فالعبرة بالأفعال وليست بالأقوال ورغم أن الشعب المصري طيب وحليم ولكن أيها السادة اتقوا شر الحليم إذا غضب طوال عدة عقود مضت وخلال حكم الرئيس المخلوع مبارك. ,اعتمد النظام السابق علي آلية تعد من أهم آليات القمع الناعم وهي آلية حجب المعلومات عن الشعب وإخفائها. فأي مواطن, ومهما كان وضعه الوظيفي أو الاجتماعي لايمكن تمكينه من معلومات تتعلق بكيفية اتخاذ القرار المجتمعي والمؤثر في حياته سواء أكان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا لقد أدي ذلك في نهاية الأمر الي إرباك وإفشال كل محاولة تسعي لقراءة فحوي القرارات المحورية والمهمة المتعلقة بحياة المواطن وصيرورتها, واستطاعت هذه الآلية أن تعطل الحراك السياسي وتجعله في حالة من العجز, حيث ظلت تبني قرارات الجماعات والتشكيلات السياسية علي ضوء من التكهن والشائعات, ومايدور من حكايات في كواليس الدولة ودوائر الرئاسة والتي لايعلن عنها رسميا وبوضوح أبدا. وممايدلل علي استمرار نفوذ فلول النظام السابق علي الحكم واتخاذ القرار هو استمرار العمل بهذه الآلية الخبيثة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير فالدولة التي يديرها المجلس العسكري بواجهة حكومية ذات طابع ديكوري علي الأغلب, تستخدم اسلوب حجب المعلومات وهي لاتظهر أي ردود أفعال تجاه مايرغبه الشعب في الإطلاع عما يدور داخل الأروقة المختلفة لوزارات الحكومة, وتكتفي بالهمس واللمس الإعلامي قليلا وتفضل الصمت الرهيب علي الأغلب فلا مصارحة, ولامكاشفة تتناول أوضاع البلاد, وأحوال العباد اللهم إلا تصريحات مائعة لوزير هنا, أو وزير هناك, تقلب المواجع علي الناس بخصوص القمح والسولار والغاز وماكان علي هذه الشاكلة. لقد مر مايزيد علي أربعة أشهر علي ثورة الخامس والعشرين من يناير, ولا أحد يعرف كيف تدار البلاد, وماهي القرارات المجتمعية التي اتخذت خلال هذه الفترة وتشيع بأن هناك ثورة في البلاد ورغم اسئلة الناس المستمرة,ونشفان ريقهم من كثرة الكلام والنقاش والتظاهر في ميدان التحرير, إلا أن الدولة ماهي إلا أذن من طين وأخري من عجين, فلا أحد يطلع الناس علي معلومات تتعلق بأمور من نوع: متي سيحاكم مبارك فعلا علي جرائمه ضد الشعب؟ ماذا فعلت الدولة لمعرفة ثروة مبارك الحقيقية في الخارج أولا وفي الداخل ثانيا؟ لماذا لم تقال كل رموز العهد البائد من قيادات سواء في مؤسسات الدولة أو مؤسسات المجتمع؟ لماذا لم تحل المجالس المحلية حتي الآن, ولماذا لم يصدر قرار بمنع أعضاء الحزب الوطني المنحل من مزاولة العمل السياسي؟ لماذا الإصرار علي انتخابات مجلسي الشعب والشوري قبل عمل دستور جديد متفق عليه للبلاد؟ ماهي المبالغ المنفقة علي استعادة جهاز الشرطة, وكم المبالغ المنفقة علي الصحة والتعليم والمواصلات والخدمات الأخري الملحة والتي تعاني من ترد شديد؟ ماهي ميزانية هيئة تجميل ونظافة العاصمة التي باتت لاتعرف الجمال أو النظافة علي الإطلاق؟ وهناك عشرات من الاسئلة الأخري والتي تتعلق بحياة الناس وتحتاج الي أوراق عدة لطرحها, وهي اسئلة لا مجيب عنها أبدا ولا محاولة من قبل الدولة لإفهام الناس أي أمر يتعلق بها سواء بالسلب أو الإيجاب. إن ذلك الوضع وضع التجاهل واللامبالاة في إعلام الناس بمايدور وتمكينهم من المعلومات يجعلهم يتشككون ويستريبون في الدولة والحكومة وحسن نواياها وحقيقة تعبيرها عن الثورة بل وعدم احترام الحكومة للشعب, وهي الحكومة التي فرح الناس يوم ان تولي رئاستها عصام شرف لكن الأيام اثبتت أن عصام ليس معصوما من التخبط والسير في ركاب الماضي, فحكومته حكومة ضبابية حتي ولو كان فيها جودة عبد الخالق الاقتصادي القدير فالعبرة بالأفعال وليست بالأقوال ورغم أن الشعب المصري طيب وحليم ولكن أيها السادة اتقوا شر الحليم إذا غضب كاتبة روائية من أعمالها: البشموري.. العربة الذهبية لاتصعد الي السماء.. كوكو سودان كباتشي.. ليل ونهار ترجمت أعمالها الي اللغات الإنجليزية والأسبانية والفرنسية والروسية والألمانية والهولندية والصربية والسويدية والكورية.