أكد أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، التزام الجامعة الراسخ بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع إفريقيا، بما يجسد حرصا متبادلا على استمرار التقليد المتبع بين الجامعة والاتحاد الإفريقى بقيام كل منظمة بدعوة نظيرتها إلى مخاطبة قمتها السنوية. وأشاد أبوالغيط خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية أمس - بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبرغبة موسى فقى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى الأكيدة فى تطوير آليات التعاون والتنسيق المؤسسية التى تربط بين الجامعة والاتحاد، تأسيسا على الطريق الطويل من العمل التكاملى بينهما والاتفاقية العامة للتعاون بين المنظمتين الموقعة عام 2007 والانطلاقة القوية التى شهدها العمل الثنائى مع انعقاد الاجتماع العام السابع للتعاون العربى الإفريقى الذى ترأساه سويا فى مقر الجامعة فى ديسمبر الماضي. وأعرب أبو الغيط عن اعتزازه بالمشاركة فى هذه القمة بعد مرور 40 عاما على انطلاقة الشراكة العربية الإفريقية وانعقاد قمتها الأولى بالقاهرة عام 1977 التى أرست القواعد الأولى والأساسية للتعاون فيما بيننا طوال العقود الأربعة الماضية والتى قام قادتنا عندئذ معا بتطويرها وتنميتها عبر جهد تراكمى أثمر عن 3 قمم مشتركة منذ عام 2010 ، ويقينى أننا سنواصل العمل الدءوب من أجل إنجاح قمتنا المشتركة فى المملكة العربية السعودية فى الرياض العام المقبل 2019 وقال إن الفضاء المشترك بين العالم العربى وإفريقيا ظل مسرحا للعديد من بؤر التوتر وانعدام الاستقرار، وهو ما يحتم علينا أن نضاعف من جهودنا المشتركة وأن نوظف قدراتنا بشكل تكاملى لمواجهة هذه التحديات ومعالجة الأسباب العميقة التى أدت إلى نشوبها وتفاقمها، إذ أن فرصنا فى النجاح سوف تتعزز كثيرا إذا ما عملنا معا واعتمدنا أكثر على بعضنا البعض لتحقيق الأهداف التى نسعى إليها وهى فى أغلب الأحيان تعتبر متقاربة إن لم تكن متطابقة». وتعهد أبوالغيط بأن الجامعة سوف تستمر بكل طاقاتها فى عملها المنهجى بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقى لتنفيذ كل ما صدر عنها وعن القادة العرب من قرارات فى القمم السابقة وعلى رأسها تطوير خطة العمل العربية الإفريقية المشتركة للأعوام المقبلة والتى سيتم عرضها على اجتماع استثنائى لوزراء الخارجية العرب والأفارقة للتداول حولها وإقرارها. وحول الأزمة الليبية، قال أبوالغيط إنها تمثل أولوية مشتركة للجامعة العربية وللاتحاد الإفريقى وتتقاطع فيها جهود المنظمتين ودولهما الأعضاء، سعياً منا إلى إنهاء المرحلة الانتقالية التى تعيشها ليبيا وتوحيد مؤسساتها المختلفة وبناء هياكل مستقرة لدولتها وإتمام مجمل الاستحقاقات المتبقية. وأضاف: «أنه يمكن للجامعة والاتحاد أن يضطلعا بدور أكثر فاعلية لمرافقة أشقائنا فى ليبيا فى هذه المسيرة بما فى ذلك فى سياق المجموعة الرباعية التى تجمعنا مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي»، مؤكدا أن الجامعة تظل على أتم استعداد للمساهمة فى أى جهد على الصعيدين السياسى والفنى لمعالجة أزمة المهاجرين والتصدى للانتهاكات التى يتعرضون إليها فى ليبيا سواء عبر مساعدة مؤسسات الدولة الليبية أو الدول المجاورة لها أو الآلية الثلاثية التى تم تشكيلها بين الاتحاد والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وتابع: «إنه بوسعنا بذل المزيد من الجهود المشتركة فى الصومال لدعم حكومة الرئيس فرماجو على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار فى ربوع البلاد وبناء هياكل الدولة الفيدرالية وخاصة عبر تحقيق الانسجام الكامل بين الدور العسكرى والأمنى المهم لقوات الأميصوم من ناحية والدعم السياسى والإنسانى والتنموى الذى تقدمه الجامعة ودولها الأعضاء لأشقائنا فى الصومال من ناحية أخري». وجدد الحرص على تعزيز التعاون مع الاتحاد من أجل تثبيت الاستقرار ودفع عجلة التنمية فى جمهورية القمر المتحدة ودعم مسيرة الحوار الوطنى التى ستنطلق هناك مطلع الشهر القادم، قائلا : إننا نضم صوتنا إلى الاتحاد وسلطة الإيجاد فى مطالبة الأطراف فى جنوب السودان باحترام اتفاقية وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين والنفاذ الإنسانى الموقعة فى أديس أبابا الشهر الماضى والتعاون بشكل كامل وبحسن نية مع آلية المراقبة والترتيبات الأمنية الانتقالية».