تعقد لجنة الشئون العربية بمجلس النواب, برئاسة اللواء سعد الجمال, مؤتمرا صحفيا عاجلا, ظهر اليوم, للرد علي إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل, ونقل سفارة الولاياتالمتحدة من تل أبيب إلي القدس, مساء أمس, وسط ردود أفعال غاضبة انتابت أعضاء البرلمان. وقال النائب طارق رضوان, رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان, إن مجلس النواب هو انعكاس لإرادة الشعب المصري الذي انتخب أعضاءه, مشيرا إلي زيارة مرتقبة لأعضاء اللجنة إلي برلمان الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل, ونقل وجهة نظر النواب كممثلين عن الشعب المصري في الرفض القاطع لإعلان الرئيس الأمريكي. وأضاف رضوان في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أمس, أن جميع مؤسسات الدولة المصرية تتخذ موقفا موحدا حيال الأزمة, موضحا أنه ليس من دور البرلمان الخروج بتوصيات منفردا, وإنما المعني هو القيادة السياسية, في ضوء مباحثات الرئيس السيسي مع نظيره الفلسطيني, وتأكيد موقف مصر الثابت من وضعية القدس القانونية, وفق القرارات الأممية. وشدد رضوان علي أن القرار تحد سافر, وتأجيج للموقف العربي والإسلامي, دونما اكتراث أو أخذ في الاعتبار بما سيسفر عنه من نتائج وخيمة تهدد الأمن العربي في المنطقة, مؤكدا أن إعلان ترامب بمثابة خرق لمواثيق دولية معتبرة قانونا, فضلا عن تعارضه مع ما سبق وتعهدت به الولاياتالمتحدة في عهد سابق بضرورة الحفاظ علي عملية السلام في الشرق الأوسط. ووصف عبد الرحيم علي عضو مجلس النواب قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الامريكية للقدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني بانه كارثي وستكون له اثاره الوخيمة علي المنطقة مشيدا بموقف الرئيس الفرنسي ماكرون الرافض لقرار ترامب وطلب علي من جميع الزعماء والرؤساء والقادة العرب سرعة عقد اجتماع طارئ لاتخاذ موقف موحد تجاه هذا القرار الظالم والمخالف للشرعية الدولية مؤكدا ان هذا القرار سيكون له مردود وتأثيرات سلبية لا حصر لها علي استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط, باسرها لان هذه الخطوة تعتبر اعترافا وتكريسا للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة ومكافأة المعتدي علي عدوانه وتنسف هذه الخطوة كافة قرارات الشرعية الدولية وتعقد الحل السياسي للمشكلة الفلسطينية وقال النائب عبد الرحيم ان الواقع والتاريخ يؤكدان القدس من الاراضي الفلسطينية التي قامت اسرائيل باحتلالها كما ان العالم كله وبجميع منظماته خاصة الاممالمتحدة تعلم حقيقة القدس وانها مدينة تحتلها سلطات الكيان الصهيوني وانه يجب علي المجتمع الدولي ان يتدخل لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لكامل التراب الفلسطيني حتي يحصل الفلسطينيون علي كامل حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية مؤكدا ان هذا القرار الكارثي ضرب مسيرة السلام في مقتل وأكد للعالم كله أن أمريكا والرئيس ترامب ان الشرعية الدولية ماتت وأن عملية السلام ماتت وأن ماتريده أمريكا سوف تفعله مادام يصمت العالم ويتفرج علي النظام الامريكي الذي يقوم ويتخذ مثل هذه القرارات المخالفة ليس للواقع والتاريخ ولكن أيضا لقرارات الشرعية الدولية. من جانبه, قال د. أسامة العبد, رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان, إن إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني بمثابة إطلاق رصاصة الموت علي السلام في منطقة الشرق الأوسط, وسيساعد في مزيد من التوتر, وزيادة الاحتقان بين الدول العربية والغربية, مؤكدا أن قرار تهويد القدس سيجعل العالم أجمع في حالة فوضي, ولن يقبله أحد سواء من الحكومات أو الشعوب. ودعا العبد إلي ضرورة اتخاذ موقف موحد لكل الدول العربية والإسلامية, والمنظمات الدولية, تجاه المحاولات المستمرة من الكيان الإسرائيلي لتهويد القدس, مشددا علي أن قضية القدس هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للمسلمين, وأن القرار سيتسبب في زيادة انضمام الشباب اليائس إلي الجماعات الإرهابية, بما يمثل بيئة خصبة لها لجذب العديد من الشباب المتحمس لدينه. بينما طالب النائب علاء عابد, رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان, جميع الرؤساء والقادة العرب بسرعة التحرك, والجلوس علي مائدة حوار واحدة من أجل بحث تحقيق المصالحة العربية, مؤكدا أن حالة الانقسام والفوضي التي طالت العديد من الدول العربية مثلت سببا رئيسا في أطماع الصهيونية العالمية بشأن اغتصاب مدينة القدس العربية الفلسطينية.