أصبحت ظاهرة انتشار الباعة الجائلين بجميع قري ومدن وأحياء جميع محافظات الجمهورية تمثل مشكلة وأزمة كبيرة وصداعا مزمنا للمواطنين والمسئولين علي حد سواء بعد أن حول هؤلاء الباعة شوارع مصر إلي سوق عشوائية كبيرة نشروا بها الفوضي في كل مكان بعدما احتلوا الميادين العامة وأحكموا قبضتهم علي الأرصفة ومنعوا المارة من السير عليها وتسببوا في حدوث اختناقات مرورية أصابت جميع الشوارع والميادين الكبري بالشلل. فيما تسببت المخلفات التي تنتج عنهم في إصابة المواطنين بالعديد من الأمراض والأوبئة نتيجة الحشرات التي تتجمع حول أكوام القمامة والروائح الكريهة التي تصدر عنها. والمؤسف أن هؤلاء الباعة يرفضون الانتقال إلي الأسواق الحضارية البديلة التي وفرتها لهم الدولة في صورة امولاتب واباكياتب حتي تحافظ لهم علي القمة عيشهمب وفي الوقت نفسه تحافظ علي الشكل الحضاري للمدن والقري التي شوهها هؤلاء الباعة. االأهرام المسائيب فتحت هذا الملف الخطير في محاولة للتقريب بين متطلبات التنمية والتطوير التي تسعي الدولة إلي تحقيقها للوصول إلي مصر الجديدة, ورغبات الباعة الجائلين في البحث عن الاستقرار وتأمين مصدر رزق لهم يكفل الحياة الكريمة لأسرهم. الوسطاني.. العاشر والكراكات.. ثالوث الأزمة بكفر الشيخ كفرالشيخ- عمروسعدة تحولت معظم شوارع مدن محافظة كفر الشيخ إلي سوق كبيرة.. ورغم وجود عدد من الأسواق الحضارية أو شبه الحضارية التي أقامتها المحافظة لنقلهم إليها إلا أن الباعة الجائلين لا يزالون يحتلون الشوارع بشكل مستفز ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم, وفي حالة نقلهم إلي الأسواق ما يلبثون أن يعودوا إلي افتراش الشوارع والأمر قديم جدا وليس حديث ولكن الأمور ازدادت سوء منذ ثورة يناير2011 وحتي الآن, وعلي الرغم من أن الإشغالات كثيرة في معظم الشوارع إلا أن أهم المناطق التي تعيق حركة المرور بسبب تعديات الباعة3 أماكن في محافظة كفرالشيخ. وأولي هذه الأماكن هي منطقة المزلقان الوسطاني بمدينة كفرالشيخ والشارع المؤدي لتقسيم4 غرب المدينة والذي يكون في أسوأ حالاته يوم الخميس من كل أسبوع, الثاني هو شارع العاشر من رمضان بمدينة الحامول خاصة يوم الجمعة, الثالث هو سوق قرية الكراكات بمركز بيلا وذلك يوم الإثنين من كل أسبوع حيث يقع السوق علي الطريق العمومي الحامول كفرالشيخ. المزلقان الوسطاني يقول محمد النواصرة- محام-: منطقة المزلقان الوسطاني والشارع المؤدي إلي تقسيم4 بمدينة كفر الشيخ تشهد زحاما شديدا كل يوم خاصة يوم الخميس, لافتا إلي أن السوق الوحيدة بالمنطقة هو سوق مبارك التي تبعد عن مناطق العمل والبنوك وبالتالي يخرج الباعة إلي منطقة المزلقان التي تشهد أكبر حركة بيع بكفر الشيخ, مطالبا المسئولين بمحاولة إعادة تشغيل مكان السوق القديمة بمنطقة الثلاجة وهي السوق التي كانت بديلا للفوضي الحالية. الكراكات ويشير مسعد زيدان مدرس إلي أن سوق الكراكات العمومي الذي يقام يوم الإثنين من كل أسبوع بمدينة بيلا لا يوجد أي مكان لإقامته إلا علي الطريق العام, مؤكدا أنه تم إنشاء سوق داخل القرية إلا أن الباعة لا يتوجهون إليه, حيث إن هناك دراسات أمنية تؤكد وجود مشاكل في السوق الداخلية التي تقع داخل الكتلة السكنية وفي حال نشوب حريق قد تحدث كوارث لا يحمد عقباها, مطالبا بتوفير مكان خارج الكتلة السكنية لإنشاء سوق حضارية عليها. العاشر من رمضان ويؤكد حمادة عبد العزيز موظف أنه علي الرغم من إقامة سوق