تمرد حماد الشهير بلقب الواط علي عادات وتقاليد قبيلته وانحرف بعد تخطيه مرحلة المراهقة وسار في طريق الحرام يبحث عن المال بأي وسيلة بعد أن شاهد تبدل أحوال المقربين إليه من الفقر للغني وعندما استفسر عن السبب وراء هذا التغير أخبروه أنهم يعملون في ترويج الهيروين الخام بالتنسيق مع عصابات التهريب الدولية التي تغرق البلاد بالسموم البيضاء ويتربحون عن طريقهم بالملايين من الجنيهات علي حساب تدمير صحة الشباب أبناء الطبقات الراقية القادرين علي شراء البودرة. وذاع صيت الواط في منطقة السحر والجمال القريبة من مدينة العاشر من رمضان وامتد نشاطه لمحافظات الوجه القبلي والبحري وأطلق علي المكان الذي يتواجد فيه دولاب أبو ياسر وبلغت مبيعاته25 كيلو جراما من البودرة أسبوعيا وقدر مكسبه منها نحو2.5 مليون جنيه قام بغسيلها لدي شقيق ساعده الأيمن الكنج ويدعي عادل سمسار أراضي فضلا عن امتلاكه لأسطول من سيارات النقل يشرف عليه شقيقه الأكبر حميد ووصل جبروت الواط عند الملاحقات الأمنية التي تسعي لاستهدافه بين الحين والآخر لمواجهتها مع أنصاره باستخدام الأسلحة النارية حتي سقط العشرات من الجنود علي يديه وصدر ضده العشرات من الأحكام الجنائية بالإعدام والمؤبد. ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة الدقيقة القبض عليه دون مقاومة لدي أسرة زوجته المتوفية منذ شهر في مدينة الحوامدية بالجيزة أثناء زيارته لهم وعثروا بحوزته علي سلاح آلي وذخيرة وكمية من الهيروين ومبلغ مالي كبير وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية, قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة المعلومات الواردة لهما بخصوص وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها تجار المخدرات للحصول علي الأصناف المختلفة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام لترويجها بين الشباب المدمن لتحقيق أفضل عائد مادي علي حساب صحتهم ودفعهم لارتكاب جرائم القتل والسرقة والاغتصاب والتحرش وهم فاقدو التركيز في أفعالهم بجانب تفشي المشاكل الأسرية في محيط عائلاتهم والتي ينتج عنها دوما الطلاق وتشريد أطفالهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد عصام عطوان رئيس فرع غرب والمقدم أحمد الصغير رئيس مكتب مكافحة المخدرات والرائد أحمد شطا رئيس مباحث التل الكبير ومعاونيه محمد جمال ومحمد فؤاد وماجد أسامة ومحمود فراج وأحمد إيهاب ودلت تحرياتهم علي أن المدعو حماد الشهير بلقب الواط36 سنة عاطل مقيم بعزبة الترابين وادي الملاك وله محل سكن آخر في الحسنة شمال سيناء مطلوب للتنفيذ عليه في17 حكما جنائيا منهم2 بالإعدام13 أشغال شاقة مؤبدة وآخرين10 وسبع سنوات. وأضافت التحريات أن المتهم يستعين بأحد الأشقياء الخطرين ويدعي الكينج لمساعدته في الاتجار بالهيروين وأشارت التحريات إلي أن المتهم يمتلك دولابا بمنطقة السحر والجمال مشهور باسم أبو ياسر. وأكدت التحريات أن الواط قام باستخراج بطاقة رقم قومي مضروبة للتنقل بها حتي لا يتم استهدافه بسبب الأحكام الصادرة ضده وتزوج من إحدي الفتيات في الحوامدية دون علم أسرتها أنه من العناصر الخطرة وأصيب بالحزن علي وفاتها قبل شهر أثناء ولادتها وظل يتردد علي عائلة شريكة حياته وفاء لها بعيدا عن أوقات عمله في تجارة الهيروين. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد رئيس مكتب مكافحة المخدرات خطة محكمة للإمساك به بالاشتراك مع ضباط مباحث التل الكبير ورجال الشرطة السريين اعتمدت علي تحديد الاماكن التي يتردد عليها وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه في منزل أقارب زوجته المتوفاة وألقوا القبض عليه وعثروا بحوزته علي بطاقة رقم قومي مزورة باسم محمد عبيد ورخصة قيادة صادرة من مرور أبو حماد شرقية من ذات الاسم وبندقية آلية عيار7.62*39 وخزينة وذخيرة من ذات العيار وكميات من البودرة الخام و14 ألف جنيه وجهازي محمول وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات. وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة الضبط والتحريات اعترف تفصيليا بحيازته للمضبوطات والأحكام الجنائية الصادرة ضده والأخري المطلوب فيها فضلا عن تحديد دولابين لبيع الهيروين أحدهما لابن أخيه سالم الواط وشهرته أحمد وآخر لأحد الأشخاص ويدعي يحيي أبو نيفه تمهيدا لاستهدافهما وبإحالته إلي عمرو فتحي وكيل النائب العام باشر التحقيقات معه تحت إشراف يوسف الدفتار رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر حبسه أربعة أيام.