خضع مسئولو هيئة المجتمعات العمرانية وجهاز مدينة القاهرة الجديدة لتحقيقات ميدانية طوال يوم أمس, بعد أن طلبت هيئة الرقابة الإدارية إعداد تقرير مفصل بإجمالي الأحداث التي نجمت عن الأمطار الغزيرة وتسببت في إرباك الشوارع علي مدار أيام الأحوال الجوية المتقلبة, حيث سيشمل التقرير تفاصيل وطريقة تشغيل الروافع والمحطات, وموقف التشغيل والصيانة, ومواعيد التشغيل, ومسئولي المحطات, قبل حدوث أزمة الأمطار, تمهيدا لفتح تحقيق موسع وشامل في القضية. وبينما كشفت مصادر من هيئة الرقابة الإدارية, في تصريحات خاصة, أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب إجراء تحقيق شامل عن الأحداث المؤسفة التي شهدتها القاهرة الجديدة وبعض المناطق الأخري في مختلف المحافظات, علمت الأهرام المسائي من مصادر بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة أن مسئولي الرقابة الإدارية والهيئة الهندسية قضوا يوما كاملا بمقر جهاز مدينة القاهرة الجديدة, للبحث والاستقصاء وتجميع المعلومات وكشف الملابسات بحضور نواب هيئة المجتمعات العمرانية. وتعكف الرقابة الإدارية علي إعداد تقرير واف عن الأزمة التي أدت إلي غرق بعض المنازل والشوارع, خاصة بعد تفقد الوزير محمد عرفان للمنطقة بأكملها أمس الأول, وفور الانتهاء من التحقيقات سيتم الإعلان عن تفاصيل ما تم التوصل إليه بخصوص الأزمة. يأتي ذلك فيما انتهي جهاز مدينة القاهرة الجديدة أمس, بالتعاون مع شركات مياه الشرب والصرف الصحي, من شفط جميع كميات مياه الأمطار المتبقية منذ أمس الأول, وتم شفط ما يقرب من800 ألف متر مكعب من المياه علي مدار اليومين الماضيين, حتي عادت الأمور إلي طبيعتها بجميع الشوارع والمحاور الرئيسية بالقاهرة الجديدة. ودخلت هيئة النيابة الإدارية, في مسار التحقيقات أيضا بعد أن أصدرت المستشارة فريال قطب, رئيسة الهيئة, قرارا رسميا بفتح تحقيق قضائي موسع فيما شهدته القاهرة الجديدة, وغرق المباني في مياه الأمطار بسبب فشل منظومة مواجهة السيول في تصريفها, لتحديد أوجه القصور في التعامل مع مياه الأمطار الغزيرة بالمدينة, والأسباب التي أدت لفشل منظومة تصريف مياه الأمطار, وتقديم كل من تثبت مسئوليته عن الأزمة للمحاكمة العاجلة, وإصدار التوصيات اللازمة لمواجهة أي أخطار مستقبلية. ورغم أن خبراء هيئة الأرصاد الجوية يؤكدون أن طقس اليوم معتدل علي السواحل الشمالية, مائل للحرارة علي القاهرة, إلا أن استقرار الأحوال الجوية نسبيا في المحافظات لم يمنع التوقعات بموجة جديدة من التقلبات والأمطار الغزيرة بحسب مؤشرات قطاع التخطيط بوزارة الري والموارد المائية, التي تشير إلي احتمال حدوث موجة جديدة من الأمطار بدءا من يوم الإثنين30 أبريل الجاري, ولمدة ثلاثة أيام, وسيتم تحديث التنبؤ تباعا للاستفادة من مياه الأمطار, خاصة أنه تم استثمار كميات المياه الناجمة عن الأمطار علي مدار الأيام الماضية في ترشيد حوالي25 مليون متر مكعب من مياه الري, بالإضافة إلي كمية مماثلة ساهمت في شحن الخزان الجوفي في الصحراء الغربية. وقرر المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء, تشكيل لجنة لدراسة تداعيات سوء الأحوال الجوية ومحاسبة المقصرين في التعامل مع هذه التداعيات, مشيرا إلي أنه من الوارد أن تكون هناك مشكلات في البنية الأساسية.