قام مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الاسكندرية، شمالي مصر, بنشر أهم النقوش والكتابات الأثرية بسوريا للمرة الأولى في إطار مشروع “,”المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط“,”, وذلك بعد عودتها للعمل عقب إغلاقها ليومين لدواعي أمنية . وقال بيان للمكتبة تلقت مراسلة الأناضول نسخة منه اليوم الاثنين إن “,”الفريق البحثي بالمركز قام بتوثيق ما يزيد على 400 نقش كتابي من النقوش الأثرية بدمشق وحواضرها “,”. وتعد المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط سجلاً رقميًّا للكتابات الواردة علي العمائر والتحف الأثرية عبر العصور . وقال أحمد منصور، نائب مدير المركز، إن هذا المشروع سوف يساهم في حفظ جزء من التاريخ السوري الذي دمر بسبب الصراعات الدموية الحالية ،وتابع انه من الممكن استخدام هذا التوثيق في اعادة بناء الحضارة السورية مرة أخرى . وأشار منصور الي أن المكتبة كانت قد بدأت في هذا المشروع عام 2010، قبل بدء الصراع السوري، من خلال شراء حقوق النشر الخاصة برسالة دكتوراه لباحث مصري كان قد نظام بحثنا مميزا عن النقوش السورية ،وقام بتصوريها ،واستعانت بها المكتبة في توثيقها رقميا ونشرها للحفاظ عليها . وأوضح البيان أن هذه النقوش تسرد تاريخ هذه المدينة المشّرفة، وتبين أهم أعمال الملوك والسلاطين الذين أولوا اهتمامًا كبيرًا بتجديد وإصلاح وتشييد العناصر المعمارية المختلفة بالشام بصفة عامة، وداخل وخارج دمشق بصفة خاصة . ويعد من أشهر هذه المساجد المسجد الأموي في حلب، ومسجد بلال بن رباح في درعا، ومسجد خالد بن الوليد في حمص، وغيرها من المساجد والمعالم الإسلامية التي تؤرخ لفترات متتالية من الحضارة الإسلامية العريقة، بحسب البيان . وعن سبب الاهتمام بتوثيق النقوش والكتابات السورية ، قال البيان إن ذلك يأتي انطلاقًا من دور مكتبة الإسكندرية الرائد في حفظ التراث والثقافة الإنسانية، خاصة في ذلك الوقت الذي تم فيه تدمير عشرات المساجد والمعالم الإسلامية في سوريا كليًا أو جزئيًا . وقال البيان “,”حرصت المكتبة الرقمية وفريق العمل بها على توثيق هذه النقوش ونشرها نشرًا علميًا لتوثيق تلك الروائع الفنية ذات القيمة الرائعة .“,” وتضمنت عملية التوثيق، نقوش سور حلب؛ ذلك السور الأثري الذي يعود إلى العهود الإسلامية ويمتاز بأبراجه الدفاعية وأبوابه الكثيرة المحصنة ولا يزال قسم من هذا السور قائمًا مع عدد من الأبواب مثل“,” باب قنسرين- باب النصر- باب الحديد- باب إنطاكية “,”. أما قلعة حلب التي تم توثيق نقوشها هي الأخرى بحسب البيان فتعتبر من أكبر قلاع العالم وأقدمها، وهي من أجمل وأضخم عمارات حلب الأثرية، وهي تقف شامخة وسط المدينة القديمة على هضبة يزيد ارتفاعها عن 40 مترًا، وفيها آثار تشير إلى الحضارات التي تعاقبت على حلب على مر العصور . كما تم توثيق نقوش الجامع الأموي الكبير وهو من أكبر جوامع المدينة التي تحوي ما يقارب ألف جامع وتمثل 14 قرنًا من تاريخ الفن الإسلامي . وقد بُني الجامع الأموي في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ويتميز بمنارته الجميلة والمربعة الشكل ومنبره الرائع المصنوع من خشب الأبنوس والمطعم بالعاج ومحرابه المصنوع من الحجر الأصفر . وتهدف مكتبة الإسكندرية إلى إتاحة دراسة النقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور، منذ عصور ما قبل التاريخ حتي العصر الحالي، وتهدف إلى الحفاظ على التراث الحضاري والتاريخي للآثار، وإتاحة وتوثيق النقوش الكتابية الأثرية المختلفة عبر العصور داخل مصر وخارجها للعلماء والباحثين . ومنذ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة . غير أن الأمور انزلقت إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص، فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع في البنية التحتية، بحسب أخر إحصاءات الأممالمتحدة . الأناضول