حرك إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الإعداد لإطلاق قناة إخبارية مصرية عالمية قريبا خلال منتدي شباب العالم في شرم الشيخ, الدماء المتجلطة في شرايين الإعلام المصري, خاصة بعد فشله الذريع, في التصدي لقنوات الشر المعادية لمصر, أو فيما يقدمه للعالم من صورة موضوعية علي ما تشهده مصر من تقدم ملموس علي مختلف الأصعدة. وبعيدا عن الجدل المثار حول آلية إطلاق القناة الجديدة سواء من ماسبيرو أو من إحدي المؤسسات الإعلامية الأخري, نأمل أن تحقق القناة هذه طفرة إعلامية غير مسبوقة, علي غرار ما حققته قناة السويس الجديدة أو العاصمة الإدارية الجديدة أو منتدي شباب العالم في شرم الشيخ, أو بمعني آخر نتمني أن تكون القناة المأمولة القاطرة التي ستقود الإعلام المصري العام والخاص إلي العالمية, وإلي الاحترافية والمهنية العالية والإبهار والموضوعية. ولتحقيق ذلك لابد أن تتجاوز النظرة المستقبلية للقناة الجديدة التصدي للقنوات المعادية والمؤامرات التي تحاك من قبل جماعات الشر في الداخل والخارج, إلي آفاق أخري من الإبداع, لا نريدها أن تكون قناة منافسة لأي قناة أخري في منطقة الشرق الأوسط سواء كانت عربية أو فارسية, ولكننا نريدها قناة تتفوق علي القنوات العالمية, وأنا علي ثقة ويقين بأننا قادرون علي صنع المعجزات, طالما توافر التخطيط الجيد والإدارة المحترفة والتمويل الكافي, وتمت الاستعانة بالعناصر التي تتمتع بالخبرة والمهنية العالية. ولضمان نجاح هذه القناة بالشكل المأمول, يجب ألا يكون هناك مكان فيها للمنظرين الذين لا يجيدون سوي وضع خطط إستراتيجية طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل, بدون آليات تنفيذ, تتبخر علي أرض الواقع, وليس معني كلامي ألا يتم الاستعانة بأساتذة الإعلام, ولكن يتم الاستعانة بمن لديه منهم تجارب عملية علي أرض الواقع واحتكاك مباشر بالعمل الإعلامي, وإعطاء المساحة الأكبر ل صنايعية المهنة من المحترفين الذين مارسوا العمل الإعلامي بكافة أشكاله وأنواعه علي أرض الواقع. كما ينبغي استبعاد الوجوة الممقوتة, والتي بمجرد أن يراها المشاهد يصاب بالغثيان لعدم مهنيتها, ولفقدان مصداقيتها لدي السواد الأعظم المشاهدين, ولكونها كالدبة التي قتلت صاحبها, وأصبح ضررها أكبر من نفعها لأنها باتت ملكية أكثر من الملك. وكما كانت مصر سباقة في العديد من الملفات الدولية, وعلي رأسها الحرب علي الإرهاب واعتبار مواجهته حق من حقوق الإنسان, وقيامها بتنظيم منتدي عالمي لشباب العالم من اجل السلام علي أرض السلام, يجب أن تقوم فلسفة القناة الجديدة علي معايير مبتكرة غير تقليدية, بحيث تمتلك زمام المبادرة, والبدء ليس من حيث انتهي الآخرون, ولكن من نقاط وزوايا جديدة لم يصل إليها تفكير الآخرين, وبمعني آخر, يجب أن تتجاوز أهداف القناة الجديدة تحركات الإعلام المعادي لمصر وترصد تحركاته المستقبلية, وتسبقه بخطوات أو علي الأقل بخطوة, حتي لا يكون تحركنا مجرد رد فعل لتحركات القنوات المعادية, ولكن يجب عليها أن تسابق الزمن للحاق بنا. نريدها قناة تقود العالم نحو قبول الآخر والتعايش معه.. قناة تقرب بين الشعوب وتزيد من لحمتها الوطنية.. تدعو إلي الحب والسلام لا القتل والتدمير.. لا تتدخل في شئون الآخرين.. توضح للعالم خطورة الإرهاب علي البشرية, وأنه ليس له دين ولا وطن.. قناة تقدم للعالم الإسلام الوسطي المعتدل الذي يدعو إلي الرحمة والتسامح وحب الحياة.