جاء القرار الأمريكي بتخفيض ميزانية الأممالمتحدة بنحو285 مليون دولار للعامين القادمين, ليثير الكثير من الجدل, فقد أكد المحللون أن القرار إجراء عقابي للأمم المتحدة بعد التصويت بأغلبية ساحقة ضد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي محاولة لتبرير القرار الأمريكي الذي اعتبره المحللون تحديا للعالم كله خصوصا بعد هزيمة واشنطن الدبلوماسية في موقعة القدس, أكدت السفيرة الأمريكية, نيكي هايلي أن خفض الميزانية يعد خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح بالنسبة للولايات المتحدة, مشيرة الي أنها ستواصل البحث عن سبل لزيادة كفاءة الأممالمتحدة, بما لا يتعارض مع مصالح واشنطن, مؤكدة أن عدم كفاءة الأممالمتحدة مع زيادة إنفاقها أمر واضح جدا. ودائما ما يزعم المحافظون الأمريكيون بأن الأممالمتحدة لا تخدم مصالح الولاياتالمتحدة, وزادت انتقاداتهم بعد أن صوتت الهيئة العالمية بأغلبية ساحقة ضد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتعتبر الميزانية التشغيلية للأمم المتحدة منفصلة عن ميزانية قوات حفظ السلام التي تم خفضها600 مليون دولار هذا العام بضغط من إدارة ترامب, ويبلغ عدد موظفي الأممالمتحدة40 ألف شخص من معظم دول العالم. ويؤكد المحللون أن واشنطن تعد أكثر مستفيد من الأممالمتحدة, خاصة وأنه من دونها لن تتمكن من تمرير الكثير من القرارات السياسية, والاقتصادية, وأهمها العقوبات الدولية التي دائما ما توقع ضد الدول المناوئة لأمريكا ولسياساتها, كما انها تعلم جيدا أن تراجع دور الأممالمتحدة يصب في مصلحة الصين, وروسيا; القادرتين علي استقطاب الكثير من الدول, وإعادة إحياء الحلف الشرقي الذي انهار بانهيار الاتحاد السوفيتي. وحذروا من سياسات ترامب الحمقاء تجاه الأممالمتحدة خاصة أنه يريد إجبارها علي تبني قرارات معينة والسير وفقا لما تفضله السياسات الأمريكية, لذا فمن المتوقع أن يواصل وضع المزيد من العقبات في طريق المنظمة الدولية للتأكيد للعالم بأنها دون الدعم الأمريكي والذي يتجاوز22% أي حوالي3.3 مليار دولار سنويا, لن تستطع أن تفعل شيئا.