تراجع سعر اليورو اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 بالبنوك المصرية    سعر الدواجن بالأسواق اليوم 22-8-2025 فى المنوفية.. الفراخ البيضاء ب74 جنيها    نائب وزير الإسكان يترأس اجتماع لجنة إعداد مُقترح لائحة قانون تنظيم المرفق"    تليجراف: هيئة رصد الجوع الدولية ستعلن "مجاعة فى غزة" لأول مرة    زلزال بقوة 7.5 درجة يضرب ممر دريك بين أمريكا الجنوبية والقارة القطبية    رئيس الوزراء يشارك بالجلسة الختامية لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية تيكاد 9    كاتس: أبواب الجحيم ستفتح على حماس حتى يقبلوا بشروطنا لإنهاء الحرب    عودة الأهلي.. مواعيد مباريات الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري    الإسماعيلى ينهى اليوم ترتيبات انعقاد الجمعية العمومية العادية    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 والقنوات الناقلة    رمضان السيد: خوان ألفينا صفقة بارزة للزمالك    رئيس مدينة طهطا يتفقد حالة مصابى المنزل المنهار بالمستشفى العام.. صور    الاعتداء على شاب بأسلحة بيضاء وشوم فى الحوامدية    بسمة بوسيل تكشف عن تعاونها مع رامز جلال وطرح دويتو غنائي جديد    قمة ألاسكا.. سلام «ضبابي»| ترامب وبوتين «مصافحة أمام الكاميرات ومعركة خلف الأبواب»    أخبار فاتتك وأنت نائم| إيقاف الرحلات الجوية إلى إيران.. جرائم قتل غامضة تهز فرنسا    «زي النهارده» في 22 أغسطس 1948.. استشهاد البطل أحمد عبدالعزيز    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 22 أغسطس 2025    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الجمعة 22-8-2025 بعد ارتفاعه في 7 بنوك    «زي النهارده«في 22 أغسطس 1945.. وفاة الشيخ مصطفى المراغي    معجزة جديدة ل أطباء مصر.. طفلة جزائرية تقف على قدميها مجددًا بعد علاج 5 أشهر (فيديو)    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الجمعة 22 أغسطس 2025    درجة الحرارة تصل 42 .. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    كيف يتصدى مركز الطوارئ بالوكالة الذرية لأخطر التهديدات النووية والإشعاعية؟    شراكة حضارية جديدة بين مصر والصين في مجال التراث الثقافي «المغمور بالمياه»    «مخضوض وواخد على خاطره».. رضا عبدالعال يقيم شيكو بانزا    لو بطلت قهوة.. 4 تغييرات تحدث لجسمك    عاصي الحلاني ينتقد فكرة ظهور المعجبات على المسرح.. ماذا قال؟    الإيجار القديم.. محمود فوزي: تسوية أوضاع الفئات الأولى بالرعاية قبل تحرير العلاقة الإيجارية    مقتل شاب في الأقصر إثر مشاجرة بسبب المخدرات    حرق الكنائس.. جريمة طائفية ودعوة للتدخل الأجنبي    بيان «المحامين» يكشف الحقيقة في اجتماعات المحامين العرب بتونس    صفات برج الأسد الخفية .. يجمع بين القوه والدراما    محمد رمضان يستفز جمهوره في مصر ب فيديو جديد: «غيرانين وأنا عاذرهم»    وائل الفشني يكشف موقفا محرجا تعرض له: «أنبوبة بوتاجاز أنقذتني من بلطجي»    إذاعة القرآن الكريم| هاجر سعد الدين أول سيدة بمتحف الأصوات الخالدة    هل يمكن تحديد ساعة استجابة دعاء يوم الجمعة ؟ دار الإفتاء توضح    «خير يوم طلعت عليه الشمس».. تعرف على فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيه    انخفاض جديد في عيار 21 بالمصنعية.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الجمعة بالصاغة محليا وعالميا    فصل التيار الكهربائي عن بعض المناطق بكفر الشيخ    نجوى فؤاد: أطالب بمعاش يكفي احتياجاتي وعلاجي    نجاح أول حالة غسيل كلوي طوارئ للأطفال بمستشفى دسوق العام    قبل انطلاق النسخة الثالثة.. صفقات أندية دوري المحترفين موسم 2025-2026    إعلام فلسطيني: استشهاد طفل بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة    أونروا تحذر: عمليات الاحتلال في غزة تنذر ب"تسونامي إنساني" غير مسبوق    تعليم الجيزة تواصل أعمال الصيانة والتجديد استعدادا للعام الدراسي الجديد    تنفيذ حكم الإعدام في مغتصب سيدة الإسماعيلية داخل المقابر    تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل زوجين في «مجزرة سرابيوم» بالإسماعيلية    غرق طالب طب بروسيا خلال إجازته الصيفية في مطروح    ياسر ريان يشيد بأداء المصري: هو المنافس الحقيقي للأهلي على لقب الدوري    آدم كايد يعرب عن سعادته بفوز الزمالك على مودرن سبورت    التعادل الثالث.. سموحة وزد يتقاسمان النقاط بأمر تقنية الفيديو    مش هتشتريه تاني.. طريقة عمل السردين المخلل في البيت    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    مصرع شابين غرقا بنهر النيل فى دار السلام بسوهاج    خالد الجندي: الدفاع عن الوطن وحماية مصالحه من تعاليم الإسلام    هل يستجاب دعاء الأم على أولادها وقت الغضب؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس المعاهد الأزهرية يتفقد المشروع الصيفي للقرآن الكريم بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص كلمة رئيس الجمهورية خلال احتفالية عيد العمال
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 30 - 04 - 2014

'أتحدث إليكم اليوم.. في يوم الاحتفال بعيد العمال، يوم تكريم السواعد المنتجة، والعيون اليقظة، والأيدي الخشنة، التي يحبها الله ورسوله 'ص'، نحتفل معًا بعمال مصر الذين يمثلون قاعدة الوطن، أساسه لبناء متين، من يساهمون إسهامًا مباشرًا في منح هذا الوطن القدرة علي أن يكون قراره مستقلًا، من يشاركون في أن يكون وطنهم قادرًا علي تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل وعلي التصدير إلي الخارج، من يعملون ليل نهار لرفع شعار 'صنع في مصر''.
