قد تتشابه بعض الأحداث بشكل يجعلك تتوقف أمامها محاولا الربط بينها, ولكن لا يمكنك تجاهلها أو التوقف عن عقد المقارنات التي قد لا تنتهي بك إلي شيء سوي أنك فتحت بابا عتيقا من الزمن يحدث جلبة بداخلك خاصة اذا كان ماوراءه مثيرا ويلمسك أويتقاطع معك في نقاط ثم ينفصل عنك تاركك في حيرة السؤال هل يكرر التاريخ نفسه؟ هل الشعوب قابلة للاستنساخ؟ كيف تسني لرجل أن يحمل اسم دولة ويصبح اباها الروحي وقد جرت النواميس ان نكون لأوطاننا أولاد وليس آباء,( واشنطن) ليس مجرد اسم لعاصمة دولة عظمي ولا هو صورة علي فئة المائة دولار والعملة الأكثر تأثيرا في العالم, ولا اسم جامعة عريقة ولا اسم جبال بامريكا ولا صورة علي طابع بريد وغيرها, المعني اعمق واكبر. جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدةالامريكية وماذا يعنينا نحن ان كان كل هذا أو أكثر, ربما هي تداعيات الاحداث ونحن نعايش ظروفا تتشابه مع ما مرت بها الولاياتالمتحدة قبل أن تصبح هذا الكيان المخيف,وربما تلك الشخصية لرجل غير عادي استطاع تأسيس نواة دولة تنامت قوتها حتي اصبحت العظمي, وربما حلمنا ان نصبح يوما دولة بحجم الدنيا. وقد يلفت النظر هذا التشابه حين تقلب صفحات تاريخ تأسيس الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي تحت سيطرة الإمبراطورية البريطانية في الوقت الذي كان جورج واشنطن يبزغ نجمه كرجل عسكري أوجد لنفسه مكانا في الصفوف الاولي, ولم يدرك الانجليز وقتها انهم يصعدونه ليطالهم ويقود حرب تحرير أمريكا وتخليصها من هذا الاحتلال فقد كان خصما للانفصالين وقاد( التمرد) اثناء الثورة الامريكية حين كان القائد العام للقوات المسلحة الذي انتهي بإعلان انفصال الولاياتالمتحدة عن انجلترا ولكن هذه الانتصارات لم تكن كافية وحدها لتأمين وطن فأولي الجيش اهتماما شديدا, وأعاد تسليحه وتدريبه بما تحتاجه دولة حديثة العهد بالاستقلال في مواجهة أطماع قوي أوروبية, جورج واشنطن الذي أتي به ازدياد شعبيته وتم انتخابه بالإجماع رئيسا للولايات المتحدة لولايتين كانتا نواة دستور مازال ساريا, والخروج من ازمات اقتصادية وديون بالاستعانة بحكومة أجاد اختيارها وبكونجرس حفظ له كل الحق في احترام قرارته وإرساء حقوق المواطنة. هذا لايعني أن جورج واشنطن كان الرجل الخارق للعادة ولا يعني أن كل مشروعاته لوضع نواة أمريكا لم يتعرض بعضها للفشل كما تعرض للنجاح, ولكن يعني أنه رجل آمن بما له وماعليه في ظروف اقليمية شديدة الوعورة استطاع ان يملأ شعبه وجيشه بالحماس, هذا الرجل كانت قوته في قدرته علي ترك مقعد الرئاسة في أوج شعبيته صاما أذانه عن كل دعوات البقاء في خطبة وداع تحمل رسالة شكر الي الشعب الامريكي الذي أعطاه الثقه لفترتين رئاسيتين وحملت نصائح وتحذيرات من المخاطر إن أرادوا الحفاظ علي أمريكا وشكر الشعب الأمريكي علي مساندته في أحلك الأوقات التي مرت علي بلادهم وتذكيرهم ان الانتخابات علي الابواب, وان عليهم الانتباه لمن سيعطونه أصواتهم فهو لايزال يخاف علي مستقبل هذه الأمة الوليدة. وعبثا أن حاولت البحث عن الديمقراطية مع الزعماء وهذا ليس تخمة غرورية, فأحداث عظيمة قد صنعها أفراد لم يكن بمقدور غيرهم فعلها والإقدام عليها, فأخطر القرارات كانت شبه فردية, او في دائرة أضيق من ثقب إبرة الديمقراطية, ولا تدري هل هي روح المقامرة ام المغامرة التي تسكنهم تجرفهم إلي القاع ام تصعد بهم إلي القمة.