تساءلت ومعي الكثيرون: ما جدوي مجلس الأمن في ظل وجود حق الاعتراضأوحق النقضالممنوح للخمسة الكبار( الفيتو) ويكفي اعتراض أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ليتم رفض أي قرار حتي وإن كان بالإجماع من الدول الأربع عشرة الأخري. اذن عن اي نظم ديموقراطية في زمن البلطجة السياسية نتحدث إنها البلطجة الدولية في ابشع صورها ولعل من المتعارف عليه في النظم الديموقراطية وكل القوانين السماوية وحتي الوضعية منهاان مصلحة المجتمع فوق مصلحة الفرد ولا تسن القوانين الا لحماية المجتمع ككل وليس لخدمة مصالح فرد بذاته ولذلك فنظام الاخذ بأصوات الاغلبية في التصويت هو النظام المفعل في النظم الديموقراطية في العالم الا في مجلس الخمسة الكبار وهذا هو مسماه الحقيقي وليس مجلس الامن.. ويكفي ان نعلم ان حق النقض( الفيتو) اتاح للولايات المتحدة تقديم اكبر غطاء و دعم لبلطجةالكيان الصهيوني في منطقة الشرق الاوسط وتم بموجبه افشال أي قرار من مجلس الأمن يدين البلطجة الاسرائيلية في المنطقة وكان آخرها الفيتو رقم43 لمصلحة إسرائيل في جلسة مجلس الامن المنعقديوم الاثنين الموافق18 ديسمبر2017, ضد مشروع قرار مصر ممثلا للمجموعة العربيةالرافض لإعلان ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل أبيباليالقدس, وقد يتساءل البعض ما الفائدة من التقدم بمشروع القرار المصري لمجلس الامن ومن المعروف مسبقا تاريخ الانحياز الامريكي لاسرائيل, وكيف لا نفعل! نعم تم رفض القرار ولكن دون أي سند أو شرعية أو مرجعية دولية بل ان مشروع القرار المصري كان انتصارا للديبلوماسية المصرية لحصار القرار الامريكي وحصلت مصر علي دعم ومساندة المجتمع الدولي متمثلا في اجماع الدول الاعضاء عدا مندوبة اسرائيل اقصد الولاياتالمتحدةالامريكية. ولا أود ان اتهم الشعب الأمريكي باحتلال الأرض بالقوة وتدمير المدن وما افغانستان والعراق ببعيدتين ولا بالفساد السياسي ولا انتهاك حقوق الانسان والامثلة لاحصر لها ابسطها معتقل جوانتانامو ولا استخدام اسلحة محرمة دوليا ولا قتل الابرياء الآمنين وتدمير المدن بالقنابل الذرية وما مدينتا هيروشيما وناجازاكي ايضاببعيدتين بل انها العصابة المتربعة علي عرش نصف القارة الأمريكية انها العصابة التي تديرالعالم بالخوف صانعة الارهاب لتجعل منه فزاعة ترهب بها الجميع. ولاشك ان هذا الدعم الامريكي غير المحدود للمشروع الصهيوني علي ارض فلسطين هو نتاج لتسويق اليهود الارثوذوكس نظرية ايديولوجية مفادها نزول السيد المسيح علي بني إسرائيل علي الارض المقدسة في فلسطين وعاصمتها القدس العاصمة التاريخية لليهود و لم تكن أبدا القدس عاصمة للشعب اليهودي, ويؤكد ذلك الكاتب والمفكر الإسرائيلي بوعاز عيفرون, في كتابه الحساب القومي. يقول إن( المفهوم الصهيوني القائل إن اليهود هم شعب له أرض يتطلع إلي العودة إليها, لا يتلاءم مع الحقائق, وقد أقيمت دولة إسرائيل نتيجة لمصيبة اليهود وغايتها حل المشكلة اليهودية, وهي مشكلة نشأت فقط بالتزامن مع التحررEmancipationعندما تم منح المساواة في الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية في اوروبا لدي انهيار المجتمع الديني. وقيمها, ورفضت البيئة المسيحية استيعابه كفرد متساو). ولعله آنالاوان لنتحد جميعا وكل دول العالم الحر للمطالبة بتعديل نظام الأممالمتحدة لإلغاء نظام التصويت بالفيتو نهائيا واعتماد نظام ديمقراطييعيد الثقة والاحترام للمنظمة الدولية.. وستبقي القدس عاصمة فلسطين رغم أنف القرار43.