انطلاقا من دور مصرالثقافي في المنطقة,وحرصا منها علي مقدرات الشعوب العربية والإسلامية توجه اهتماما خاصا بحفظ تراث المنطقة, ولذلك أعلنت مكتبة الإسكندرية عن مشروعها الجديد لتوثيق وجمع النقوش الكتابية في سوريا الذي يقوم به الدكتور فرج الحسيني بالتعاون مع فريق بحثي بمركز دراسات الكتابات والخطوط بالمكتبة, وفي حوارنا معه أكد أهمية هذه المشروعات التوثيقية لاسيما في ظل الخطر الذي يواجه الآثار بسوريا والعراق وليبيا واليمن, كما كشف عن نشر الأبحاث الخاصة بالتوثيق في مجلدين. ما لذي دفعك إلي الاهتمام بتوثيق النقوش السورية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية؟ كان من الضروري أن تتبني مصر صاحبة الريادة الثقافية والمسئولية التاريخية تجاه أشقائها العرب التوثيق لذلك التراث العظيم الذي يخص الإنسانية كلها, ومن هنا كان التعاون مع مركز دراسات الكتابات والخطوط بالمكتبة, للقيام بمشروع بحثي متكامل, تقوم المكتبة بإصداره في مجلدين يتضمنان المشروع بكل تفاصيله ليصبحا في متناول القارئ. وما أهم تفاصيل المشروع؟ إحصاء ووصف واقع الكتابات الأثرية والنقوش علي عمائر سوريا بجميع أنواعها سواء العمائر الدينية أو عمائر حر أو عمائر مدنية ورعاية اجتماعية أو تجارية, وشمل النطاق الجغرافي للدراسة أماكن متعددة منها دمشق وحلب وحماة وحمص واللاذقية ودرعا واللاذقية وأريحا وإدلب وغيرها, كما قام الباحث المصري أمين طربوش بجمع ودراسة نقوش الأيوبيين, و الباحثة نجوي عثمان وفريقها بجمع وإحصاء نقوش العثمانيين بحلب.و توثيق نقوش الجامع الأموي وأسوار حلب, إضافة إلي قلعة حلب المقامة فوق هضبة ارتفاعها40 مترا, وهي من أكبر قلاع العالم وأقدمها. وهل هناك تعاون مع الباحثين السوريين لاستكمال المشروع؟ نعم بالتأكيد. فلا يزال العمل جاريا في المشروع, ويقوم الآن الباحث السوري مضر كنعان بجمع وإحضاء نقوش المدن والقلاع المحاذية للساحل, ويقوم الباحث هيثم حسن بتوثيق نقوش مصياف وبعض القلاع الإسماعيلية, أما في حلب فيقوم في هذه المدينة مجموعة من الباحثين بدراسة واقع الآثار والنقوش بعد الحرب, منهم الباحث خالد الملا, بالإضافة إلي جهد جمعية العاديات. هل ستتم إتاحة نتائج المشروع رقميا؟ نعم سنقوم بإتاحتها علي موقع المكتبة الرقمية للنقوش, لتصبح متاحة للجميع, ولربط أبناء سوريا في مختلف دول العالم بتراثهم, ويتضمن ذلك وصفا موجزا عن النقش ونصه الكتابي وعرض صورة فوتوغرافية له, بشكل سهل الاستخدام وبمختلف اللغات.
