وداد حمدي‏..‏ صانعة البهجة

لعبت وداد حمدي دورا واحدا‏,‏ لم تغيره تقريبا عبر مسيرتها الفنية التي امتدت لعدة عقود‏,‏ الخادمة خفيفة الظل التي تزين للبطلة حب البطل‏,‏ وربما لعبت دورا في تحريك العلاقة‏(‏ العنيفة‏)‏ بينهما‏.
ربما تغيرت هذه الملامح قليلا بدءا من الستينيات لكنها ظلت تلعب دور صانعة البهجة في الفيلم‏.‏
وفي السينما المصرية فان أمثال وداد حمدي‏,‏ التي نحتفل اليوم بذكري ميلادها‏,‏ ساعدوا علي بناء أساطير فنية كبيرة‏,‏ واذا رجعنا مثلا الي فيلم ورد الغرام الشهير باسم شحات الغرام‏1951‏ اخراج بركات لم يكن من الممكن تخيل الفيلم بدون وداد حمدي‏,‏ التي لم يكن للشخصية التي لعبتها أهمية تذكر‏,‏ فقط هناك خفة ظل غير عادية من محمد فوزي بطل الفيلم‏,‏ والبطلة التي تقف أمامه هي ليلي مراد‏,‏ التي ربما تكون جميلة أو ذات صوت ساحر أو نجمة كبيرة‏,‏ لكنها بكل تأكيد ليست تلك الفنانة خفيفة الظل التي تستطيع مجاراة فوزي‏,‏ من هنا جاءت أهمية دور وداد محمد عيسوي زرارة الشهيرة باسم وداد حمدي ولهذا كان الدور الأنسب لها دائما خادمة البطلة ووصيفتها وكاتمة أسرارها حتي يكون هناك مبرر لوجودها الدائم بجانبها‏.‏
وكانت السيدة وداد من فصيلة الفنانين الذين يقبلون أي عمل‏,‏ ويؤمنون بمبدأ ان الفن احتراف وأن الأيد البطالة نجسة ولذلك فربما تكون الفنانة الأكثر ظهورا في الأفلام‏,‏ ومن العسير جدا حصر أفلامها‏,‏ ويقال أنها تخطت ال‏600‏ فيلم طبقا لموسوعة السينما العربية‏,‏ ورغم أنها تزوجت ثلاث مرات‏,‏ وفي كل مرة كانت تعتزل‏,‏ الا أن هذه الزيجات لم تكتمل وسرعات ماكانت تعود للفن‏,‏ والطريف أن أزواجها جميعا كانوا من أهل الفن‏,‏ حيث تزوجت محمد الموجي‏,‏ والمنشد محمد الطوخي صاحب ابتهال ماشي في نور الله‏(‏وليس النقشبندي كما هو شائع‏)‏ ثم الفنان صلاح قابيل‏.‏
ولتأكيد حرص وداد علي العمل تحت أي ظروف يكفي أن نشير الي أنها عملت بشكل متواصل من ظهورها أوائل الأربعينيات وحتي وفاتها‏1994,‏ بل ان آخر أفلامها الصاغة‏(1996‏ اخراج أحمد السبعاوي‏)‏ عرض بعد وفاتها بعامين ونزيد علي ذلك فنقول انها مثلت في بداية حياتها دورورقة بخمسة جنيه في فيلم يحمل اسم خمسة جنيه فكانت هي راوية الفيلم صوتا علي لسان العملة‏.‏
غير أن هذا المبدأ أودي بحياتها فيما بعد‏(‏ مع الاعتراف بأن الأعمار بيد الله وأنه لكل أجل كتاب‏)‏ ففي‏26‏ مارس‏1994‏ استغل أحد الريجيسيرات هذه الصفة في شغالة السينما المصرية‏,‏ وتوجه اليها مدعيا أن هناك دورا ينتظرها‏,‏ ثم قتلها ظنا منه بأنه سيستطيع الوصول الي المجوهرات‏,‏ لكنه لم يستطع‏,‏ ولقيت الفنانة الكبيرة مصرعها‏,‏ فلا هي عاشت‏,‏ ولاهو حصل علي النقود‏,‏ وقد تم كشفه والقبض عليه وتنفيذ حكم الاعدام فيه بعد وفاتها بعامين‏.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*