عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي جلسة مباحثات مصغرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين, أعقبتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين, جرت خلالها مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, وتعزيز التعاون المشترك في كل المجالات. وقد شهد الرئيسان أمس التوقيع علي وثيقة بدء إشارة تنفيذ محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية وأفاد المتحدث الرئاسي بأن الرئيس السيسي رحب بالرئيس بوتين, وأشاد بالعلاقات القوية بين البلدين وبمستوي التعاون الثنائي القائم بينهما في العديد من المجالات. كما أعرب الرئيس عن حرص مصر علي تطوير أوجه التعاون المشترك علي مختلف الأصعدة, خاصة مشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية, فضلا عن المشروعات المشتركة الأخري, ومن بينها مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس, وغيرها من المشروعات الجاري دراستها تمهيدا للبدء في تنفيذها. وأشاد الرئيس الروسي بالتعاون المصري الروسي في إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية, مؤكدا ما يجسده ذلك من قوة وعمق علاقات الدولتين والشعبين الصديقين. وذكر السفير راضي, أن المباحثات بين الرئيسين تطرقت لعدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية; حيث تم استعراض تطورات الدراسات المشتركة التي يقوم بها الجانبان لإنشاء منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس, وكذا إنشاء منطقة لوجستية للصادرات المصرية في روسيا; حيث قام الرئيسان بتكليف الجهات المعنية في البلدين بمواصلة العمل الحثيث في هذا الإطار وتذليل أي عقبات تواجه الانتهاء من المشروعات المشتركة بين الجانبين. وأشار المتحدث الرئاسي إلي أن المباحثات تناولت تطورات التعاون بشأن أمن المطارات; حيث أشاد الرئيس الروسي بالجهود الكبيرة التي قامت بها السلطات المصرية لتأمين المطارات, معربا عن تطلعه لاستئناف رحلات الطيران الروسي فور انتهاء المشاورات الفنية الجارية في هذا الشأن. كما تم استعراض تطورات المفاوضات الجارية بين الجانبين لتزويد هيئة السكك الحديدية بعدد من عربات القطار الروسية, في إطار خطة تحديث منظومة النقل بالسكك الحديدية في مصر. وأوضح المتحدث أن المباحثات تناولت كذلك عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, وعلي رأسها القضية الفلسطينية وتداعيات القرار الأمريكي بنقل سفارة الولاياتالمتحدة في إسرائيل إلي القدس; حيث أكد الرئيسان ضرورة العمل الجاد علي التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تستند إلي قرارات الشرعية الدولية, التي تنص علي تسوية كل الجوانب الخاصة بالوضع النهائي بما في ذلك وضع مدينة القدس عبر المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد الرئيسان أهمية عدم اتخاذ أي قرارات من شأنها تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط وتقويض فرص التوصل لسلام عادل ودائم. كما بحث الرئيسان تطورات الأزمة السورية; حيث توافقت وجهات النظر حول ضرورة دعم التسوية السياسية في سوريا, ومواصلة العمل علي القضاء علي الجماعات الإرهابية, ودعم مؤسسات الدولة, وتوسيع مناطق خفض التوتر, بهدف تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية, بما يحافظ علي وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية. وقد أشاد الرئيس الروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في سبيل تسوية الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط. وذكر السفير راضي أنه تمت كذلك خلال المباحثات مناقشة جهود مكافحة الإرهاب, في ضوء ما يمثله من خطر كبير علي المنطقة والعالم; حيث أكد الرئيس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار ظاهرة الإرهاب علي كل المستويات, سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية, وبحيث يتسني القضاء علي الإرهاب واقتلاعه من جذوره بشكل نهائي, فضلا عن ملاحقة عناصر داعش التي تنتقل من مناطق عدم الاستقرار إلي دول أخري.