أعلن الرئيس الأمريكي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.. وقرر نقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.. جاء ذلك بعد اجتماع ترامب مع فريق إدارته في البيت الأبيض.. قال في تصريحات صحفية قبل إعلان قراره إن القرار جاء بعد دراسة وتفكير طويلين.. وإنه تأخر كثيرا؟! الآن.. وقعت الواقعة.. وأقدمت أمريكا ترامب علي اتخاذ قرار لم يجرؤ عليه رؤساء أمريكيون سابقون.. ودخلت القضية الفلسطينية في نفق مظلم لا خروج منه. ورغم تحذيرات الدول العربية ومعها فلسطين. ورغم تحذيرات العالم كله بما فيه الفاتيكان وروسيا.. ورغم اعتراض الدول الأوروبية علي هذا القرار إلا أن ترامب لم يعبأ بكل هذا!! ستقوم مظاهرات في فلسطين اعتراضا علي قرار ترامب.. وربما تنشط المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.. وربما يتخذ اجتماع الجامعة العربية خلال يوم السبت القادم قرارا بعدم اعتراف الدول العربية بقرار أمريكا.. وربما تحدث ضجة مدوية في العالم.. وربما تقوم مظاهرات في بعض الدول العربية والإسلامية.. وتحرق فيها أعلام أمريكا وإسرائيل.. لكن هل ستتأثر أمريكا بكل ردود الافعال هذه؟! قد يعقد مجلس الأمن اجتماعا بطلب من الدول العربية.. ويقدم فيه مشروع بأن القرار الأمريكي تجاوز الاتفاقات الدولية بشأن وضع القدس.. كما تجاوز قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالعودة لحدود ما قبل 5 يونيو عام 1967.. ولكن أمريكا بما لها من حق الفيتو سوف تعترض علي أي قرار يتخذه مجلس الأمن. الهوجة العربية والإسلامية ضد قرار ترامب ربما تستمر اسابيع أو شهورا وترامب يجلس واضعا رجلا فوق رجل ولا تهمه هذه الهوجة.. وإسرائيل هي الكاسب الوحيد من قرار ترامب. هل يستطيع قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.. والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل أن يعطل مسيرة السلام الفلسطيني الإسرائيلي؟! نعم: ستتعطل هذه المسيرة ويبقي الوضع قلقا في المنطقة.. ولكن هل تهتم أمريكا وإسرائيل بذلك.. انهما في وضع أفضل كثيرا.. بل ربما يكون ذلك دافعا لإسرائيل لأن تضم اراضي فلسطينية جديدة لها!! هل تستطيع الدول العربية.. وحتي الإسلامية ان تتخذ قرارات ضد أمريكا.. لا أظن ذلك.. فأمريكا هي أقوي دولة في العالم.. والعرب والدول الإسلامية في حاجة اليها!! هل يمكن لهذه الدول أن تسحب سفراءها من أمريكا؟! لا أظن؟! وهل يمكن لها ان تقاطع واشنطن تجاريا واقتصاديا؟! لا أظن.. فالمهم أن أمريكا واسرائيل ضربتا ضربتهما ولا يهم ما يحدث بعد ذلك. ماذا تفعل داعش.. والقاعدة.. وتنظيم بيت المقدس.. وغيرها من المنظمات الإرهابية؟! هل تزيد من ارهابها ضد المسلمين.. وكأن لسان حالها يقول: نحن وأمريكا وإسرائيل يد واحدة ضد المسلمين في الدول العربية.. لنزيد من ارهابنا وأمريكا وإسرائيل سوف يشمتان في الكل!! أؤكد مرة أخري: لن تطول يد الارهاب كلا من امريكا وإسرائيل وستنعمان بالهدو والسلام.. والشقاء والتعاسة كلها للعرب؟! الآن.. وقعت الواقعة.. وسوف تكثر الشعارات والاحتجاجات واصبحنا أمام أمر واقع.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.