أكد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية, التزام الجامعة الراسخ بتمتين شراكتها الإستراتيجية مع أفريقيا; بما يجسد حرصا متبادلا علي استمرار التقليد المتبع بين الجامعة والاتحاد الإفريقي بقيام كل منظمة بدعوة نظيرتها إلي مخاطبة قمتها السنوية. وأشاد أبو الغيط خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العادية الثلاثين للاتحاد الإفريقي في أثيوبيا بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي برغبة رئيس المفوضية الإفريقية, الأكيدة في تطوير آليات التعاون والتنسيق المؤسسية التي تربط بين الجامعة والاتحاد تأسيسا علي الطريق الطويل من العمل التكاملي بينهما والاتفاقية العامة للتعاون بين المنظمتين الموقعة عام2007 والانطلاقة القوية التي شهدها العمل الثنائي مع انعقاد الاجتماع العام السابع للتعاون العربي الإفريقي الذي ترأساه سويا في مقر الجامعة في ديسمبر الماضي. وأكد أبوالغيط أن القضية الفلسطينية ستظل علي رأس الأجندة المشتركة للعالم العربي وإفريقيا, معربا في هذا الصدد عن عميق التقدير للموقف الأفريقي الثابت والمبدئي في مناصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في نيل حريته وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه, وأشاد ابو الغيط, بالدول الإفريقية التي وقفت دائما رغم مختلف الضغوط المكشوفة التي تمارس عليها مع الحق الفلسطيني في المحافل الدولية وهو ما أثبتته مجددا ومشكورة في الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض القرار الأمريكي أحادي الجانب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وأضاف: نحن نثق في أن هذا التضامن الأفريقي مع أشقائنا الفلسطينيين سوف يبقي قويا وثابتا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي, ورافضا محاولاته في الترشح لمجلس الأمن الدولي الذي يخرق قراراته ويحتقر إرادته, ومستنكرا لكل مسعي يقوم به لإحداث شرخ في العلاقات العربية الإفريقية والنيل من خصوصيتها وذلك إلي أن يتم التوصل إلي تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وجدد أبوالغيط التزام جامعة الدول العربية بهذه الشراكة كي تبقي راسخة أكثر من أي وقت مضي..معربا عن ثقته في أن الاتحاد الإفريقي يشاركها هذه العزيمة القوية في الدفع قدما بالطموحات المشتركة والارتقاء بالتعاون والعمل علي تعزيز نظام دولي أكثر مساواة ويعكس بشكل أفضل مصالح الدول والشعوب. وأضاف يظل الفضاء المشترك بين العالم العربي وإفريقيا مسرحا للعديد من بؤر التوتر وانعدام الاستقرار, وهو ما يحتم علينا أن نضاعف من جهودنا المشتركة وأن نوظف قدراتنا بشكل تكاملي لمواجهة هذه التحديات ومعالجة الأسباب العميقة التي أدت إلي نشوبها وتفاقمها, إذ أن فرصنا في النجاح سوف تتعزز كثيرا إذا ما عملنا سويا واعتمدنا أكثر علي بعضنا البعض لتحقيق الأهداف التي نسعي إليها وهي في أغلب الأحيان تعتبر متقاربة إن لم تكن متطابقة. وتعهد أبوالغيط بأن الجامعة سوف تستمر بكل طاقاتها في عملها المنهجي بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي لتنفيذ كل ما صدر عنها وعن القادة العرب من قرارات في القمم السابقة وعلي رأسها تطوير خطة العمل العربية الإفريقية المشتركة للأعوام المقبلة والتي سيتم عرضها علي اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب والأفارقة للتداول حولها وإقرارها. وأشار أبو الغيط إلي أن الأزمة الليبية تمثل أولوية مشتركة للجامعة العربية وللاتحاد الأفريقي وتتقاطع فيها جهود المنظمتين ودولهما الأعضاء سعيا منا إلي إنهاء المرحلة الانتقالية التي تعيشها ليبيا وتوحيد مؤسساتها المختلفة وبناء هياكل مستقرة لدولتها وإتمام مجمل الاستحقاقات المتبقية. وجدد الحرص علي تعزيز التعاون مع الاتحاد من أجل تثبيت الاستقرار ودفع عجلة التنمية في جمهورية القمر المتحدة ودعم مسيرة الحوار الوطني التي ستنطلق هناك مطلع الشهر القادم. وأضاف: أن هناك مجالا كبيرا لتعزيز تعاوننا العربي الإفريقي من أجل مواجهة التهديد المشترك الذي تمثله الجماعات الإرهابية علي أمن دولنا واستقرار مجتمعاتنا سواء كانت تنظيم داعش, أو القاعدة, أو حركة الشباب الصومالية, أو جماعة بوكو حرام بما في ذلك عبر إقامة مزيد من التنسيق والتعاون بين الآليات الأمنية والقانونية القائمة بالجامعة العربية ونظيراتها الموجودة بالاتحاد الإفريقي.