منذ أن كان حرشة مراهقا افترش كراسي المقاهي فلم تكن هناك مقهي إلا وكان لها نصيب من جلسته. كان اسما علي مسمي فما يجتمع مجموعة من رفقاء السوء إلا وكان بينهم كالملح في الطعام حتي أطلقوا عليه لقب حرشة. ما أن يلقي الليل بظلاله حتي يخرج حرشة من مخبأه ويخرج إلي الشارع باحثا عن مقهي أو علي موعد مع أقرانه من الشياطين, إما لتعاطي المخدرات أو للاتفاق علي جريمة يرتكبونها وعندما ينفد المال منه يتحول إلي بلطجي يسرق المتعلقات الشخصية لكل من يقابله في منطقة مقطوعة بالإكراه مستخدما الأسلحة النارية والبيضاء. سقط حرشة مرات عديدة في قبضة الأجهزة الأمنية متهما في قضايا قتل وسطو مسلح ومخدرات حتي بات من العناصر المسجلة التي يتم رصد تحركاتها عند حدوث أي جريمة وبعد أن خرج من محبسه في آخر واقعة ارتكبها بعد أن صار اسمه بين المسجلين كالأسطورة التي لا تموت قرر العزف علي وتر بيع المخدرات, ومن بين علاقاته القديمة لجأ إلي أحد تجار البانجو الكبار. تلقي اللواء محمد علي حسين أمن الإسماعيلية إخطارا من اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي برصد تحركات مريبة للمسجل خطر حرشة وأن التحريات تشتبه في ترويجه للبانجو فأمر بسرعة القبض عليه. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع شمال والرائد محمد جاد رئيس مباحث القنطرة شرق ومعاونيه النقباء عبد الله العادلي وأحمد السيد وعمر خفاجة وعبد الرحمن أبو الليل وأحمد طارق ومحمد المسلمي ودلت تحرياتهم علي أن المدعو يوسف الشهير بلقب حرشة30 سنة عاطل- مسجل خطر تحت رقم727 فئة ب سرقة بالإكراه والسابق اتهامه في21 قضية بتهمة السطو المسلح والقتل وحيازة أسلحة وذخائر بدون ترخيص ومخدرات وتسول اعتاد علي دخول السجن والخروج منه مرات عديدة. وأضافت التحريات أن الشقي خطر حرشة اتسعت دائرة تعاملاته في الآونة الأخيرة لترويج البانجو السيناوي بين زبائنه وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط حرشة وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط المناطق التي يتردد عليها المتهم بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر وصلت إليهم معلومة عن ظهوره في أحد أوكاره ينتظر بعض زبائنه لمنحهم البانجو السيناوي الفاخر وأسرعوا إليه بملابسهم المدنية والسيارات الملاكي التي يستقلونها ونصبوا كردونا حوله واستسلم لهم دون مقاومه وبتفتيشه عثر معه علي لفافات متوسطة الحجم من نبات البانجو المخدر ومبلغ مالي وهاتف محمول وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبإحالته إلي عمرو هاني وكيل النائب العام باشر التحقيق معه تحت إشراف أحمد أبو السعود رئيس نيابة القنطرة الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة القضية.