تعد محافظة البحر الأحمر من أكثر محافظات مصر تعرضا للسيول والأمطار التي تسقط علي سلاسل جبالها وتتفرع في وديانها المختلفة متخذة طريقها إلي الحيز العمراني والسياحي علي ساحل البحر الأحمر, وتؤكد الخرائط الجيولوجية الخاصة بالسيول والأمطار أن هذه المحافظة بها أشهر مناطق عرفت منذ آلاف السنين بأنها مصبات للأمطار والسيول وأشهرها دلتا وادي طرفة القديم المتاخم لمدينة رأس غارب وبها أيضا جبل السد علي طريق القصير قفط وتحديدا عند الكيلو80 يسمي بمنطقة تقسيم مياه الأمطار والسيول بين محافظتي البحر الأحمر وقنا حيث تنطلق منه مياه الأمطار والسيول إلي هاتين المحافظتين علاوة علي وادي الجمال جنوب مرسي علم والذي يشتهر بسيوله المدمرة. وخلال السنوات الأخيرة شهدت محافظة البحر الأحمر عدة موجات ضارية من السيول والأمطار الغزيرة التي كبدتها خسائر فادحة آخرها سيول رأس والتي دمرت عشرات المنازل وراح ضحيتها عدد من الأهالي و عقب هذه السيول خصصت وزارة الموارد المائية والري600 مليون جنيه كدفعة أولي لإنشاء مجموعة من السدود والبحيرات بمحافظتي البحر الأحمروجنوبسيناء وبدأ العمل علي قدم وساق في تنفيذ هذه السدود والبحيرات. ومع اقتراب فصل الشتاء كيف استعدت المحافظة لفصل الشتاء وللسيول والأمطار المحتملة ؟ وهل يسعف الوقت المسئولين عن بناء هذه السدود لتروض السيول المحتملة ؟. الأهرام المسائي طرحت هذه الأسئلة علي المسئولين في محاولة للبحث عن الإجابة. يقول اللواء هشام آمنة رئيس الوحدة المحلية لمدينة سفاجا إن الأجهزة المختصة بالإدارة العامة للمياه الجوفية بالصحراء الشرقية وإدارة الأزمات والمحافظة انتهت من تجهيز السدود الخمسة الموجودة غرب المدينة والتي تبلغ سعتها التخزينية نحو عشرة ملايين متر مكعب من المياه, مشيرا إلي أنه تم رفع الإطماءات الموجودة أمام مداخل هذه السدود وأشهرها سد وادي جاسوس وتقرر إنشاء هدار يستخدم في قياس ورصد كمية السيول التي تمر بهذا الوادي في إطار رفع كفاءة وقدرة محطات الرصد والإنذار المبكر والقياس الدقيق للسيول بالمحافظة. وأضاف أنه تم الانتهاء من إعادة بناء ورفع كفاءة أحد هذه السدود والذي تعرض للانهيار خلال السيول الأخيرة التي شهدتها المنطقة, مشيرا إلي أنه تقرر تركيب أجهزة للتنبؤ بالأمطار والسيول بالمنطقة حيث تم تحديث ومراجعة خطة الاستعداد لمواجهة أي أمطار وسيول محتملة خلال الفترة المقبلة من خلال تجهيز معدات الإدارات والقطاع الخاص والقطاع السياحي لتكون تحت تصرف الوحدة المحلية, موضحا أنه تم تدريب أطقم من العاملين بالوحدة المحلية للتعامل مع مثل هذه الكوارث. فيما أكد المهندس صلاح شحاتة مدير عام الإدارة العامة للمياه الجوفية أن خطة الحماية التي أقرتها وزارة الري والموارد المائية لحماية المنشآت العامة والسياحية وطرق المحافظة الساحلية والعرضية شملت إنشاء11 سدا ركاميا وحاجز توجيه للمياه, فضلا عن6 بحيرات صناعية و6 حواجز ترابية خلفها موزعة علي مدن المحافظة بداية من رأس غارب شمالا وحتي حدود المحافظة جنوبا لحماية المدن من أي مخاطر مستقبلية, مشيرا إلي أنه يجري العمل حاليا في تلك المنشآت الجديدة علي قدم وساق, لافتا إلي قيام الإدارة بتطهير السدود القديمة خاصة بمدينة سفاجا من الإطماءات. من جانبه أكد اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر أنه تم وضع منظومة متكاملة لحماية محافظة البحر الأحمر من مخاطر السيول والأمطار الغزيرة المحتملة علي المدي القريب والبعيد بالتنسيق مع الدكتور محمدعبد العاطي وزير الموارد المائية والري, مشيرا إلي أن هذه المنظومة تتضمن منع وصول مياه الأمطار والسيول في حال سقوطها إلي التجمعات السكانية والسياحية والطرق الرئيسية سواء العرضية أو الساحلية من خلال إقامة11 سدا بأشهر الوديان التي تنهمر منها المياه.