلي نصف مليار جنيه, وكل هذه المشكلات أدت إلي عدم تحديث الخط الأول منذ30 سنة, مشيرا إلي أن خطة التطوير تستهدف تخفيف الزحام, ورفع درجة الأمان. وأضاف أن احتياج المترو الملح إلي التطوير, يتطلب25 مليار جنيه, وهو ما لا يتناسب مع سعر التذكرة فئة جنيهين.. كما أن الخط الأول الذي يبلغ طوله44 كيلو مترا, بواقع35 محطة يحتاج إلي تطوير سريع, لذلك فإن رفع أسعار التذاكر ليس الغرض منه الربح كما يعتقد البعض, وإنما من أجل الحاجة الملحة إلي تطوير سريع لمرفق ضروري للمواطن, كان يتحمل خسائر كبيرة يوميا, وقد قارب علي الانهيار إذا ظل علي الوضع الحالي دون تحديث وتطوير. وكان اللواء قاسم حسين, مساعد وزير الداخلية, مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات قد قام بجولة مفاجئة بمترو الأنفاق, تفقد خلالها محطات أنور السادات كلية الزراعة المعادي العتبة الشهداء قسم شرطة ثان مترو سراي القبة لمتابعة الحالة الأمنية. جاء ذلك في ضوء المستجدات الأمنية علي الساحة الداخلية وما تشهده البلاد بشأن استهداف مؤسسات الدولة, ومنها المترو لما يمثله من أهمية لدي المواطنين مما يتطلب بذل قصاري الجهد لمواجهة تلك العناصر من أجل تحقيق الدور الإيجابي لجهاز الشرطة وإشعار المواطنين بالتواجد الأمني الفعال في إطار من الشرعية والقانون. وأكد ضرورة مداومة مرور خبراء المفرقعات بصفة مستمرة لتعقيم المحطات بالكامل والإخطار الفوري بأي ملاحظات في حينه مع التأكيد علي حسن تفعيل الخدمات المقدمة لجمهور الركاب من المواطنين ومراعاة حقوق الإنسان وإعلاء قيم المواطنة, والتي تنعكس بدورها علي بث روح الثقة والطمأنينة بين المواطنين.