كانوا ثلاثة أشقاء, قاسمهم المشترك الثراء السريع بأي وسيلة. جمع الاخوة الثلاثة أمرهم واتفقوا علي توزيع الأدوار بينهم, ولم يستعينوا بأحد آخر غيرهم, لكي يبقي امرهم سرا وعملهم المشئوم تحت طي الكتمان. عرف الثلاثة طريق الانحراف مبكرا فظنوا أن خبرتهم تؤهلهم لتوسيع نشاطهم ونقله إلي مستويات أعلي, فعقدوا العزم علي الاتجار في الهيروين, فنقله أخف, وسعره أعلي. استطاع راضي الشهير بلقب القاضي وشقيقاه الآخران سلامة وكريم أن يتصلوا بأحد المصادر السرية لترويج الهيروين وعقدوا الاتفاق. تمكن الاشقاء الثلاثة من نقل كميات كبيرة وصلت ل20 كيلو هيروين في الأسبوع ولما اتسع نشاطهم بدأوا في تجنيد الناضورجية ومصادرهم السرية لإخفاء بضاعتهم من قوالب البودرة والعبور بها عن طريق المجري الملاحي لقناة السويس بالوسائل والطرق التي يجيدونها تمهيدا لاستلامها وطرحها في أوكار السحر والجمال الذي يتردد عليها عملائهم. عقب سقوط كريم في قبضة الأجهزة الأمنية ودخوله السجن في مارس الماضي فضل شقيقاه الاختفاء والانتقال لمواقع جديدة وتفرغ سلامة لترويج الهيروين فيما أسند لأخيه الأخر راضي غسيل الأموال التي يجمعها من تجارة الكيف لاقتناء الأراضي الزراعية والعقارات والسيارات فضلا عن كونه بنك متنقل يحصل منه علي السيولة المادية عند عقده صفقات الهيروين الكبيرة وصارت الأمور طبيعية حولهما وتكفل الشقيقان بالصرف علي أخيهم كريم الموجود حاليا خلف الأسوار الحديدية وتضخمت ثروتهما بشكل لافت للنظر. ونظرا لخطورتهما الشديدة وضعتهما مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهما وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة القبض علي راضي وعثر بحوزته علي سلاح ناري وخزن وذخيرة وبطاقة رقم قومي مزورة وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية قد طلب من اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي سرعة القبض علي الشقيقين وإعداد الخطة المناسبة للإيقاع بهما. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ويسري عبد المنعم مأمور مركز القصاصين والعقيد عصام عطوان رئيس فرع غرب والمقدم أحمد الصغير رئيس مكتب مكافحة المخدرات والرائدين مروان الطحاوي وأحمد شطا رئيس مباحث القصاصين والتل الكبير ومعاونيهم النقباء محمود عبد اللطيف ومصطفي سلامة وأحمد هنداوي وكمال القمحاوي ومحمد النجار ومصطفي العدوي. ودلت تحرياتهم أن راضي الشهير بلقب القاضي32 سنة عاطل- يسكن في منطقة وادي الملاك وله محل إقامة أخر مفارق أبو نصار منشية أو عمر شرقية سبق اتهامه في أربع قضايا مخدرات وقتل وصادر ضده أحكام جنائية أشغال شاقة مؤبدة وأضافت التحريات أن المتهم له شقيق أكبر يدعي سلامة والأخر أصغر منه واسمه كريم والثلاثة يقوموا بترويج الهيروين علي نطاق واسع بوكر السحر والجمال. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد ضباط المباحث خطة أمنية محكمة للقبض علي الأخوين سلامة أبو عمار وراضي القاضي بالتنسيق مع مجموعات قتالية من الأمن المركزي وعندما حانت ساعة الصفر وصلت إليهم معلومة عن استقرار المتهم راضي لدي أحد أقاربه في مزرعة بمنطقة منشأة عمر مركز فاقوس شرقية واتجهوا إليه مسرعين وحاصروا مكان إقامته واستهدفوه وعثروا بحوزته علي بندقية آلية عيار7.6239 وطلقات نارية من ذات العيار وخزينة آلية وبطاقة رقم قومي مزورة باسم عيد عبد الناصر حميد والسيارة رقم66233 نقل الإسماعيلية وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالأحكام الجنائية الصادرة ضده ومزاولته نشاط الاتجار في المواد المخدرة فيما مازال أخوه الأكبر سلامة أبو عمار هاربا وتحرر المحضر اللازم للمتهم وبعرضه علي محمد حمزة وكيل النائب العام باشر التحقيق معه تحت إشراف يوسف الدفتار رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق وسرعة ضبط شقيقه.