لا ينكر أحد مدي صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها مصر متأثرة بالأحداث التاريخية التي مرت بها في السنوات الأخيرة.. هذه الأحداث خلقت انماطاً أو يمكن القول بزنها أحيت سلوكيات كانت قد قاربت علي الاختفاء وأعادت شخصيات لها تركيبة كاغن المجتمع دائماً يرفضها وأخطرها الفهلوي والمنافق وسوف أتحدث هنا عن الفهلوي حيث اعتبره من أخطر الشخصيات التي يعاني منها المجتمع ولا يستطيع التخلص منها والفهلوي هو ذلك الشخص الذي لديه قدرة فائقة علي التكيف والمسايرة والمجاملة ويعالج أموره بالنكتة والضحكة أو بالهروب من المواجهة والمشاكل بصفة عامة وشخصية الفهلوي واضحة جدا في الشخصية المصرية. وهي ميراث مملوكي بالتأكيد حيث كان المملوك الجديد أو المشتري يقدم كل التنازلات الممكنة كي يحوز علي قلب ورضا الأمير أو نائبة أو لكي يفوز بغنيمة أكثر من بقية زملائه "المجلوبين" وهم المماليك الجدد أو الذين تم شراؤهم حديثا. حيث يصل التنافس مداه بنقل الكلام وضرب "الزومبة" التي هي اختراع مملوكي أصيل والفهلوي يبقي علي طرف الأحداث ويركب الموجة كلما أمكن ذلك لأنه لا يملك القدرات التي تؤهله كي يؤدي دوراً هاما في المجتمع فيلجأ إلي الفهلوة. وهي المرادف الاصلي للتحايل والمراوغة وعدم تقديم منتج حقيقي فهو كالطفيل يتغذي علي انتاج ودم الآخرين والفهلوي دائم المبالغة في تأكيد الذات والقدرة الفائدة علي تجاوز الصعاب. يذهب علماء الاجتماع الي القول بأنه لديه استنكار غريزي في داخله للسلطة والميل للتملص من المسئولية والميل الي العمل الفردي والنفور من العمل الجماعي وأخطر صفات الفهلوي محاولاته الدائمة الي انجاز مصالحه بأقصر الطرق. وهو دائم الشك والالتواء والنفاق والأخطر عندما يصل الفهلوي الي سدة السلطة في مؤسسته وفي مصلحته وأبرز نموذج للفهلوي هي تلك الشخصية التي جسدها الفنان الراحل الكبير توفيق الدقن في فيلم مراتي مدير عام حيث كان يدير أموره بعيدا عن عمل حقيقي أو انتاجي محسوس بالفهلوة ونقل أخبار شخص الي آخر وامرأة الي أخري ويعيش علي التناقضات بين الموظفين. وفوق ذلك هو مصدر رئيسي للشائعات والاخبار الكاذبة المهم انه عندما سألته شادية "التي هي المدير العام" ليه سموك أبوالخير! رد بكل بجاحة وثقة: من أعمالي يا فندم تري كم مرة قابلنا في حياتنا أبوالخير أفندي؟!