كلما وجدت طريقا مرصوفا( كلشنكان) أقول صممه ورصفه فهلوي, كلما سمعت عن كوبري سقط أو عمارة سقطت قبل التسليم أقول صمم وبني فهلوي.. كلما وقعت نازلة من النوازل في بر مصر أصرخ من أعماقي والله خلفها فهلوي.., ابحث يا صديقي عن أية كارثة ستجد عليها بصمات الفهلوي حتي غدت( الفهلوة) سر شقاء المصريين عبر تاريخهم لقد صاح فهلوي( برقبتي يا ريس) أنتجت كارثة1967.., ولا يهمك يا ريس( خليهم يتسلوا جاءت لنا بثورة25 يناير فما الفهلوة هذه ؟؟ انها كلمة فارسية الاصل منحوتة من الفاء والهاء والواو, ليس من بينها حرف مستقر عدا اللام.ولعدم الاستقرار هذا يكشف عن روغان الفهلوي.. ويعرف الدكتور سيد عويس الفهلوي( بأنه كل مدع العلم بكل أنواع العلوم فتارة هو عالم عصري, وأخري من عباد الله الواصلين العارفين أصحاب الكرامات وتارة أخرين حفظة التراث المصري الأصيل). والتعرف إلي أهل الفهلوة ليس صعبا فهم الأشخاص الذين يبحثون باستمرار عن أقصر الطرق وأسرعها لتحقيق الأهداف والمكاسب الدنيوية والأخروية علي السواء. وهم دائما يتجنبون طرق العناء والجد ويكون همهم ليس إنجاز العمل علي أكمل وجه وإنما إنجازه( بأي شكل) ومن أهم سمات الشخصية الفهلوية المصرية هو التظاهر بالتفوق والإحاطة بالمعرفة, والفهلوي المصري لا يعجبه عمل غيره سواء كان قولا أو فعلا وربما ذلك يرجع لخوفه من سقوط القناع فتنجلي حقيقته, وإن ظهر عيب له لم يقره بل يحوله إلي ميزة في منطوق مغاير, فالاعتراف بنجاح الآخرين, قد يعرض مشروعه أيا كان نوعه إلي الانهيار, وهو من أشد العارفين بمدي خواء أفعاله المسنودة علي الدوام بالأقوال. ولعلنا نلحظ ذلك الخيط الرفيع بين الفاه- أي الفم- والفهلوي! وكأن الشخصية برمتها تتحول إلي( فم) أو كما يقول العامة( بق) فنطلق عليها مصطلح( فهلوي) يعني( مكلمنجي) حتي إن جمال حمدان في كتابه عبقرية المكان يقول: إن الفهلوة كانت من الأسلحة التي قاوم بها الفلاح المصري البسيط الطغاة في مختلف عصور الظلم والظلام والاستبداد, التي مرت عليه والتي بدأت بالبطالمة, ولم تنته بالإنجليز.إذ إن الشخصية, تخلق لنفسها هالة لا تستحقها فيتوهم الغير أنها ذات قدرات وأفعال لا يقدر عليها سواها, ومن هنا تجعل لنفسها مهربا, من بطش الطغاة, أو لتحصل علي مرادها بالأقوال أكثر من الأفعال; وهوما رسخ لهذه الشخصية أن تتربي في تلك البيئات, حتي استقرت في يومنا هذا حتي أصبحت ثقافة راسخة في وجدان الناس! فترسخت قيم الفهلوة, وانتقلت كميراث قيمي وخلقي من الآباء إلي الأبناء, وسوف يستمر هذا الميراث في غياب المعيارية والقواعد والانتقائية في تطبيق القانون وما دام هناك مصريون يعملون لذواتهم لا للوطن بطرق( حلزونية) لاعبة علي كل الحبال. لقد تحولت هذه السمة في عصرنا هذا إلي ثقافة سائدة حتي أصبحنا نمارس الفهلوة ونفن فيها ويزايد بعضنا علي بعض في تفننه واعجابا بنا نقلها العرب عنا ثم مارسوها علينا بدورهم; حتي وقعنا جميعا في دائرة من الفهلوة لا نهاية لها فتكونت لدينا طبقات من الفهالوة: في كل ميدان وكل مجال, وأصبح لدينا( الفهالوة) من أهل الكهنوت, العصبة, العمامة, العقال, الأشمغة لا فرق, يسلبون الشعوب يقظتهم وتفكيرهم وإرادتهم وسلامهم, لقد أصبحت الشخصية الفهلوية خطرا يجب الانتباه إليه, وعضوا فاسدا يجب الإسراع في بتره, أينما اتخذ مكانه سواء علي المستويالمجتمعي أو العلمي; ان آفة هذا الوطن هي الفهلوة; حيث تغلب قيم التلاعب والنفاق علي قيم الصدق والوفاء والسمعة الطيبة.