لم يكتف عمرو بما رزقه الله من مهنته كسائق وقرر تركها والاتجار بالمواد المخدرة بعدما انغمس مع رفقاء السوء وتعلم منهم إدمان المواد المخدرة بجميع أنواعها واعتاد السهر طوال الليل, ولم يستطع الذهاب إلي عمله. استعان عمرو بصديقه محمد لمساعدته في الاتجار بالمواد المخدرة, وبعد مرور أشهر قليلة امتلأت جيوب الصديقين بالأموال الحرام من تجارتهما وازدادت أطماعهما في الثراء السريع فقررا ترك مسقط رأسهما واستئجار شقة بمنطقة التجمع الخامس تكون بعيدة عن أعين رجال الأمن. لم يتوقف الصديقان عند هذا الحد بل كونا تشكيلا عصابيا فيما بينهما بمعاونة صديق آخر يدعي مجدي لتوسيع تجارتهما المحرمة حيث إن ظروفه متشابه وبمرور الأيام نشبت مشادة كلامية بين عمرو ومجدي بسبب خلافات مالية من متحصلات تجارتهما تطورت هذه المشادة إلي مشاجرة بالأيدي وحدث ما لا تحمد عقباه. وكان اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة تلقي إخطارا من اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ للمقدم عمرو الوكيل رئيس مباحث قسم شرطة التجمع الخامس بوجود حالة انتحار الحي الرابع دائرة القسم. بالانتقال والفحص وجدت جثة المدعو مجدي السيد محمد21 سنة شيف سابق ومقيم إمبابة جيزة سبق اتهامه في قضية مخدرات الدرب الأحمر يرتدي ملابسه كاملة وملفوف حول عنقه افيز بلاستيك, وبها إصابات عبارة عن تجمع دموي بجوار العين اليسري وأعلي الجبهة تم نقلها للمشرحة. وبسؤال كل من عمرو هشام حسين24 سنة سائق مقيم الدقي الجيزة ومحمد مجدي محمد22 سنة عامل دليفري مقيم الجيزة صديقي المجني عليه ومستأجرين للشقة محل البلاغ, قررا بأن المتوفي حضر إليهما بتاريخ28 من الشهر الماضي للسكن صحبتهما لحدوث خلافات عائلية بينه وبين والده وبتاريخ الحادث وعقب عودتهما من عملهما فوجئا بالمجني عليه ملقي علي الأرض بمطبخ الشقة وبه الإصابات المشار إليها وأقرا بإقدامه علي الانتحار باستخدام الافيز البلاستيك. باستكمال الفحص تبين سلامة جميع منافذ الشقة وعثر علي هاتف محمول خاص بالمجني عليه, وبعرض المعلومات علي اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء عبد العزيز سليم رئيس قطاع القاهرة الجديدة باشره العقيد هاني محفوظ مفتش مباحث فرقة القاهرة الجديدة ضم المقدم عمرو الوكيل رئيس مباحث قسم شرطة التجمع الخامس لكشف غموض الواقعة. وبإجراء التحريات وجمع المعلومات أمكن التوصل إلي عدم صحة رواية سالفي الذكر وأنهما وراء ارتكاب الواقعة. وبمواجهتهما بالتحريات والمعلومات أمام العميد عبد العزيز سليم رئيس قطاع القاهرة الجديدة عدلا عن أقوالهما وقرر المتهم الأول بأنه حال تواجد المجني عليه بالشقة حدثت بينهما مشادة كلامية بسبب خلافات علي مبالغ مالية متحصلات تجارتهم بالمواد المخدرة تطورت إلي مشاجرة قام علي أثرها بخنق المجني عليه بزراعه وأثناء حضور المتهم الثاني من الغرفة المجاورة للفصل بينهما فوجئا بوفاته وأحضرا أفيزا بلاستيكيا ووضعاه حول رقبته لإخفاء معالم الجريمة والادعاء بانتحاره. وبمواجهة المتهم الثاني بما جاء بأقوال المتهم الأول أيدها وأضاف أنه استولي من المجني عليه علي مبلغ2000 جنيه وكمية من الحشيش المخدر وزنت175 جراما و70قرصا مخدرا أخفاها بحوزة خطيبته إيمان. م. تم بإرشادهما ضبط الأخيرة وبحوزتها المبلغ المالي والمواد المخدرة المشار إليها نفت علمها بواقعة مقتل المجني عليه, وبإخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بتحرير محضر للمتهمين وإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيقات.