من يزور مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة يتصور أنها من أجمل المدن علي مستوي محافظات مصر نظرا لما تم بها من تطوير رائع لمدخل المدينة بالإضافة إلي المنظر الجمالي المتميز لنافورة جلال قريطم, فضلا عن أنه يجد شارع عبد السلام الشاذلي أمام ديوان محافظة البحيرة واحدا من أنظف الشوارع وأجملها علي مستوي المحافظة, علاوة علي شارع الكورنيش القريب من استراحتي المحافظ ومدير الأمن فهذه الشوارع والأماكن تجد بها عمال النظافة يعملون في ورديات ثلاثية علي مدار ال24 ساعة يوميا, أما باقي شوارع وميادين دمنهور فحدث ولا حرج فالنظافة ويد التجميل والتشجير لم تقترب منها أبدا لأن المهم عند مسئولي النظافة هو أن يري المحافظ الشوارع الرئيسية التي يمر بها من أجمل المناطق ومش مهم الناس. الأهرام المسائي قامت بجولة في الشوارع الداخلية بالعاصمة فوجدت القمامة والروائح الكريهة والحشرات والفئران ترتع علي تلالها المنتشرة بالشوارع الداخلية البعيدة عن أعين المسئولين. بؤر القمامة يقول وليد الصفتي مقيم بشارع الراهبات بدمنهور إن اهتمام المسئولين ينصب فقط علي الشوارع الرئيسية مثل شارعي عبد السلام الشاذلي والجمهورية اللذين يمر بهما المحافظ والأجهزة التنفيذية, بينما تنتشر القمامة والروائح الكريهة بباقي شوارع دمنهور بما فيها الشوارع الراقية والتي منها الراهبات,جلال, الحناوي, مشيرا إلي أن الحال نفسه بشارع الفكرية بمنطقة أرض أدمون وهي أيضأ من أرقي مناطق مدينة دمنهور والتي تبعد عن مبني المحافظة بأمتار قليلة حيث تتراكم أكوام القمامة علي جانبي الشارع الرئيسي بالمنطقة, لافتا إلي قيام الوحدة المحلية باستغلال قطعتي أرض فضاء بشارع المشير أبوغزالة وهو أحد الشوارع الرئيسية والذي يقع خلف ديوان عام المحافظة وتحويلها إلي بؤرة لتجميع المخلفات والقمامة التي تنتشر بها الحشرات الطائرة والزاحفة. وأضاف عصام الصعيدي أحد سكان منطقة صلاح الدين أن المنطقة بأكملها مهملة من مسئولي الوحدة المحلية, مشيرا إلي أنهم قاموا باستغلال قطعة أرض فضاء أمام مسجد أبوالسعود وحولوها إلي مركز لتجميع القمامة ورغم تقدم أهالي المنطقة بالعديد من الشكاوي إلا أنه لم يتحرك أحد من الوحدة المحلية. الأمراض الجلدية أصابت الأطفال وتشكو والدة الطفلة فريدة طرابية من سكان منطقة أفلاقة من الأمراض الجلدية التي أصابت ابنتها التي لم تتعد ال6 سنوات بسبب تراكم القمامة بالمنطقة منذ سنوات, مشيرة إلي أن القمامة تحولت إلي تلال ورغم ذلك لا تأتي سيارات الوحدة المحلية للمنطقة بالأسابيع لرفعها مما أدي إلي تحول المنطقة بأكملها إلي مرتع للفئران والحشرات الطائرة التي أصابت ابنتها بالأمراض الجلدية. وأشارت سحر علي ربة منزل تقيم بمنطقة الأبعادية, إلي انتشار القمامة بين شوارع العمارات السكنية وخلفها, بالإضافة إلي روث الحيوانات المنتشر بالمنطقة مما تسبب في تلوث البيئة وانبعاث الروائح الكريهة, فضلا عن الحشرات الطائرة والزاحفة والقوارض التي تزحف علي الوحدات السكنية, مطالبة بحملة نظافة يومية لمنطقة مساكن الأبعادية. المخلفات تحاصر المدارس فيما رصدت الأهرام المسائي إحدي بؤر التلوث بمنطقة أبوالريش, خاصة أمام مجمع مدارس أبوالريش, حيث أكد خالد محمد أحد سكان المنطقة أنه لا يستطيع فتح أي من نوافذ منزله بسبب الروائح الكريهة المنتشرة بالمنطقة بأكملها ناهيك عن ما يقوم به النباشون من تجميع المخلفات الصلبة أو البلاستيك أو الكرتون بالمنطقة أمام منازل المواطنين, فضلا عن أنهم للأسف الشديد لم يراعوا حرمة المقابر حيث يقومون بتجميع تلك المخلفات في محيط المقابر بأبوالريش, كل ذلك ولم يتحرك أحد من مسئولي الوحدة المحلية للتصدي لهم. محاضر ضد رئيس الوحدة المحلية وكشف المهندس سعيد بسيوني رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات والمؤسسات الأهلية بالبحيرة أنه قام بتحرير عدة محاضر بقسم شرطة دمنهور ضد رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور بسبب ما يقوم به عمال النظافة من تجميع للقمامة أمام سور مبني الاتحاد ويتركونها عدة أيام حتي تصبح مرتعا للحشرات سواء الطائرة أو الزاحفة وعندما تتم إزالتها باللوادر يقومون بكسر سور حديقة مبني الاتحاد, ورغم تقديم العديد من الشكاوي لرئيس الوحدة المحلية لم يتغير أي شيء. وأشار بسيوني إلي أن الإهمال ليس قاصرا علي شارع المقريزي فقط بل يمتد إلي منطقة شبرا بأكملها والتي يوجد بها مقر الوحدة المحلية بالإضافة إلي شارع المعهد الديني أمام معهد القراءات وشارع الروضة وأرض نصرة, ويضيف: أما منطقة خلف إدارة المرور فحدث ولا حرج, وتساءل كيف يكون هناك رئيس للوحدة المحلية يعاونة6 نواب وتكون مدينة دمنهور بهذه الصورة غير الحضارية وكأنهم قاموا باقتصار عاصمة المحافظة علي شارعين فقط؟. الأزمة تمتد إلي القري ولم يقتصر الضرر علي شوارع مدينة دمنهور بل امتد إلي العديد من القري التابعة لمركز دمنهور حيث اشتكي أهالي قري شرنوب وكوم النوام من تحول شوارعها إلي مراكز لتجميع القمامة مما جعلها بؤرة للتلوث البيئي في ظل إهمال تام من جانب الوحدة المحلية التي ضرب مسئولوها بتعليمات محافظ البحيرة بشأن الاهتمام بالنظافة وخلق بيئة نظيفة عرض الحائط, الأمر الذي ترتب عليه وجود تلال من القمامة أمام مداخل ومخارج تلك القري بشكل صارخ, بالإضافة إلي تجميع القمامة أمام مدارس تلك القري حيث أكدت فاطمة هالوص إحدي الأهالي أنه برغم تبعية تلك القري لشركات نظافة خاصة إلا أنها لم تقم بدورها ولا توجد متابعة عليها من الوحدة المحلية, وطالبت هالوص بالتعاقد مع إحدي شركات النظافة المتخصصة علي أن تلتزم الشركة بتوفير العمالة اللازمة وبالعدد الكافي وتوفير جميع المعدات والأدوات وكل مايلزم, فضلا عن قيام عمال النظافة بالمرور يوميا علي المنازل لتجميع القمامة من المنازل بمقابل مادي شهريا وإلغاء رسوم النظافة المتواجدة علي فواتير الكهرباء المشكلة وصلت للبرلمان ومن جانبه قال النائب علي عتمان, عضو مجلس النواب, عن دائرة دمنهور, إنه تقدم ببيان عاجل للدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس ضد وزير التنمية المحلية بشأن انتشار أكوام القمامة في مدينة دمنهور, مشيرا إلي أن أهالي المدينة يشكون من انتشار القمامة في الشوارع دون أي تحرك من جانب مسئولي الوحدة المحلية, مؤكدا أن تصريحات مسئولي المحافظة الدائمة عن وجود تحسن ملموس في مستوي نظافة الشوارع بالمحافظة غير حقيقية وغير ملموسة علي أرض الواقع بل تنتشر القمامة والروائح الكريهة في شوارع مدينة دمنهور الرئيسية ما يتسبب في تلوث البيئة ويمثل خطرا علي حياة المواطنين استغلال المخلفات أكدت الدكتورة مني شهاب مديرة إدارة البيئة بمحافظة البحيرة أنه لا بد أن تكون هناك آلية وخطة لجمع القمامة من المنازل مقابل رسوم تدفع مباشرة من المواطنين دون إضافتها علي فاتورة الكهرباء حتي يمتنع المواطنون عن إلقاء قمامتهم علي قارعة الطريق لتتلقفها أيادي النباشين لفصل البلاستيكات والكرتون والكانز وخلافه وإلقاء الباقي منثورا بالطرق. وقالت مني شهاب لالأهرام المسائي إنه يجب تجريم إلقاء القمامة والمخلفات في الشوارع بعقوبات صارمة وصادمة للمواطن كنوع من الترويع لحثه علي عدم إلقاء أي شيء بالشارع, مشيرة إلي أن العقوبات يجب أن تشتمل علي السجن حتي ولو لأسبوع, والغرامة المالية ومصادرة السيارة التي تقوم بإلقاء مخلفات البناء الرتش بالشوارع وإلغاء ترخيصها لفترة لا تقل عن سنة, بالإضافة إلي توفير السيارات العملاقة فائقة التكنولوجيا الجامعة للقمامة وتوفير صناديق بكل شارع وناصية علي أن يتم تفريغ تلك الصناديق ثلاث مرات علي الأقل يوميا وبشكل منتظم, فضلا عن استحداث مصانع كثيرة لتدوير القمامة وإنتاج البيوجاز( الميثان) والاستفادة من المخلفات القابلة للتدوير. وأوضحت أن يجب رفع مرتبات عمال النظافة, بالإضافة إلي تأمينهم ضد مخاطر المهنة والتأمين الصحي الكامل عليهم. عمال النظافة: حقنا مهضوم يقول سعيد إبراهيم عامل نظافة نحن أقل فئة في المجتمع دخلا فراتب عامل النظافة ضئيل للغاية ومرتبي لا يكفي احتياجات أسرتي المكونة من زوجتي وخمسة من الأبناء وهم في مراحل التعليم المختلفة بالإضافة الي أنني أدفع إيجارا للشقة التي أقيم بها, ويضيف: دائما ما نطالب المسئولين بالنظر لنا ولكن دون جدوي مما جعل البعض منا يقف بالشارع يمد يده ليتسول حسنة من المارة أو يقوم بجمع الكراتين والزجاجات الفارغة ويقوم ببيعها وذلك الأمر أصبح مؤسفا ويؤلمني, وتابع: نحن فئة مهمشة لا يوجد لدينا خدمة صحية جيدة علي الرغم من الأخطار التي تواجهنا نتيجة طبيعة عملنا وإذا مرضنا لا نجد أي خدمة صحية تقدم لنا, بخلاف المعاملة السيئة وخصم اليوم بيومين, مشيرا إلي أنه لا توجد أي مراعاة لحالة العامل وظروفه الصحية فبدلا من تقديرنا لا نجد مرتبات مجزية. المحافظ: الحل في التدوير ومن جانبها قالت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة إنها دائما ما تؤكد علي رؤساء الوحدات المحلية بتكثيف أعمال النظافة بجميع مراكز ومدن وقري المحافظة. وقالت إن المحافظة قامت في الآونة الأخيرة بتطوير ورفع كفاءة منظومة النظافة علي مستوي مدن ومراكز المحافظة, من خلال إنشاء مصانع جديدة لتدوير القمامة في إدكو وحوش عيسي وكوم حمادة, بالإضافة إلي تطوير المصانع القديمة وتشكيل هيكل إداري لتشغيلها, مشيرة إلي أنه تم إنشاء مصنع لتدوير القمامة في إدكو علي مساحة14 فدانا, بالإضافة إلي15 فدانا أخري للتوسعات المستقبلية للمصنع. وأضافت أن المصنع يعمل بأحدث نظم التكنولوجيا العالمية, وتصل طاقته إلي500 طن/ يوم, بالإضافة إلي80 طنا/يوم طاقة المصنع الحالي لخدمة مراكز أبو حمص وكفر الدوار والمحمودية وإدكو, مشيرة إلي أن مصنع تدوير القمامة بمنطقة الطرانة بحوش عيسي يمثل إضافة قوية لمنظومة النظافة علي أرض المحافظة, لافتة إلي أن المصنع مقام علي مساحة10 أفدنة, بالإضافة إلي مساحة7 أفدنة للتوسعات المستقبلية, ويضم3 خطوط للمخلفات الصلبة بطاقة إنتاجية45 طنا في الساعة وخط رابع للمخلفات العضوية بطاقة إنتاجية30 طنا في الساعة, وأكدت عبده أن المصنع يتم تشغيله وفقا لأحدث النظم التكنولوجية التي تراعي البيئة المحيطة ومعدلات الأمان الصحي للمواطنين, أما مصنع كوم حمادة فهو مقام علي مساحة5 أفدنة ويعمل علي فصل المخلفات الصلبة عن الزراعية وينتج السماد العضوي من المخلفات الزراعية, مشيرة إلي أن طاقة المصنع تبلغ10 أطنان/ساعة مخلفات صلبة و5 أطنان/ ساعة مخلفات زراعية, موضحة أن السماد العضوي الذي ينتج يتم بيعه لجميع المزارعين خاصة أولئك الذين تقع أراضيهم في الظهير الصحراوي للمحافظة كوادي النطرون وبدر وأبوالمطامير.