الحامول الذي يعقد يوم الجمعة من كل أسبوع إلا أن شارع العاشر من رمضان يمتلئ بالباعة الجائلين الذين يعيقون حركة المرور حتي أصبح الشارع الوحيد في المدينة لايطاق مطالبا بإنشاء سوق خارج الكتلة السكنية أيضا يتم جمع كل الباعة به خاصة أن الأسواق التي أقامها مجلس المدينة ضيقة ولا تصلح لتجميع الباعة مؤكدا أن تجربة مجلس المدينة سابقا بتأجير أكشاك علي مصرف كوتشنر فكرة جيدة لكنها لا تجمع الباعة كلهم لكثرتهم. مطالب بأسواق قريبة أما حسين محمد أحد الباعة فيقول إن جميع الموظفين والعمال يمرون بجوار منطقة المزلقان الوسطاني فكيف نترك رزقنا ونذهب بعيدا, مؤكدا أنه يقف بحامل نظارات وأجهزة ريموت علشان يسترزق ولا يعيق حركة المرور, لافتا إلي أنه لا يوجد مكان لإقامة سوق داخل مدينة كفرالشيخ بخلاف سوق مبارك وأيضا سوق ميت علوان وكلاهما بعيد عن أماكن البيع, مؤكدا أن المزلقان الوسطاني منطقة حيوية ويتحرك بها الناس بأعداد كبيرة فهي منطقة بنوك ومساجد ومصالح لذا نضطر للوقوف فيها لسهولة البيع وتحقيق مكاسب أفضل من أي مكان آخر. ويتفق السيد عبده من بيلا وسماح محمد من الحامول حول صعوبة تغيير أماكنهم الحالية في يوم السوق العمومية, مشيرين إلي أنه بالنسبة لسوق الإثنين في الكراكات فإنه توجد سوق ولكنه داخل القرية وضيق مما يضطرهم لافتراش الطريق العمومي, مؤكدين أنهم علي وعود عديدة من المسئولين بتجديد السوق وتوسعته دون جدوي. وأكدا أنه بالنسبة لمدينة الحامول فسوق الجمعة بها عمرها ما يقرب من70 عاما وبالتالي لن تكون هناك جدوي من نقل الباعة خاصة في يوم الجمعة يوم السوق العمومية للمدينة خاصة أن الجميع يخالف, وطالبا المسئولين بعدم الوقوف ضدهم خاصة أن معظم الباعة ليس لهم مصدر رزق آخر. عبد الستار: احترنا في حل المشكلة! أكد علي عبد الستار رئيس مركز ومدينة كفر الشيخ أنه توجد سوق حضارية بالمدينة مقامة خارج الكتلة السكنية إلا أنها تضم حاليا العديد من تجار الجملة. وبالنسبة لمنطقة المزلقان الوسطاني قال عبد الستار: احترنا في حل هذه المشكلة فكلما نقلنا الباعة يعودون مرة أخري رغم تحرير العديد من المخالفات ضدهم, لافتا إلي أن الباعة الجائلين موجودون في كل مكان في مصر ولكننا نحاول القضاء علي هذه الظاهرة غير الحضارية. رئيس مدينة بيلا: نبحث إقامة سوق جديدة أكد أشرف هيكل رئيس مركز ومدينة بيلا التابع له سوق الكراكات أنه جار البحث عن مكان خارج الكتلة السكنية لإنشاء سوق كبيرة للقرية. واعترف رئيس المدينة بصعوبة نقل الباعة من علي الطريق العمومي نظرا لأنهم اعتادوا ذلك منذ عشرات السنين, مشيرا إلي أن السوق القديمة بها مشاكل أمنية لوجوده داخل الكتلة السكنية للقرية الصغيرة, لافتا إلي أن هناك ترعة تم ردم جزء منها وباقي جزء آخر يمكن توفير الاعتمادات اللازمة لاستكمال أعمال الردم وإقامة سوق مكان الترعة. عايدة ماضي: جهود مستمرة لتغيير شكل الحامول أكدت المهندسة عايدة ماضي رئيسة مركز ومدينة الحامول أنها تبذل جهدا كبيرا من أجل التخلص من هذه المشكلة.. مشيرة إلي أن شكل المدينة تغير كثيرا منذ توليها المسئولية حيث تمت توسعة بعض الشوارع التي كانت تعيق حركة المرور مثل منطقة الكوبري القديم ومنطقة السوق الجديدة التي تم نقل العديد من الباعة إليها. وأوضحت أن يوم الجمعة وهو يوم السوق العمومية تحدث بها بعض التجاوزات لكنها لا تستمر لعدة ساعات وتعود بعدها حركة المرور إلي طبيعتها بعد انتهاء وقت الذروة بالسوق.