مشروع ابني بيتك حلم عاشه الكثيرون من الشباب الذين سعوا وراءه ليتحول الي واقع وحقيقة, ويفتح باب الامل لمحدودي الدخل في امتلاك مسكن ولكنه تحول الي مشروع محبط أصاب حاجزيه باليأس ومع مايعانيه المشروع من معوقات تقف أمام استكماله, وتأتي الكارثة الكبري بمحاولة البلطجية فرض سطوتهم علي المشروع, حيث وصل الأمر الي سرقة الأبواب الحديدية التي قام الأهالي بتركيبها لحماية منازلهم حوالي42 ألف أسرة متضررة من أعمال البلطجة التي تمارس بالمنطقة. بزيارة المكان تجد علامات التخريب والاتلاف واضحة علي المباني من تكسير للبلكونات وهدم للبوابات وتشعر وكأن المنطقة مهجورة ولاتجد من يسكنها, تعددت عمليات البلطجة يوميا بالمنطقة مما جعل الأهالي يتخوفون من مجرد الذهاب للمكان أو زيارتها. مشروع ابني بيتك في مدينة6 أكتوبر يضم تقريبا نصف عدد المستفيدين من المشروع في مصر كلها, ويقدر عددهم ب42 الف مستفيد وتبلغ إجمالي المساحة المخصصة للمشروع في6 أكتوبر4569 فدانا. داخل منزل لاتتجاوز مساحته50 مترا بروض الفرج يعيش محمد عبد السلام الذي يعمل باحد المستشفيات وأحد الحاجزين بالمشروع ومتزوج ولديه ثلاثة أطفال وكان يحلم بالحصول علي قطعة أرض بالمشروع علي أمل أن ينتقل إلي مسكن يتسع له ولأولاده وبالفعل تمكن من الحجز وبناء منزل صغير بالمنطقة ولكن ضاع حلمه بعد تعرضه للاصابة بثلاث طلقات نارية من قبل البلطجية الذين تعرضوا له وسرقوه وعندما توجه للشرطة جاء الرد مش حنقدر نعمل حاجة الفترة دي ويروي محمد قصته قائلا بعد الثورة تعرضت المنطقة للعديد من السرقات ووصل الأمر الي سرقة الأبواب الحديدية فنصحنا أحد ضباط الشرطة بخلعها وبالفعل ذهبنا أنا ومجموعة من جيراني بالمنطقة وقمنا بخلع الأبواب وجمعنا جميع محتوياتنا بالمنطقة وفي طريقنا استوقفنا ثلاثة من البلطجية وسرقوا السيارة بمحتوياتها واطلقوا علي النار وتم نقلي لمستشفي اكتوبر واجريت ثلاث عمليات ومازالت احدي الطلقات برجلي ومع ذلك لم أتمكن من المشي ومن المفترض أن اجري عملية رابعة وهو ماجعلني متوقفا عن العمل حتي الآن ويضيف أنه تقدم ببلاغ في النيابة بالواقعة مضيفا أن السرقات فاقت كل الحدود ووصلت الي سرقة حديد البلكونات وهو ماجعل مجرد التفكير في الذهاب للمكان مرة أخري فكرة مستحيلة. وائل سمير أحد الحاجزين لمشروع ابني بيتك يقول أنه حجز150 مترا في مشروع ابني بيتك في عام2008 وحتي الان لم تصل إليها المرافق ولم نتمكن من الاقامة فيها رغم ما تم انفاقه عليها وتجاوزت المائة ألف جنيه بالاضافة إلي الأقساط التي مازالت مطلوبة شهريا بالاضافة إلي عمليات السرقة التي كانت قبل الثورة وزادت بعد الثورة بشكل مخيف وقمنا بتحرير محضر بقسم أول اكتوبر برقم1696 لسنة2011 حيث تمت سرقة حوالي40 ألف منزل وتم تكسير البلكونات فقمنا بتأجير مولد ونجار لفك الأبواب الحديدية ومنعا لسرقتها ولكن بعد تكرار الحوادث نتخوف من مجرد الذهاب الي هناك بسبب استمرار البلطجية بالمكان متسائلا هل ضاع حلمنا في الاستقرار بالمكان؟ ويوضح أن الشرطة غائبة تماما عن المنطقة وهو ماعرض جاره للاعتداء والضرب من قبل البلطجية بالرشاشات حتي فقد وعيه حيث طلبنا من مديرية أمن أكتوبر تعيين حراسة علي المكان إلا اننا لم نتمكن من حمايته حيث أن أحد الضباط تعرض للاعتداء من قبل البلطجية واجريت له عملية(23 غرزة) ويضيف أن المناطق المجاورة تتعرض أيضا لعمليات بلطجة ولم يجد الأهالي من ينصفهم خصوصا بعد هروب حوالي70 مسجونا من سجن السادس من أكتوبر وهو مايعرض المنطقة لعمليات سرقة وسطو يوميا ولم تتمكن الشرطة من حمايتهم أو التصدي لمثل عمليات البلطجة. ويقول علي حامد أحد الحاجزين بالمشروع أن المنطقة بالأصل غير أدمية للعيش فيها حيث تفتقر الي المياه والكهرباء ولم توصل إليها المرافق بعد ورغم التوجه مرارا وتكرارا للجهاز إلا انهم لم يحصلوا علي إجابة شافية رغم الوعود المستمرة باستكمال المرافق وهو مايعرض المشروع للانهيار تماما نتيجة العشوائية واللامبالاة في استكمال المشروع من قبل المسئولين في الجهاز كما ان بعض المستفيدين قاموا بالبناء علي قطع اراض ملك الآخرين بالخطأ بسبب غياب مهندسي الجهاز وعدم متابعتهم تنفيذ المشروع. ويضيف أن جهاز مدينة6 أكتوبر يتعامل مع مشتركي المشروع لتحقيق اكبر فائدة من المستفيدين فقد تمت زيادة رسوم المياه الي1600 جنيه في مدينة6 أكتوبر رغم أنها ب700 جنيه في مدينة العاشر من رمضان, والتأمينات الاجتماعية في العاشر من رمضان350 جنيها بينما هي في6 أكتوبر1700 جنيه ورغم ذلك تحملوا هذه الأعباء أملا في الحصول علي وحدة سكنية مستقلة مطالبا بضرورة حمايتهم وحماية المباني خاصة بعد تزايد عمليات الاجرام والسرقة بالمنطقة. ويقول عصام محمد أن أهم المشكلات التي واجهت حلمهم أن المياه التي كانت توفرها الوزارة لاتكفي احتياجات المستفيدين لاستكمال بناء الوحدات مما ادي الي ارتفاع ثمن المياه وهو مايضيف اعباء مادية ويزيد من تكاليف البناء وهذا يكشف عن العراقيل التي واجهت الأهالي في تنفيذ المشروع وجاءت البلطجة لتقضي علي ماتم انجازه مطالبة بسرعة التدخل لحماية المباني من السرقات وتأمين المنطقة من العرب الذين يقيمون في صحراء المدينة والذين يعدون المتحكمين الفعليين في المدينة وزادت سيطرتهم بعد الثورة مع الغياب الأمني. ويوضح أن المديرية سبق وأن قامت بحملات موسعة لإزالة عشش وتشوينات بناها البدو في مناطق المشروع لابتزاز المستفيدين وفرض الاتاوات عليهم الا انه بعد انتهاء الحملة وعدم استمرارها وعدم وجود خدمات أمنية بمناطق المشروع بعد الثورة عاد البدو والعرب لفرض اتاواتهم. واخيرا فإن فكرة مشروع ابني بيتك فكرة تستحق أن تعمل الجهات المسئولة علي استكمالها وحمايتها من الانهيار وتوفير الامكانات ليكتمل الحلم لدي الحاجزين وأن يشعروا بالأمن والأمان بدلا من سطوة البلطجية عليها.