في بيئة يلفها الخوف والرعب, وفي عالم المخدرات القاسي, نشأ علاء الشهير بيحيي وورث تركة ثقيلة. وفي أسرة تحمل إرث ثأر ثقيل فقد قتل أخوه الأكبر جمعة علي يد أقارب أحد عملائه سبق وأن أزهق جمعة روحه, عاش يحيي مثل الذئب متخفيا, لكن متحمسا لإعادة نشاط أخيه في تجارة الهيروين. اعتمد يحيي علي شريحة الهاتف التي تركها أخوه للتواصل مع زبائنه بعد أن تواصل مع المصادر السرية التي كانت تزود أخيه بقوالب البودرة وبدأ نشاطه يتسع رويدا رويدا خاصة بعد أن أمن له أخوه الأكبر وكرا داخل مزرعة كبيرة قريبة من منطقة السحر والجمال الواقعة علي مقربة من مدينة العاشر من رمضان وطريق القاهرة الصحراوي. ذاع صيت يحيي وأطلق اسم بشار علي دولاب بيع البودرة لكي يكون معروفا لدي تجار الكيف والمدمنين واستعان بناضورجي من بين عملائه لمساعدته في تنظيم الطوابير المتوافدة عليه بالعشرات يوميا مع حلول جنح الظلام لشراء الهيروين بالكميات التي يريدونها وبأسعار أقل من مثيلاتها في الأسواق الأخري. أصبح يحيي من الكبار رغم صغر سنه الذين يروجون البودرة ووصل الأمر به لبيع20 كيلو أسبوعيا بالجملة والقطاعي وتضخمت ثروته وتعدت حاجز المائة مليون جنيه تقريبا خلال ثلاث سنوات ظهر خلالها علي سطح عالم المخدرات ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافه بأي وسيلة ممكنة وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من نصب مصيدة له والقبض عليه متلبسا وبحوزته بندقية آلية وحصة من البودرة جاهزة للبيع لزبائنه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لبحث كيفية الوصول إلي ذئب منطقة السحر والجمال وتأخر القبض عليه. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد عصام عطوان رئيس فرع غرب والمقدم أحمد الصغير رئيس مكتب مكافحة المخدرات والرائد أحمد شطا رئيس مباحث التل الكبير ومعاونيه محمد جمال ومحمد فؤاد وماجد أسامة وأحمد إيهاب ومحمود فراج ودلت تحرياتهم أن المدعو علاء الشهير بلقب يحيي23 سنة عاطل- مقيم في زرزارة بوادي الملاك مطلوب ضبطه وإحضاره في خمس قضايا سرقات بالإكراه وقتل ومقاومة سلطات أحكامهم تتراوح ما بين10 سنوات والمؤبد. وأضافت التحريات أن المتهم استغل أحد المدمنين الذين يترددون عليه يدعي صلاح وشهرته معارك25 سنة عاطل وقام بتوظيفه ناضورجيا للعمل تحت إمرته في مراقبة المنطقة المحيطة بالوكر المتواجد فيه المعروف باسم دولاب بشار وأوكل إليه تنظيم دخول العملاء الذين يتوافدون عليه من مختلف المحافظات حسب أولوية الدور. وأشارت التحريات إلي أن يحيي يحقق مكاسب مالية في الأسبوع الواحد تصل لمليوني جنيه ويستقطع جزءا منها للصرف علي أشقائه والآخر يوجهه لشراء الأراضي الزراعية فضلا عن ادخاره أموالا في البنوك بالملايين بأسماء المقربين إليه. وأوضحت التحريات أن تاجر الهيروين يرتبط بعلاقات ود مع بعض تجار المخدرات القادمين من شمال سيناء ويدعوهم للجلوس معه وقت فتح دولاب البودرة ويوزع الأدوار بينهم لمواجهة الازدحام الشديد من قبل عملائه. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وصديقه الناضورجي وأعد رئيس مكتب مكافحة المخدرات ورئيس مباحث التل الكبير ومعاونوهم خطة محكمة اعتمدت علي تجنيد مصادر سرية لرصد تحركات يحيي وصديقه معارك الناضورجي وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا نحوهما مرتدين ملابسهم المدنية حتي لا يشعر بهم أحد ونجحوا في استهدافهما وتم اصطحابهما لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف المتهمان بدورهما في ترويج وتنظيم عملية بيع الهيروين وتحرر المحضر اللازم لهما وبعرضه علي النيابة العامة أمرت بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيقات.