أعرب عدد من مزارعي محصول قصب السكر في أسوان عن عظيم شكرهم للرئيس عبد الفتاح السيسي بعد تناوله لمطالبهم بشأن زيادة سعر الطن الذي تتسلمه مصانع السكر بالصعيد وذلك أثناء افتتاحه عددا من المشروعات التنموية بمحافظة المنوفية أمس. وأكد المزارعون تأييدهم المطلق لما وجه به الرئيس بضرورة تطوير مصانع السكر في محافظات الصعيد ومنها مصنعا إدفو وكوم أمبو بأسوان, وذلك من أجل زيادة قدرتهما الاستيعابية لكميات المحصول المزروعة في دائرة المحافظة والتي يصل إنتاجها إلي نحو مليوني طن. وقال أحمد سيد عبد العظيم, عضو مجلس إدارة جمعية منتجي القصب بأسوان: إن المزارعين يعانون أشد المعاناة بسبب الأعباء التي تثقل من كاهلهم, ومنها ارتفاع سعر الأسمدة ويوميات العمالة التي تصل إلي120 جنيها بخلاف أعمال النقل وكسر المحصول الذي تصر مصانع السكر علي تحميلها للمزارع. وأضاف عبد العظيم أن المزارعين كانوا قد طالبوا كثيرا بزيادة سعر تسليم طن المحصول إلي المصنعين وأنهم سيضطرون للبحث عن زراعات أخري غير مكلفة, غير أن تناول الرئيس السيسي لمطالب المزارعين أدخل السرور والبهجة عليهم لإدراكه بمشكلاتهم. وأوضح إبراهيم البرنس, من مزارعي القصب بمركز دراو, أن ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية وأجر العمالة ومستلزمات الزراعة تلتهم معظم هامش الربح البسيط الذي يحققه المزارع من الفدان, ليصبح ربطه أقل من ألف جنيه, ووجه البرنس كل الشكر للرئيس السيسي الذي تناول هموم مزارعي القصب في الصعيد أمس قائلا: إن أهالينا في الصعيد يطالبون بتعديل السعر وهو حقهم, ولكن يجب تطوير مصانع السكر المنشأة في الخمسينيات والستينيات لأنها تجعلنا نفقد نحو20% من القيمة الحقيقية للإنتاج لتصبح تكلفة تشغيلها عبئا علي الشركة, ونحن كمزارعين معه قلبا وقالبا في هذا التوجه الذي سيعود علي الاقتصاد المصري بالنفع. وقال علاء شاذلي, نقيب الفلاحين بأسوان: إن المزارعين طالبوا هذا العام بزيادة سعر تسليم المحصول من650 إلي1000 جنيه للطن, ولم يستمع لمطالبنا سوي الرئيس وحسب ما تردد فقد تمت الموافقة علي تحديد850 جنيها للطن, وننتظر أن تصل إلي المصنعين مكاتبة رسمية في هذا الشأن حتي الآن. وأضاف نقيب الفلاحين قائلا: لا بد من تعديل العقود المبرمة بين المزارعين ومصانع السكر خلال موسم التوريد, باعتبار أن البنود مجحفة وتميل لصالح المصانع علي حساب المزارع الذي يتحمل تكلفة النقل وكسر المحصول بينما المصنع ينتج من هذا المحصول29 منتجا مختلفا كالسكر والمولاس والورق والخشب وغيره, وكشف شاذلي أن مصنع سكر كوم أمبو يتسلم المحصول من المزارع بدون أن يعلم وزن محصوله علي عكس ميزان مصنع إدفو الذي يعلن عبر شاشة ضوئية إلكترونية وزن محصول كل مزارع يسلمه إلي المصنع, الأمر الذي يتطلب فعلا تطوير المصانع تكنولوجيا. وأوضح عبد الحليم أبو ودينة, من كبار مزارعي قصب السكر بوادي خريت, أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما يكون انحيازه لصالح المواطن وهو ما يؤكده دائما في جميع المناسبات, وقال: إن تأييده لحقوق مزارعي القصب في الصعيد قد أثلج صدور المزارعين, خاصة أنهم كانوا يفكرون جديا في البحث عن زراعات أخري تدر عليهم ربحا يعينهم علي الحياة. وطالب أبو ودينة بضرورة الإسراع في الإعلان عن السعر الجديد للمحصول لوضع حد لحالة الارتباك التي تتصدر المشهد حاليا مع بداية الموسم. أما يوسف عبد الدايم, عضو مجلس النواب, رئيس لجنة الزراعة السابق بالمجلس, فقد أكد أن هناك معادلة صعبة تعمل الحكومة علي إيجاد حل لموازنتها, فهناك3 أطراف في أزمة سعر محصول قصب السكر; المزارع والمصنع والدولة, فالمزارع يطلب الزيادة من الدولة صاحبة القرار ولكن هناك ظروف أخري تتعلق بانخفاض السعر العالمي وبالتالي فإن زيادته ستتبعها زيادة في تكلفة المنتج وتقابلها انخفاض في سعر السكر العالمي. وأوضح عضو مجلس النواب أن الحكومة ممثلة في العديد من الجهات لا تزال تدرس زيادة سعر طن القصب بما يتراوح ما بين80 إلي120 جنيها وحتي الآن لم يصدر قرار رسمي بهذا الشأن. وحول تطوير مصنعي سكر كوم أمبو وإدفو, أشار عبد الدايم إلي أن كليهما دخل في مراحل تطوير عديدة ولكن يبقي الحل في إنشاء مصنع جديد بمنطقة وادي النقرة لاستيعاب كميات المحصول المزروعة هناك. وكان المهندس محمد عبده طه, مدير مصانع سكر كوم أمبو, قد أعلن في وقت سابق عن القيام بإجراء عمليات صيانة شاملة لجميع أقسام المصنع, وذلك قبل بدء موسم استلام محصول القصب, وتوقع أن يصل إنتاج المحصول في كوم أمبو ووادي النقرة إلي مليوني طن, وأوضح مدير المصانع بأنه تم الانتهاء من تجارب المحركات والمواسير وخطوط الإنتاج لمدة أسبوعين مرحلة البارد, فيما تم تشغيل المصنع بكامل طاقته وتلافي كل الملاحظات في مرحلة ما توصف بالساخن.