خدمت في حكومة الشارقة لأكثر من18 عاما, وعملت من خلال دائرة الثقافة والإعلام ثم أصبحت مديرا لمعرض الشارقة الدولي للكتاب فرئيسا لهيئة الشارقة للكتاب حاليا.. وقبيل انتهاء فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب, التقيت المسئول الأول عنه أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الكتاب بالشارقة الذي خص الأهرام المسائي بهذا الحوار أكد فيه أن الكتاب الورقي لا يزال متربعا علي عرش المعرفة الإنسانية كوسيلة لا غني عنها للإنسان في القراءة, رغم التطور المذهل الحاصل في وسائل التواصل والاتصال الحديثة. لاحظت في هذه الدورة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب موضوعا جديدا وغريبا بعض الشيء عن المعارض الأخري وهو تخصيص ركن للطهو فيه, فما علاقة هذا بالكتب والثقافة؟ قدمنا نحو2600 فعالية ثقافية, منها1600 فعالية خصصت للطفل فقط, وركن الطهو هو ليس للطهاة إنما هو لطهاة لديهم كتب عن الطهي, وهذه الكتب التي توجد في معرض الشارقة الدولي للكتاب هي عبارة عن انتقال لحضارات وثقافات متنوعة, هناك مثلا طاه من السويد يقوم بتوقيع كتابه الذي هو عن ثقافة الطهي في بلاده, ولكن وجود الكتاب وتوافره يعطيه حافزا لنقل الثقافات, إذن فهي جسر للثقافات عن طرق الورق والكتابة, وأيضا عن طريق التذوق. هناك حرص دائم علي توسيع دائرة المشاركة في أنشطة المعرض حيث تتم دعوة المئات من مختلف لغات وثقافات الدنيا, تري لماذا؟ دعونا نحو400 أديب ومثقف من مختلف دول العالم, وأعتقد أنه لولا تعدد الأذواق لبارت الأسواق, نحن نروج للكتاب, والكتب ليست سلعة بل هي نافذة للبشرية وللعقول أما بالنسبة للناشر فهي سلعة أو كتب يريد أن يبيعها, والكتب متنوعة شكلا ومضمونا في السياسة والفكر والثقافة وفي الفنون والآداب, وهذا التنوع يحتاج إلي تنوع من الأدباء والمفكرين الذين يقومون بطرح كتبهم في الرواية والشعر وغيرها من المجالات وهذا التنوع يجب أن يكون داعما ومعززا لهذا التنوع. من ذلك المنطلق نجد عددا كبيرا من المفكرين والمثقفين في مختلف فنون الثقافة والآداب. ما هي الخطط المستقبلية لديكم للنهوض بالكتاب وبمعرض الشارقة؟ هذه الخطة وضعت قبل فترة طويلة, وهذه الخطة عززت ريادتنا وإسترتيجيتنا في الطرح وفي النقد, واليوم يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب واحدا من أهم ثلاثة معارض دولية للكتاب علي مستوي العالم, فقد تفوقنا علي معارض الكتب في كل من آسيا وإفريقيا وفي الأمريكتين وأستراليا, ولم يبق أمامنا إلا القارة العجوز فقط التي بها معرضان يسبقانا أعمارهما أكثر من350 عاما. وبالطبع الأقدمية لها مكانة ولها رونق.. ولكن الاستمرارية هي عامل مهم, ونحن اليوم في الشارقة وضعنا أنفسنا في خانة أخري, ونري أن معارض الكتب الأخري الموجودة في العالم العربي تكملنا ونجاحها من نجاحنا, ونجاحنا من نجاحها, فنحن نعتبر المعارض الأخري هي إكمال لهذا المشوار, وعندما ينجح معرض القاهرة الدولي للكتاب يكون هذا النجاح داعما قويا لمزيد من التجديد والتجويد من جانبنا, فكل المعارض تتكامل ولا تتنافس إلا علي توفير الكتاب الجيد والمفيد للقارئ العربي. ونحن في إدارة معرض الشارقة للكتاب نقوم برفع المعايير الدولية للمشاركة, فأنت لو تلاحظ في معرض الشارقة لن تجد كتيبا ليس دوليا باللغتين العربية والإنجليزية, فكل ما في المعرض ذو طابع دولي, نحن لا نقول هو دولي لدولية الشيء, وإنما نظرا للمعايير الصارمة التي نفرضها في هذا الصدد, كما أنك لو تأملت بوجوه الناس التي تدخل وتخرج من المعرض ستجد كل جنسيات العالم دخلت وخرجت معرض الشارقة للكتاب, ونحن نتحدث عن نحو2 مليون زائر أي نحو20 بالمائة من شعب الإمارات قد قام بزيارة المعرض. ترأس مؤسسة هيئة الشارقة للكتاب وهي مؤسسة تهتم بالنشر الورقي, في ظل الحديث المتكرر عن صعوبات كثيرة تواجهه, فكيف تتغلبون علي هذه المصاعب؟ أولا نحن لا ندعم عملية نشر الكتاب الورقي فقط, نحن ندعم جميع أنواع وأشكال الطباعة, جميع مراحل صناعة الكتاب ولا يتوقف دورنا عند هذا الجانب وحده. والمشكلة في ظني أن هناك معلومة مغلوطة انتشرت في الوطن العربي حول تفوق الكتاب الرقمي علي الكتاب الورقي, وهي معلومة تسويقية لا أكثر ولا أقل. ودعني أؤكد لك أن الكتاب الرقمي في انحسار علي مستوي العالم فقد نزلت مبيعات الكتاب الرقمي بشكل كبير لعدة عوامل منها هامش الربح قد قل بالنسبة للمؤلفين ودور النشر نتيجة قرصنة الكتب والاحتكار من قبل بعض الشركات الموزعة التي تملك الأجهزة الداعمة, لذلك أعتقد أن هناك أمورا عدة جعلت من هذا الكتاب الرقمي يتوقف, حتي يمكننا أن نلاحظ الآن لما تأتي شركات الهواتف الحديثة لا تجدهم يتكلمون عن الكتب الرقمية الموجودة في الأجهزة, ثانيا هناك دراسات جديدة تؤكد أن المعلومة التي تقرأ عن طريق الهاتف أقل رسوخا في العقل من الكتاب الورقي. وما الفرق بينهما؟ أنت الآن صاحب مهنة أو صاحب جريدة هل تأخذ أخبارك من مواقع التواصل الاجتماعي أم تأخذها من وكالات أنباء موثوق فيها تنسب إليها الأخبار.. بالطبع هناك كثيرون تجري وراء الشائعة وتشويه الحقيقة وصورتها الأصلية, وكذا التلاعب بالفوتوشوب, وبالتالي هناك مشكلات كثيرة تحصل, والناس تنجرف وراءها, يعني أن هناك ناس سذج بطريقة معينة يأخذون كل ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي إن كان صحيحا أو خاطئا, مع احترامي لجميع العقول وجميع الآراء, فالإنسان يجب أن يأخذ الأخبار الرسمية من مصادر رسمية, أما الأخبار الأخري من قبيل الترفيه والتسلية فهذا موضوع آخر. ونحن دائما ما نؤكد أن مكانة الكتاب الورقي ستبقي, وكذلك الحال بالنسبة للصحافة الورقية, فعندما تري شركة عالمية كبري مختصة بالبيع والشراء الرقمي تقوم بشراء أقدم جريدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية, يؤكد لك هذا أن مكانة الجريدة الورقية لا تزال متربعة كما كانت بما لديها من رقي وبرستيج. علي هذا النحو كيف تتم اختيار شخصية العام الثقافية؟ يتم اختيار شخصية العام الثقافية كشخصية اعتبارية, شخصية تكون لديها إنجازات ومساهمات ثقافية وفكرية, شخصية تكون محورية لا يتنازع عليها أي إنسان من ناحية ما قدمته وما تقدمه, شخصية عريقة وثابتة في المحتوي والطرح, واختيار الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصرية الأسبق, هذه الشخصية الفريدة من نوعها, فقد تسلم وزارة الثقافة المصرية في ظروف حرجة وحافظ علي الوزارة والمثقفين بشكل كبير, وحارب التطرف الديني, لدرجة أنه تمت إزاحته ليضعوا وزيرهم الذي يريدون فكانت انتفاضة المثقفين ومن ثم اشتعال ثورة30 يونيو وإزاحة الإخوان من الحكم. فالثقافة هي الحامي لإنسانية الإنسان. هل تنتظرون حتي نهاية دورة المعرض للبدء في الإعداد للدورة القادمة وكيف تخططون لذلك؟ نحن نعمل كفريق عمل متكامل ومتجانس يعمل بشكل متميز, ودوري هو العمل معهم كأخ وداعم ومساند, ولا أفاجئك بالقول إننا لا ننتظر نهاية الدورة لكي نجهز للدورة القادمة, فنحن نستعد لدورة العام2019, إذ إن دورة العام2018 جاهزة. فلدينا معرضان في العام الواحد هما: مهرجان الشارقة القرائي ومعرض الشارقة للكتاب, فضلا عن المشاركات الدولية في المعارض, وكل هذا العمل يحتاج إلي تنظيم وتجويد. أطلق الشيخ سلطان القاسمي مشروع مدينة الشارقة للنشر كمدينة عالمية لصناع المعرفة وما هي أهدافه وطموحاته؟ مدينة الشارقة للنشر تسعي, انطلاقا من رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة التي نحاول قدر المستطاع أن نصل إلي بعض تطلعاتها في أن يجعل الأمة العربية الإسلامية أمة قارئة, أمة منفتحة تلتزم بالدين الصحيح والمستنير, وهي رؤية تسعي إلي تعزيز مساهمة قطاع النشر في الاقتصاد الوطني والإقليمي, ومدينة النشر تمثل وجهة رئيسية للعاملين في صناعة النشر في المنطقة والعالم للاستفادة من التسهيلات والفرص الكبيرة المقدمة لهم. أخيرا ألا يزال الكتاب أداة مهمة لنقل المعرفة والثقافة بين الشعوب والأمم؟ الكتاب كان ولا يزال أداة للتواصل المعرفي والحضاري بين مختلف الثقافات والشعوب, ولذلك ينبغي أن يحظي العاملون في صناعته ببيئة متميزة تمكنهم من تحقيق رسالتهم الإنسانية في نشر العلم والمعرفة, وتوفير الإمكانات التي تساعد الشركات العاملة في مدينة النشر علي تطوير أعمالهم والارتقاء بصناعتهم, لتقديم منتجات عالية الجودة شكلا ومضمونا, وتتيح للجمهور التعرف إلي ثراء الثقافة العالمية. ومدينة الشارقة للنشر ستحدث علي المدي القصير نقلة نوعية وتغييرات إيجابية كبيرة في صناعة النشر في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا, وستصبح الشارقة عاصمة للنشر وبوابة الناشرين إلي العالم, موضحا أن المدينة تشارك في أكثر من30 معرضا للكتاب في جميع أنحاء العالم من خلال جناح هيئة الشارقة للكتاب.