ظلت محافظة أسوان وحتي عام2014 تعاني معاناة شديدة من تدهور أوضاع طرقها الرئيسية داخليا وخارجيا, فالطرق تتبع جهتين الأولي هي مديرية الطرق المحلية التي تشرف علي الشوارع الداخلية, والثانية هيئة الطرق المنطقة العاشرة التي تشرف وتنفذ الطرق السريعة خارج الكردون ومنها الزراعي والصحراوي وأبو سمبل, وجميعها كانت توصف بطرق الموت لكثرة الحوادث الدامية التي تشهدها, خاصة في وصلة الكرابلة اللعينة علي الطريق الصحراوي قبل مدخل مدينة إدفو. وفي ثلاثة سنوات فقط ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية قيادة البلاد, بدأ التفكير في تطوير هذه الطرق التي بدت أفضل حالا مما كانت عليه من قبل, وخلال نفس الفترة شهدت محافظة أسوان الانتهاء من أعمال طريق أرقين الغربي الذي يربط مابين مصر والسودان بطول110 كيلومترات وبتكلفة190 مليون جنيه, ليكون إضافة قوية لشريان النقل البري بين البلدين, كما شهدت البدء في إنشاء الطريق الدائري الجديد الذي يربط مابين طريق وادي العلاقي الشرقي وقرية الأعقاب بحري ليكون مسارا للنقل الثقيل للمواد المحجرية الذي يدمر شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب في المدينة, وهو الطريق الذي يتعرض حاليا لعراقيل كبيرة في تنفيذ المرحلة الأولي التي تبدأ من العلاقي وحتي خور أبو سبيرة في مركز أسوان بسبب الاعتمادات المالية المتأخرة! يقول رجل الأعمال علي أغا أن الطريق البري الغربي توشكي/ أرقين يعد إضافة قوية لتنمية التبادل التجاري بين مصر والسودان والدول الإفريقية, فهو بداية للطريق الذي ننشده مابين الإسكندرية وكيب تاون في جنوب إفريقيا, ويشير إلي أن هذا الطريق سيختصر الزمن الذي تستغرقه وصول الشاحنات إلي السودان, كما سيسهل كثيرا من حركة النقل البري التي كانت رحلاتها تعتمد علي الطريق الشرقي للوصول إلي منفذ قسطل أدندان/ أشكيت, حيث يستلزم هذا الطريق عبور نهر النيل من خلال العبارات التي تعمل مابين أبوسمبل وقسطل, ويشير أغا إلي ضرورة الإسراع بمد هذا الطريق بالخدمات التي يحتاجها وحيث يعتبر نواة للمنطقة اللوجستية المقترح انشاؤها في إطار تحويل أسوان إلي عاصمة للإقتصاد والثقافة الإفريقية. وينتقل عماد حامد علوب محاسب للحديث عن طريق آخر لايقل أهمية عن طريق آرقين وهو طريق أسوان برنيس شرقا الذي يصل طوله إلي نحو285 كيلو متر وتم تشغيله منذ سنوات, موضحا بأنه طريق إستراتيجي هام يربط مابين أسوان والبحر الأحمر وحلايب وشلاتين,الأمر الذي يستلزم الاهتمام به ليكون منفذا للتصدير, لاسيما إذا ماتم إنشاء ميناء بحري جديد لتصدير خامات الرخام والجرانيت والثروة المعدنية إلي دول العالم, وخاصة دول شرق آسيا المتعطشة لهذا السوق غير المتوافر لديها. وعن الطريق الدائري الجديد الجاري تنفيذه في شرق جبال أسوان من أجل تخفيف معاناة الطرق الداخلية من ضغوط النقل الثقيل, يقول أحمد كامل موظف إن مدينة أسوان لازالت تعاني من انفجار خطوط البنية الأساسية كالمياه والصرف الصحي لعدم قدرتها علي تحمل مرور السيارات المحملة بأوزان ثقيلة من المواد المحجرية, لذا فقد جاء تفكير المسئولين في أسوان لإنشاء هذا المحور البديل الذي سيحد أيضا من حوادث الطرق علي الطريقين الزراعي والصحراوي, ويضيف قائلا إن أعمال التنفيذ في هذا المشروع الحيوي قد توقفت منذ فترة والسبب كما علمنا هو عدم وصول الاعتمادات المالية المطلوبة, ومن هنا نناشد الحكومة والقيادة السياسية التدخل لإنهاء هذه الأزمة حتي تعود ماكينات العمل للدوران من جديد في المرحلة الثانية من الطريق. من جانبه أكد اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان أن طريق توشكي/ آرقين وأيضا ميناء آرقين البري اللذان تم افتتاحهما خلال هذا العام يعتبرا نقطة الانطلاق لمحور الإسكندرية/ كيب تاون, خاصة وأنهما يربطان أكبر تكتل إفريقي من البحر المتوسط وحتي المحيط الهادي, وسيخدمان الحركة التجارية مع15 دولة أفريقية تقع علي الطريق التجاري البري لهذه الدول. وأشار محافظ أسوان إلي أن تشغيل هذا الطريق الدولي والميناء العملاق في أرقين يؤكد إهتمام الدولة بزيادة حركة التجارة مع دول حوض النيل والقارة الإفريقية, كما أنه يأتي في إطار توجه الدولة نحو تنمية أواصر التعاون المشترك مع مختلف دول القارة الإفريقية, خاصة وأن الميناء سيساهم في تنمية جنوب مصر ومنطقة توشكي من خلال حركة الشاحنات والركاب علي هذا الطريق الحيوي, وأوضح محافظ أسوان بأن طريق توشكي آرقين علي الحدود السودانية يصل طوله إلي110 كيلومترات ويمتد بعد ذلك بطول360 كيلو متر ليصل إلي مدينة دنقلة السودانية, فيما يبعد ميناء آرقين غرب بحيرة ناصر عن مدينة أبو سمبل السياحية بنحو150 كيلو متر, وتم تنفيذه باستثمارات تصل لنحو93 مليون جنيه, وهو الميناء الذي يستوعب7500 راكب يوميا وأكثر من300 شاحنة وأتوبيس, بالإضافة إلي تخصيص طريق لمرور قوافل الجمال ورؤوس الماشية حيث تضم دائرة جمركية تعمل بنظام الشباك. وأخيرا...وبعيدا عن تصريحات محافظ أسوان, يبقي القول بأن طرق أسوان قد شهدت العديد من الأعمال ومراحل التطوير غير المسبوقة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة, ومع هذا نؤكد ضرورة تدخل أعضاء مجلس النواب بالمحافظة للإسراع بتدبير الاعتمادات المالية المطلوبة لإنهاء أزمة الطريق الدائري الجاري تنفيذه في محافظة أسوان.