منذ اعلان الحكومة عن سياسات التحرير الاقتصادية والمصريون جميعا أعلنوا التقشف والاستغناء عن احتياجات لهم يمكن الحياة بدونها بعد الغلاء الرهيب الذي اجتاح السلع والخدمات, المصريون أظهروا معدنهم النفيس والصلب في مواجهة أزمات المعيشة تحملوا الزيادات الكبيرة في أسعار احتياجاتهم اليومية من خضر وفاكهة ولحوم, فضلا عن خدمات الكهرباء والغاز وكروت شحن المحمول وغيرها. آمن المصريون باستحالة استمرار دعم الحكومة لكثير من السلع والخدمات لان معني المضي فيها هو الانتحار الاقتصادي.تحمل المصريون وينتظرون اليوم الذي ينعمون فيه بثمار هذه الجراحات الاقتصادية الضرورية, الحكومة تعمل بكل طاقاتها, وتسابق الزمن في مشروعات قومية كبري منها ماتم انجازه مثل مشروع قناة السويس, وجزء من شبكة الطرق التي تبلغ3200 كيلومتر, ومحطات الكهرباء التي أنهت علي أزمة انقطاع التيار ومنها مايجري العمل فيه مثل مشروعات انفاق قناة السويس والمرحلة الاولي من العاصمة الادارية الجديدة, ومزارع الاسماك في كفر الشيخ تعمل الحكومة إلي حد كبير في صمت, ولايتم التواصل مع اجهزة الاعلام المحلية والاجنبية لنقل ما تم إنجازه والجداول الزمنية لتنفيذها والموعد النهائي لافتتاحها. أري أن هناك تقصيرا شديدا من جميع أجهزة الاعلام في هذا الشأن, والتقصير أيضا يقع علي عاتق جهاز مثل الهيئة العامة للاستعلامات فيجب علي هذا الجهاز المهم أن يدعو جميع مراسلي وسائل الاعلام الاجنبية لزيارة كل المشروعات التي ذكرت بعضا منها وغيرها كثير. والتقصير يقع أيضا علي الوزارات المعنية بتفيذ هذه المشروعات فأين المتحدثون الاعلاميون بأسمائها؟ لماذا لايفتحون قنوات للتواصل حتي مع أجهزة الاعلام المحلية, ويبثون الامل في قلوب الناس. الناس التي دخلت نفق الغلاء المظلم وتنتظر أن تري ضوءا في نهايته. تقصير الوزارات المعنية بتنفيذ المشروعات الكبري في إلقاء الضوء علي ما تم وسيتم انجازه يخدم الكتائب الاليكترونية لاخوان الشياطين الذين يشعلون مواقع التواصل الاجتماعي ليل نهار بكل ماهو محبط. فهم يجيدون فن زراعة اليأس في قلوب الناس لابد أن نعطي الناس الحقائق عن حجم الانجاز بما يدخل الاطمئنان والامل في قلوبهم.وأضرب لكم مثلا بسيطا بتصريحات وزير البترول طارق الملا عن حجم احتياطات الغاز في حقل ظهر الذي اكتشفته الشركة الايطالية ياسيدي الوزير المواطن العادي يريد أن نسمع منك معلومتين لا ثالث لهما الاولي متي يبدأ انتاج الغاز؟ والثانية كم سيدخل من الدولارات للخزانة العامة للدولة؟ اكثر من هذا ألا يريد المواطن وللأسف تجاهله الوزير. هذا مثال بسيط عن كيفية التعامل الاعلامي من وزير مع المواطنين. لانه لايوجد بجواره مستشار اعلامي يجرؤعلي تقديم معلومات تزرع الامل في قلوب المواطنين. ثروة أخري تم اكتشافها وهي تلال الرمال السوداء في كفر الشيخ, وهي اكبر مخزون في العالم, وهذه الرمال يصنع منها الوقود النووي للمفاعلات النووية ووقود صواريخ الفضاء, سواء التي تحمل اقمارا صناعية أو مركبات فضائي, ولا اعلم هل تؤول ملكيتها لهيئة الثروة المعدنية, أم لوزارة أخري, هذه الثروة تقدر بمليارات الدولارات. لماذا لانبث الأمل في النفوس, ويخرج حتي رئيس الحكومة ويعلن عن خطة التصرف الحكيم في هذه الثروة لينعم هذا الجيل بخيرها والاجيال القادمة. ازرعوا الأمل في نفوس الناس بأن القادم أفضل وان جني الثمار قريب.