وسط تنديد واسع داخليا وخارجيا, استشهد أمس10 مصريين وأصيب خمسة آخرون في اعتداءين إرهابيين استهدفا كنيسة مارمينا وأحد المحال التجارية في حلوان , ولولا يقظة رجال أمن الكنيسة الذين نجحوا في إصابة منفذ الحادث والقبض عليه لتضاعفت أعداد الضحايا وكنا أمام كارثة أكبر. وأكدت رئاسة الجمهورية في بيان لها أمس, أن هذه المحاولات الإرهابية البائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة, بل ستزيدهم إصرارا علي مواصلة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف. وقالت وزارة الداخلية: إن القوات الأمنية المكلفة بتأمين الكنيسة ومحيطها تمكنت من إصابة منفذ الحادث وضبطه وبحوزته السلاح الآلي المستخدم في الاعتداء الإرهابي وعبوة متفجرة محلية الصنع. وحددت الداخلية هوية الشخص الذي استهدف الكنيسة, وأطلق عددا من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس, مما أدي إلي استشهاد مواطنين اثنين تواجدا داخل المحل, وأمين شرطة و6 من المواطنين وإصابة5 آخرين في محيط الكنيسة. وأوضحت الوزارة أن الإرهابي يدعي إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفي عامل ألوميتال مقيم بشارع منشية السد بحلوان, واتخذ عدة مناطق زراعية بمحافظات الصعيد أوكارا لاختبائه, ويعد من أبرز العناصر الإرهابية الهاربة والخطرة, وتزعم العناصر المنفذة لحادث التعدي علي ميكروباص تابع لقسم شرطة حلوان عام2016, وسبق قيامه منفردا بتنفيذ عدة حوادث إرهابية ومنها حادث التعدي علي منفذ تحصيل رسوم الطريق بنطاق مركز الواسطي بمحافظة بني سويف. وكرم وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار, مساء أمس كلا من مدير أمن القاهرة, ومدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة, ومأمور قسم شرطة حلوان وأربعة أفراد شرطة من قوة القسم, نظرا لجهودهم ويقظتهم وروحهم القتالية التي حالت دون استكمال المخطط الإرهابي الخسيس الذي كان يستهدف إحدي دور العبادة المقدسة ونجاحهم في التصدي وضبط منفذ العملية الإرهابية. وأشاد الوزير بروح البطولة التي تجسدت في دفاع رجال الشرطة عن أرواح المصريين خلال الاحتفال بعيد الميلاد المجيد, مؤكدا أن ما يقدمه رجال الشرطة من تضحيات يعكس إيمانهم بالرسالة التي يحملونها علي أعناقهم تجاه الوطن, ووجه وزير الداخلية خالص تعازيه لأسر الشهداء, متمنيا الشفاء العاجل للمصابين جراء الهجوم الإرهابي. وأعرب عن ثقته بإدراك رجال الشرطة حجم تحديات المرحلة الراهنة والمسئولية الملقاة علي عاتقهم تجاه الوطن, وبخطورة المخططات التي تسعي من خلالها قوي الشر والإرهاب إلي النيل من النسيج الوطني وتهديد أمن البلاد واستقرارها. وواصلت القوات المسلحة ووزارة الداخلية جهودهما المشتركة لتأمين الجبهة الداخلية واحتفالات العام الميلادي, وتأمين المنشآت والأهداف الحيوية ودور العبادة, وفقا لمنظومة متكاملة من التنسيق وتنظيم التعاون مع الأجهزة المعنية بجميع المحافظات. وواصلت قوات حماية المواطنين من القوات المسلحة والشرطة تكثيف الانتشار في محيط الشوارع والميادين الرئيسية وتأمين الطرق والمحاور المرورية, والتعاون في تنظيم الحركة المرورية. كما تم التنسيق بين التشكيلات التعبوية ومديريات الأمن والأجهزة التنفيذية بالمحافظات للاحتفاظ بقوات إضافية مدعومة بعناصر تخصصية وفنية جاهزة للتدخل السريع لمواجهة كل المواقف الطارئة التي يحتمل حدوثها, وتوفير الأمن والأمان للمواطنين خلال مظاهر الاحتفال بالعام الميلادي الجديد. وكشفت مصادر أمنية تفاصيل عملية القبض علي الإرهابي إبراهيم إسماعيل إسماعيل الذي حاول تفجير كنيسة مارمينا, وأكدت أنه تم التعامل الفوري معه من خلال القوة المكلفة بتأمين الكنيسة المؤلفة من فردي الأمن المتواجدين أمام الكنيسة, إلا أن الإرهابي استطاع إصابة أحدهما من سلاحه الآلي, فبدأ الآخر في التعامل معه بمفرده, وأثناء ذلك استطاع العميد سعيد رجب, ضابط شرطة سابق, التسلل إلي مكان الواقعة لمساعدة فرد الأمن وحمل السلاح الآلي الخاص بزميله المصاب, وبدأ إطلاق أعيرة نارية علي الإرهابي, وعندما فرغت الطلقات اتخذا ساترا وتربصا بالإرهابي حتي تمت إصابته بطلق ناري في قدمه سقط علي أثرها علي الأرض. وقد أدانت عواصم العالم جريمة الاعتداء علي كنيسة حلوان, مؤكدة وقوفها إلي جانب مصر في معركتها ضد الإرهاب الأسود.. كما نددت القوي السياسية والأحزاب والنقابات ورموز الدين الإسلامي والمسيحي بالجريمة الشنعاء, مؤكدين أنها تستهدف النيل من وحدة المصريين, وأن جرائم الإرهاب لا تفرق بين مسلم ومسيحي.