قدرتك علي الاستمتاع بما لديك من نعم حتي لو هناك ما يعوق ذلك مؤشر لحسن جودة الحياة وسعادتك وهذه القدرة ترتبط بالإدراك ومدي نجاحك في سد احتياجاتك الأساسية والتعايش مع ضغوط الحياة اليومية بذكاء. ويتساءل البعض كيف نصل للسعادة؟ الأمر ببساطة كما ذكرنا يرجع لمدي إدراكك للأحداث وكيف يستوعب عقلك الأزمات وماهي قدراتك أو سبيلك لحلها!! وأتذكر اللاعب الرياضي أندرو جونز الذي تم استبدال قلبه إثر جراحة خطيرة بقلب صناعي يحمله علي ظهره ويشحنه بالكهرباء ليلا لكي يستطيع أن يعيش وحين سئل كيف يحيا وهو بلا نبض وكيف أصبح رياضيا معروفا وهو بلا قلب مثل البشر؟ أجاب أن الأمر في البداية كان مزعجا وكان عليه إما أن ينزوي ويعيش مقهورا متأسفا علي نفسه العليلة أو أن يتعايش برضا وقناعة بما هو عليه; وبالفعل نزل صالات الجيم واستعاد لياقته وعضلاته وتحدي القلب الصناعي الذي يحمله داخل حقيبة علي ظهره ويشحنه قبل نومه ليؤكد قيده علي الحياة; والعجيب إنه كان فخورا بندوب الحياة وقلبه الصناعي الذي علمه أن السعادة في الإرادة وداخل عقله وفي قدرته علي إدارك المصاعب وحسن إداراته لها. نعم علينا أن نعيش اللحظة ونتعايش مع الموقف فلا تسمح للأحداث المؤلمة أن تخترق حيز تفكيرك الإيجابي فتحطمه وتشعره بالعجز. اقترب من مكامن قوتك ونمها; استمع للأخر وناقشه بصدق وصراحة. أعرض مشكلتك علي من يهمه أمرك وأبعد عن مقارنة نفسك بغيرك وفخورا بما بذلته من مجهود. تعلم ألا تخدع نفسك وابتعد عن الأحلام غير القابلة للتنفيذ, لأنها أكبر من إمكاناتك كأن تتوهم أنك ستصبح أشهر مطرب في العالم وأنت غير موهوب ولا تملك صوتا عذبا جميلا. حين تصحو من النوم تجد نفسك مصطدما بنفور من حولك من صوتك المزعج فينقلب الأمل ليأس والحلم إلي نكد. اجتهد في وضع خطة تتناسب مع إمكاناتك وقدراتك; لا تفكر كيف تسافر شرم الشيخ وأنت لا تملك ثمن المواصلات اليومية; لكن فكر في نزهة علي النيل مع من تحب فالسعادة في البساطة. دبر أمورك واقتصد وضع خطة وميزانية تجعلك خلال خمس سنوات قادرا علي السفر في المكان الذي تحبه. وتأكد أنك تستطيع أن تسعد إذا تعلمت الرضا وشكرت وتعلمت العفو والنسيان. انظر لمن يعاني ستجد نفسك أفضل ولا تنظر لمن أعلي منك فتبتئس. فكلما كان تفكيرك خاليا من العقد وواقعيا كنت الأفضل فلا حزن يدوم ولا سرور وكما قال الشافعي: ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء وكن رجلا علي الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفاء