جاء قرارالرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدسالشرقيةالمحتلة اعلانا صريحا من القوة الوحيدة الكبري في العالم بوفاة عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين أطلق ترامب رصاصة الرحمة علي عملية السلام وأصبحت معاهدة أوسلو التي وقعها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع الاسرائيليين حبرا علي ورق لأن أهم بند في الاتفاقية هو ترك القدس لمرحلة المفاوضات النهائية بين الطرفين لإقرار مبدأ الدولتين. ولكن لابد أن نتساءل مالذي دفع ترامب لاتخاذ هذا القرار؟ وماذا سيفعل العرب والمسلمون كرد فعل علي هذا القرار الكارثي؟ ترامب لم يأخذ قراره بين عشية وضحاها ولكن الرجل أعلن عن نيته اتخاذ هذا القرار منذ عام أثناء حملته الانتخابية كنوع من جس النبض للعالم كله. لم يجد الرجل ردود أفعال قوية للدول العربية والاسلامية بصفة خاصة. الدول العربية منذ انطلاق مايسمي بثورات الربيع العربي تحولت خمس دول منها الي دول فاشلة تعاني من الاقتتال الداخلي وماتبقي منها صامدا يرفع شعار دعوني اعيش يسعي قادتها لتوفير المأكل والمشرب لشعوبهم التي يرزخ غالبية سكانها تحت خط الفقر. فماذا يفعل الفقراء؟ العالم الآن يسيطرعليه قوة واحدة وهي امريكا لاتحترم الضعفاء ولا الفقراء فليذهبوا جميعا الي الجحيم بدون أن تطلق أمريكا رصاصة واحدة. الاستعمار قديما كان يلجأ للقوة العسكرية الدول القوية تحتل الضعيفة بجيوشها وتستولي علي خيراتها وتنهبها لتزداد الدول المحتلة قوة ومستعمراتها ضعفا. وجدت أمريكا ان هذا الاسلوب في السيطرةعلي الدول يكلفها كثيرا, قتلي من جيشها واهدارا لاسلحتها ففكرت في زرع تنظيمات ارهابية لإنهاك الدول العربية وتصفية جيوشها وتحويلها إلي دول فاشلة. نجح اسلوبها في الصومال ثم ذهبت إلي العراق ثم سوريا ثم ليبيا واخيراوليس آخرا اليمن. حاولت مع مصر قلب العروبة النابض وفشلت وليس معني فشلها أنها لن تحاول مرة أخري. ثم نأتي بعد ذلك لنري ماذا ستفعل الدول العربية والاسلامية للضغط علي امريكا وصنيعتها اسرائيل؟ الدول الاسلامية تجمعها منظمة الدول الاسلامية وتضم122 دولة هم كثير ولكن ضعفاء ليس لهم قوة عسكرية تدافع عن مقدساتها كحلف الناتو مثلا, وكذلك الحال في جامعة الدول العربية فهي تجمع قادة الدول العربيه في مؤتمرات قمة لاتساوي قراراتها الحبر الذي كتبت بها ولاتقيم لها امريكا وزنا لبيانات شجبها وادانتها. إذن ماذا تبقي للعرب والمسلمين؟ لم يبق أمامهم سوي سلاحين أشك أن يجرؤ قادتها علي إشهارهما في وجه أمريكا والدول التي تحذو حذوها بنقل سفاراتها الي القدسالشرقية. السلاح الاول: هو سحب ودائعها واستثماراتها في الولاياتالمتحدةالامريكية والتي تبلغ2 تريليون دولار. السلاح الثاني: المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الامريكية, ولكل الدول التي تنقل سفارتها الي القدسالشرقية. إذا أشهر القادة العرب والمسلمون هذين السلاحين في وجه أمريكا ومن يسير علي نهجها سيكون قرار ترامب الكارثي كأن لم يكن فهل هم فاعلون؟.