أنهت محافظتا الفيوموالأقصر استعدادهما لمتابعة تعامد الشمس علي قدس الأقداس بمعبدي قصر قارون والكرنك, وهي ظاهرة فلكية لا تتكرر سوي مرة واحدة في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر كل عام. ويحرص عدد من السائحين والمهتمين بالظواهر الفلكية علي متابعة ذلك الحدث الأثري الفريد وسط الطبيعة الخلابة بالمحافظتين. وأكد سيد الشورة, مدير عام منطقة آثار الفيوم, أنه تمت مراجعة كل الاستعدادات الخاصة بالاحتفال بالظاهرة الفريدة التي ستشهدها محافظة الفيوم في الساعات الأولي من صباح غد, مشيرا إلي أنه تمت مراجعة أعمال الإنارة بمعبد قصر قارون, وكذا أماكن تواجد الوفود الأجنبية وأماكن إقامة عروض الاحتفال. وأضاف أنه تم توجيه الدعوة لعدد من الوفود وسفراء الدول الأجنبية لمشاهدة الظاهرة بقصر قارون, منوها بأن هناك العديد من الأجانب يهتمون بتلك الظواهر الفلكية الفريدة من نوعها. وأوضح الشورة أن اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس علي قدس الأقداس بمعبد قصر قارون يرجع إلي دراسة نشرها الدكتور مجدي فكري, الأستاذ بكلية السياحة, وعدد آخر من الباحثين في إحدي المجلات العلمية, وتم تشكيل لجنة عام2012 ضمت أحمد عبد العال مدير عام الآثار السابق, ومحمد طنطاوي, مدير هيئة تنشيط السياحة بالمحافظة, وعددا من القيادات السياحية والأثرية بالفيوم, والتي أكدت ما جاء بالدراسة, وأن الشمس تتعامد علي قدس الأقداس بالمعبد في هذا التوقيت ويستمر التعامد نحو25 دقيقة. وتأكدت اللجنة من تعامد الشمس علي المقصورة الرئيسية واليمني في قدس الأقداس, ولم تتعامد الشمس علي المقصورة اليسري, وهو ما أكده البحث, وأن هذه المقصورة كانت بها مومياء التمساح رمز الإله سوبك إله الفيوم في العصور الفرعونية, والذي لا يمكن أن يتم تعريضه للشمس حتي لا تتعرض المومياء للأذي, وأن هذه المومياء من المفترض أن تكون في العالم الآخر وأن الشمس تشرق علي عالم الأحياء. وقال الدكتور جمال سامي, محافظ الفيوم: إنه منذ اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس علي معبد قصر قارون فإن المحافظة توليها اهتماما بالغا, لكونها ظاهرة فريدة تماثل في أهميتها تعامد الشمس علي قدس الأقداس بمعبد أبو سمبل بأسوان, وتسعي المحافظة إلي تركيز الانتباه علي هذه الظاهرة الفلكية في إطار جهودها الدائمة لتنشيط حركة السياحة والتعريف بما تزخر به المحافظة من إمكانات سياحية وأثرية وثقافية وبيئية, والتي تؤهلها لأن تحتل مكانة متميزة علي خريطة السياحة المحلية والعالمية. فيما أكد الدكتور مصطفي وزيري, مدير آثار الأقصر, في تصريحات له أمس, أن هذه الظاهرة تحدث سنويا علي مدار يومي21 و22 من ديسمبر, إذ تمر الشمس علي قدس أقداس الإله آمون بمعابد الكرنك بالبر الشرقي, وتتعامد علي قدس أقداس معبد حتشبسوت بالبر الغربي في نفس التوقيت. وأشار الوزيري خلال تصريحاته, إلي أن محاور معبدي الكرنك والدير البحري حتشبسوت, تتجه ناحية الأفق, الذي تشرق منه الشمس في يوم الانقلاب الشتوي, الأمر الذي يؤكد أن المصريين القدماء كانوا علي دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس أو الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض, كما أن معابد الكرنك, ومعبد حتشبسوت يقعان علي محور هندسي واحد. وتابع حديثه مشيرا إلي أن تعامد الشمس علي المعابد المصرية القديمة, لم يكن محض صدفة, كما أن طرق بناء واجهات المعابد والمقاصير المصرية القديمة, أنشئت علي مفاهيم معمارية ودلالات دينية كانت سائدة في مصر الفرعونية. وأكد محمد بدر, محافظ الأقصر, أن المحافظة تعمل كل عام علي تسويق الحدث ليكون علي أجندة مصر السياحية, في إطار الجهود الجارية لتنويع المنتج السياحي واستعادة التدفقات السياحية للمدينة مجددا بجانب الاستعداد لاستضافة عدد آخر من الفعاليات والأحداث الثقافية والفنية والسياحية.