لم يحافظ إبراهيم الشهير بلقب روما علي تربية أسرته وإطعامهم بالمال الحلال حيث لعب الشيطان في رأسه منذ سنوات بعيدة وزين له ضرورة البحث عن مصدر بخلاف المقهي الذي يمتلكه لكي يدر عليه ربحا ماليا وفيرا وقتها استمع للنصائح التي أسداها إليه أصدقاء السوء بترويج المواد المخدرة وبالفعل وجد ضالته وتعاقد مع أحد المصادر السرية لكي يورد له حصة ثابتة من البانجو ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وتعدد الشكاوي ضده والمقهي التي يتخذها وكرا لاستقبال عملاءه بعد منتصف الليل طالبت مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية سرعة ضبطه عليه وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة المكثفة القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من البانجو الجاهز لطرحه بين زبائنه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبين في شراء أصنافها المختلفة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام تمهيدا لطرحها في الأسواق للشباب وكيفية وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم لاسيما وأنهم السبب الرئيسي في دفع المدمنين لارتكاب جرائم القتل والخطف والسرقة والاغتصاب والتحرش الجنسي فضلا عن إصابتهم بالأمراض المزمنة التي تودي بحياتهم وارتفاع حالات الطلاق بينهم وتشريد أطفالهم الصغار. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع الشمال والرائد أحمد عبد العزيز رئيس مباحث القنطرة شرق ومعاونيه محمد الطحاوي ومحمد عبد الحكيم ودلت تحرياتهم أن المدعو إبراهيم الشهير بلقب روما52 سنة صاحب مقهي سبق اتهامه في العشرات من القضايا غالبيتها مخدرات خرج من السجن قبل عدة أشهر ولم يعلن توبته ويتفرغ لإدارة مشروعه التنموي الصغير بل راح يبحث عن المصادر السرية التي يتعامل معها في تدبير نبات البانجو له لتعويض الفترة التي قضاها خلف القضبان الحديدية عقب أن تراكمت عليه الديون وأضافت التحريات أن المتهم متزوج ولديه أولاد في أعمار سنية مختلفة أحدهم سبق اتهامه في الاتجار بالمخدرات لا يعنيه سوي جمع المال بأي وسيله حتي ولو عن طريق ترويجه للبانجو بالكميات الوفيرة التي تزيد هامش ربحه وأشارت التحريات إلي أن روما يتمتع بالذكاء الحاد والعلاقات المتشعبة التي تساعده في التواصل مع الزبائن عن طريق استخدام الهاتف المحمول لكي يدعوهم للتوافد عليه لمنحهم احتياجاتهم من البانجو بسعر يصعب وجوده في أسواق الكيف المنتشرة في عدد من المحافظات المجاورة لمحل إقامته بسبب قدرته علي شرائه من المنبع دون وسيط وبعرض التحريات علي النيابة تم إصدار إذن لضبط تاجر الكيف وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محبط مقهي المدعو إبراهيم الشهير بلقب روما بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين علي مدار النهار والليل وعندما حانت ساعة الصفر بتوافد العملاء عليه قاموا بمداهمته وعثروا معه علي لفافات كبيرة من البانجو تزن نجو7 كيلو جرام وقتها أصيب بخيبة أمل وانعقد لسانه وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط أعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبعرضه علي عبد الحكيم عثمان وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف أحمد حافظ رئيس نيابة القنطرة الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.