مع دخول الشتاء وتراكم السحب الرمادية والسوداء وغياب ضوء الشمس كان يصيبني نوع من الاكتئاب الموسمي, حيث تتجاوب سحب الأحزان داخلي مع سحب السماء لكنني كنت أتغلب عليها بكتابة الشعر.. والأصدقاء وكثيرون هم من صاحبتهم في مسيرتي الفنية والحياتية.. منهم الأساتذة كأنيس منصور الذي اقتربت منه وكتب عني أكثر من مرة في عموده اليومي بالأهرام مواقف ويحيي حقي العظيم الذي أتاح لي النشر بلا حدود في مجلة المجلة التي كان يرأس تحريرها كما أنه هو الذي رشحني باكرا للحصول علي منحة تفرغ من وزارة الثقافة بعد فصلي من عملي, والمبدع الكبير يوسف إدريس الذي كان يصحبني في بعض سهراته الفنية والمتميز ألفريد فرج الذي عرفني علي كثير من أقاليم مصر التي رافقته فيها في جولاته وندواته في هيئة الثقافة الجماهيرية. ثم صاحبت وصادقت من الكتاب علي سالم الذي شجعني بعد أول مسرحية كتبتها ولاقت نجاحا من تمثيل وإخراج المبدع كرم مطاوع وظل علي سالم صديقا لي طوال حياته وظللت معجبا به كاتبا حرا جريئا واثقا بنفسه إلي أن رحل عن عالمنا في صمت أدبي وإعلامي ظالم. وكذلك صديقي الدائم لينين الرملي صاحب الموهبة المضيئة ثم الأصدقاء الحاليون الذين يطيب لي الالتقاء بهم أسبوعيا نتبادل الدفء وأخبار الوسط الأدبي والفني وأخبار مصر الإيجابية والإيجابية فقط التي تتم حاليا رغم المؤامرات في مسيرتها الصاعدة والسريعة نحو الترميم والبناء. للفيلسوف الإغريقي الخالد أفلاطون حكمة باقية تقول: دلني علي الشبيه وأنا أتبعه كما أتبع الإله. والشبيه هو الصديق القادر علي أن يشرق علي حياتك فيبدد عنها ظلام اليأس والإحباط ويمنحها النور الكافي.. والصديق هو من يشعرك أنك مقبول كليا لا من يضعك تحت رقابة النقد واصطياد العيوب.. الصداقة تعي الصحبة المبهجة التي تذهب إليها اشتياقا وتعود منها راضيا سعيدا. الأصدقاء شموس لا تغيب تمنحنا النور والدفء والأمل لننقله بدورنا إلي الآخرين كقوة دافعة للحياة. والحياة مستمرة.