ودعت الفنانة القديرة المعتزلة شادية الحياة, ولها في قلوب جمهورها ما يجعلها خالدة لعقود طويلة قادمة, بعد ما تركته من إرث عظيم من الفن والتقدير والاحترام لنفسها ولجمهورها, وفي هذه السطور يتحدث عدد من رفقاء الرحلة.. قالت الفنانة شمس البارودي: أعزي نفسي وأعزي كل الناس لفقدان حبيبة, وأخت عزيزة, وكنت متعلقة بها لأنها كانت علي تقوي وصلاح, فقد كانت من أول الناس التي وقفت بجواري عند وفاة والدتي نظرا لتعلقي الشديد بها وكنت وقتها حاملا في أصغر أبنائي وتؤازرني بقولها: هتنسي يا شمس وبكرة هفكرك, وبقلب مكلوم أطلب لها الرحمة ولأمي ولكل الأحباب الذين رحلوا عنا, مشيرة إلي أنها لم تزرها في المستشفي بعدما منعت عنها الزيارة. وعن الفترة التي ارتدت فيها شادية الحجاب قالت: بعد5 سنوات من اعتزالي الفن, وجدت اتصالا هاتفيا من شادية تخبرني فيها أنها قررت الاعتزال وتسألني في أمور الدين, وأخبرتني أنها حدثت الشيخ الشعراوي في رغبتها في تقديم الأغاني الدينية فقط, وقالت له: عاهدت نفسي ألا أعود لما كنت أقدمه من أعمال وأن أتفرغ للغناء للأغاني الدينية وأن ترتدي الحجاب, فرد عليها قائلا: عاهدي الله أولا واذهبي إلي أختك شمس وخذي صحبة طيبة وبالفعل حدث, وكلمتها في الكثير من الأمور الدينية واستشعرت وقتها في رغبتها القوية في التوجه إلي الله بقلب خالص وترك الدنيا وشهواتها الكثيرة ومغرياتها, حتي إننا عقدنا عدة لقاءات دينية في بيتها, وكان معنا الشاعرة علية الجعار, وكانت وقتها صلتنا قوية للغاية بها ودائما ما كانت علية تسألنا أنا وشادية عن الرؤيا وماذا إذا كنا رأينا رؤي وقتها من عدمه وكنا نخبرها. تابعت البارودي: شهادة حق أرويها أن شادية زهدت الدنيا وكان اعتزالها عن إيمان واقتناع شديد تاركة ملذات الدنيا من أجل وجه الله سبحانه وتعالي, وأتذكر أنها باعت أملاكها وشاليهاتها التي كانت تمتلكها وقامت ببناء مسجد بها لتترك وراءها صدقة جارية. وفي الوقت الذي شاركت فيه الفنانة سهير البابلي, شادية تقديم آخر أعمالها الفنية حيث اعتزلت أثناء تقديم عروض مسرحية ريا وسكينة, إلا أن نيفين ابنة البابلي أكدت أن والدتها حتي هذه اللحظة لا تعرف خبر وفاة شادية, وأنها ليس لديها الشجاعة الكافية لإبلاغها بالخبر, حرصا منها علي سلامتها ولتأكدها من تعلق والدتها بشادية, حيث قالت: والدتي لا تعرف حتي الآن خبر وفاة شادية, ولا أستطيع أن أبلغها به وسأمهد لها حتي لا تصدم ويؤثر علي حالتها الصحية لأنني أعلم العلاقة القوية بينهما خاصة أنها شاركتها آخر أعمالها قبل اتخاذ قرار الاعتزال مباشرة. بينما أبدت الفنانة القديرة شهيرة, حزنها الشديد لفراق شادية, وكشفت عن أبرز المحطات في حياة رفيقة عمرها, قائلة: علاقتي توطدت بشادية بعد قرار ارتداء الحجاب وطلبتني وقالت لي: عاوزة أبارك لك. أضافت: فوضتني شادية أن أتسلم تكريما خاصا لها من المركز الكاثوليكي منذ3 سنوات وكان لي الشرف في أن ألقي كلمة علي خشبة المسرح نيابة عنها بعد التكريم, وكان خبر وفاتها صدمة بالنسبة لي رغم أنني كنت أعلم أن حالتها الصحية متدهورة, ولكني لا أطيق الحياة بدونها فهي أختي وأمي وصديقتي وكل شيء وعزائي الوحيد أنها تركت أعمالا خيرية كثيرة صدقة جارية لها ومن بينها مسجد يحمل اسمها في الهرم, حيث كانت تمتلك قطعة أرض مقام عليها بيت لها وهدمته لتبني مسجدا, إضافة إلي حبها لرعاية الأطفال وباعت الكثير من ممتلكاتها لتوجها لأعمال الخير بعد اعتزالها.