آفة حارتنا النسيان.. ليست مقولة فحسب للأديب المصري العالمي نجيب محفوظ ولكنها حقيقة واقعة نعيشها كل يوم في حياتنا الراهنة.. فمع اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر ينشط نشطاء الخيانة في التحريض علي الدولة وتعلو الأصوات الهدامة بالشكوي من كل شيء وأي شيء في مصر.. فيعزفون علي نغمة الغلاء تارة وينشدون موال حقوق الإنسان تارة أخري.. ويبدو أن الأمان الذي نعيشه الآن ولد لدي البعض جحودا للوطن, ولمن حافظ علي الأرض وصان العرض.. فبعد أن كنا جميعا ندعو الله أن يخلصنا من حكم جماعة إرهابية استولت علي حكم مصر بالتهديد والوعيد, وكانت تهدف إلي تقسيم مصر وتفتيتها وتشريد شعبها كغيره من الشعوب التي دمرت أوطانهم بيد الجماعات الإرهابية التي انبثقت جميعها من جماعة الإخوان.. تحول البعض إلي ناقم باستمرار علي الأحوال المعيشية ومتذمر من أسعار الخدمات التي يستفيد هو منها كمواطن في المقام الأول.. ربما تعود المصريون علي الدعم المعيشي لكل السلع والخدمات ولكن نسي أن مقابل ذلك الدعم كان سرقة موارد الدولة بأكملها من نظام فاسد حكم مصر سنوات طوالا فأتي علي الأخضر واليابس فيها ونشر الفساد في مؤسساتها وترك جماعة الإخوان تنتشر في ربوعها كسرطان خبيث يصعب استئصاله.. حتي وصل الحال بالوطن إلي ما كان عليه منذ أربع سنوات من الفوضي والعشوائية والانفلات الأمني الذي عانينا منه جميعا بعد ثورة يناير..2011 بخلاف الأزمات التي واجهها الشعب المصري بأكمله مع الكهرباء التي كانت تنقطع عن البيوت والمنشآت العامة والمستشفيات لساعات طوال تكاد تصل إلي معظم ساعات اليوم فتعطل الإنتاج وتتسبب في خراب الأجهزة الكهربائية, وتؤدي أيضا لوفاة المرضي في غرف العمليات.. بالإضافة إلي طوابير الخبز والبنزين وعدم توافر أنابيب البوتجاز.. كان المواطن الفقير في ذلك الوقت علي استعداد بأن يدفع كل ما لديه من أجل الحصول علي رغيف عيش أو أنبوبة بوتجاز وكان أصحاب السيارات علي استعداد لدفع ثمن السيارة التي يمتلكونها بالكامل ثمنا للتر واحد بنزين.. وكل ما ذكرته هو علي سبيل المثال لا الحصر.. وبالرغم من أن مصر تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب في سيناء وعلي الحدود الغربية إلا أن جميع مواطنيها داخل أراضيها يعيشون في أمان وسلام بفضل جيشها العظيم الذي يدفع ابناؤه حياتهم ودماءهم ثمنا لسلامته وسلامة مواطنيه.. إلا أن البناء والتنمية في كل المجالات يجريان علي قدم وساق.. وبالرغم من كل هذه الحقائق التي عايشناها جميعا ولا نزال نجد البعض يكرس كل وقته في الانتقاد والشكوي بدلا من العمل الجاد لدعم الوطن في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها وحرب الوجود التي يخوضها ضد دول بأكملها تتآمر عليه للنيل منه.. فمن يعمل لا يجد وقتا للشكوي.. ومن ينتقد لا يقدم أي رؤية لتصويب ما ينتقده.. وهذه النوعيات من الناس هي عالة علي المجتمع الذي تعيش فيه وعامل من عوامل إعاقته في مسيرة تقدمه.. وإلي كل من يشكو من ارتفاع الأسعار في السلع والخدمات بالرغم أنها لا تزال أقل من الأسعار في دول عدة.. أوجه بعض الأسئلة.. هل تعملون أنتم عدد ساعات العمل الفعلية التي يعملها أي موظف في أي دولة أخري؟ هل لتر البنزين الذي تمونون به سياراتكم أغلي من نقطة دم واحدة لأي جندي مصري تراق علي أرض سيناء؟ هل غركم الأمان الذي تعيشون فيه الآن حتي أنساكم أن دولا مجاورة دمرت بأكملها وشردت شعوبها.