أيام قليلة تفصلنا عن بدء الموسم الدرامي الأكبر في العام, وهو سباق مسلسلات شهر رمضان الذي تتنافس فيه الأعمال الدرامية من خلال تجمع ضخم يضم كبار نجوم الدراما, ليكون السباق مختلفا حيث شهدت السنوات الأخيرة تراجعا واضحا في عدد الأعمال الدرامية في الشهر الكريم, قبل أن يتجه صناع الدراما لخلق مواسم درامية موازية تجذب انتباه المشاهد وتحقق جماهيرية واسعة عاما تلو الآخر, وهو ما بدا واضحا بشكل كبير خلال الموسم الدرامي هذا العام, حيث استقبل العام الدرامي20182017 عددا كبيرا من المسلسلات خارج شهر رمضان حققت نجاحا ونسب مشاهدة جيدة دفعت أصحاب القنوات الفضائية والمعلنين يتحمسون لتقديم مواسم موازية بعد نجاح أعمال سابع جار, الطوفان, أبو العروسة, الشارع اللي ورانا, والأب الروحيب. يبدو أن هذا النجاح أثر بشكل واضح علي عدد الأعمال المعروضة في شهر رمضان والتي انخفضت هذا العام لتصل إلي28 مسلسلا فقط, يتصدر بطولتها كبار نجوم الدراما أو النجوم الشباب الذين نجحوا في تكوين جماهيرية واسعة خلال الفترة الماضية, وهو الأمر الذي دفع البعض للتساؤل حول ما إذا كانت السنوات المقبلة ستشهد تراجعا كبيرا في الموسم الدرامي الرمضاني لتختفي تدريجيا, بعد أن كان الثلاثون يوما ملاذا لصناع الدراما ونجومها لعرض أعمالهم لدرجة كانت تصل فيها نسبة الأعمال المعروضة إلي70 مسلسلا سنويا. يقول الكاتب بشير الديك والذي عرض له خارج رمضان مسلسل الطوفان المأخوذ من سيناريو الفيلم الشهير الذي يحمل نفس الاسم: إن الأمر أصبح غير مشروط بتوقيت العرض علي الإطلاق لأن المشاهد بات لديه من الوعي ما يكفي ليميز بين ما يجب أن يتابعه وما لا يستحق أن يعطيه من وقته سواء داخل السباق الرمضاني أو خارجه, ولعل أصدق دليل علي ذلك نجاح مسلسلات الطوفان, وأبو العروسة, وسابع جار التي استطاعت أن تحقق نسبة مشاهدة غيرت كل مقاييس القائمين علي صناعة الدراما التليفزيونية وفي نفس الوقت مسلسل سابع جار. وأضاف أن سر النجاح فيما يقدم من رسالة وهدف ويؤكد علي قيمنا ويطرح قضايا وهموم ومشاكل الأسرة لذلك يدخل القلب ويؤثر علي المجتمع أما ما يعرض للإثارة والتشويق فلا شك أنه مرهون بتوقيت ويعلن نهايته قبل أن يكتمل عرضه وربما عندما يعاد عرضه مرة أخري قد لا ينال الحد الأدني من نسبة المشاهدة, بينما الأعمال الدرامية التي تحمل هدفا ورسالة تظل عالقة في الوجدان ولا يمل المشاهد منها. ويشير الديك إلي أنه يفضل ككاتب عرض أعماله خارج شهر رمضان, لتكون بعيدة عن الزحام الدرامي, وبالتالي التوقيت المناسب وما يتبعه من فرصة أكبر ومساحة أوفر لتقييم المشاهد للعمل والعمل المتميز يسعي لذلك. ويختلف مع بشير الديك في الرأي, الكاتب مصطفي محرم الذي يري أن شهر رمضان سيظل له بريقه الخاص, وأن المشاهد المصري والعربي سيظل ينتظره كل عام بكل ما يحمله من منافسه بين صناع الدراما من فنانين وفنيين, ومهما اختلفنا حوله, إلا أننا نتفق علي أنه الأقوي. ويري المؤلف محمد سليمان عبد المالك أنه من الضروري أن يكون هناك حالة ترحاب بالمنافسة طوال العام لأنها تثري الحركة الفنية ويزيد من حماس الإنتاج الدرامي وفي نفس الوقت يظل المشاهد هو المستفيد الأول من ذلك. ويضيف دائما ما نناشد بأهمية إثراء الشاشة علي مدار العام بالأعمال الجديدة حتي لا يتم تجميعها في شهر واحد ويعاد عرضها علي مدار العام, ونتعرض إلي أزمة اختيار الوقت المناسب علي الخريطة البرامجية الرمضانية, مؤكدا أنه كلما قل عدد المسلسلات زادت من فرص عرضها في توقيت مناسب وأيضا نسبة مشاهدة أكبر وحرية اختيار موضوعية للمشاهد ومتابعة موضوعية بعيد عن الزخم الدرامي, خاصة أن هناك أعمال كثيرة تتعرض للظلم بسبب توقيت عرضها غير المناسب وربما لا تتم مشاهدتها كما ينبغي. ويشير إلي أن سبب تراجع عدد المسلسلات ربما يرجع لأسباب مختلفة من الإنتاج أو التوقيت أو الاستقرار علي العمل في وقت متأخر, وليس له علاقة علي الإطلاق بنجاح أعمال درامية عرضت خارج الموسم الدرامي, موضحا أن الأعمال الدرامية التي تشارك في شهر رمضان لها طبيعة خاصة ؟ بمعني أنها تحتاج إلي ميزانية ضخمة وموضوعات مختلفة لا يتحملها غير الموسم الرمضاني الذي يعتبر أقوي موسم درامي تفرضه طبيعة المشاهدة خلال شهر رمضان وتجمع الجمهور المتلقي حول الشاشة وبالتالي الوكالات الإعلانية والجهات الإنتاجية تري أن التكلفة الضخمة لا يتحملها إلا من خلال الشهر الكريم.