إنَّ قيمة الإنسان تقدر بقيمة ما يؤديه من خدمة لمجتمعه ووطنه وأمته، والعمال ركيزة أساسية لبناء المجتمع، وإغنائه بعوامل البقاء والاستمرار، وتوفير متطلبات الحياة والعيش الكريم، إنكم عمال مصر، قطاع وطني هام، مكون رئيسي في المجتمع، قوة دافعة لنموه وازدهاره، عملكم شرف، وجهدكم مقدر، وكما أوصت تعاليم ديننا الحنيف، إن العمل عبادة، فأخلصوا وأتقنوا في محراب العمل، واعلموا أن وطنكم الذي ينتظر ثمرة جهودكم، عملا دؤوبًا وإنتاجًا وفيرًا، يحرص علي أن تكون حقوقكم دومًا بإذن الله مصانة، فتعمل الدولة لتوفير الغطاء التأميني اللازم لكم، بشقيه الاجتماعي والصحي، وبما يضمن حياة كريمة لكل العمال في هذا القطاع العريض.
الإخوة والأخوات.. شعب مصر العظيم..
إن مصر في أعقاب ثورتين شعبيتين في أمس الحاجة لكل جهد مخلص، لكل حبة عرق، لكل ساعد ينتج ويتقن عمله، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة البناء من أجل الوطن، ويلزم أن نشارك فيها جميعًا.
فمنذ حقبة الستينيات، وما شهدته من طفرة صناعية حقيقية، لم تعرف مصر خطة اقتصادية طموح منظمة وقابلة للتنفيذ، تستهدف تغيير وتطوير هيكل الإنتاج في مصر، وتحويل اقتصادنا من اقتصاد ريعي يواجه عواصف الظروف واختلاف المتغيرات، إلي اقتصاد إنتاجي راسخ وقوي قادر علي المنافسة، جودةً وسعرًا، إن حقبًا طويلة مضت لم تشهد تدشين قواعد صناعية تتوسع في الصناعات الثقيلة، الحديد والصلب والألومنيوم والسيارات، فضلًا عن العزوف عن اقتحام الصناعات التكنولوجية والالكترونية، التي باتت تمثل سوقًا عالمية ضخمة تحمل في طياتها فرصا لا حدود لها، وذلك علي الرغم من وجود نواة صناعية وخبرة مصرية، يمكن استثمارها والبناء عليها.. إن اقتصادنا يحتاج إلي طفرة حقيقية، وتطور قطاع الصناعة المصرية وترتقي به إلي مصاف القطاعات المناظرة.. في الدول التي بدأت نهضتها الصناعية مع مصر، في خمسينيات القرن الماضي، وأضحت الآن في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديًا، بفضل سواعد عمالها والنهوض بقطاعها الصناعي.
أقدر أن المرحلة المقبلة ينبغي لها أن تشهد تقاسمًا للجهد المبذول من أجل رفعة هذا الوطن، علي أن تكون المسؤولية الواجبة موزعة علي كافة قطاعات المجتمع، وفي القلب منها العمال، ركيزة التقدم لهذا الوطن.. إذ أن الصناعة مثلت وما زالت، نواة التطور الاقتصادي.. ولقد أدركت مصر هذه الحقيقة منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فشهدت هذه الحقبة تدشين الصناعات الثقيلة بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي السابق، ولأن الصناعة ستمثل قاعدة البناء الاقتصادي لمصر الجديدة، فإن الدولة تحرص علي تنمية وتطوير القلاع الصناعية القديمة، بالتعاون مع الدول الصديقة التي بدأنا معها تدشين هذه القاعدة الصناعية وغيرها، لنُحَصِّلَ ما فاتنا من ركب النمو والتقدم، ولنحقق الرفاهية والرخاء لمجتمعنا، ولقد تجلت أولي خطواتنا نحو اقتحام مجال الصناعات التكنولوجية وعلوم الفضاء، من خلال التعاون العلمي 'المصري – الروسي' لتصميم وتصنيع القمر الصناعي المصري الجديد 'إيجبت سات 2'، الذي سيُستخدم، ضمن جملة أمور أخري، في أغراض التنمية والزراعة والتخطيط والرصد المبكر للسيول.
وجنبًا إلي جنب مع المشروعات العملاقة، التي تمثل قاطرة الصناعة، يتعين إيلاء قدرًا أكبر من الاهتمام للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، نظرًا لدورها الحيوي في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، فضلًا عن قدرتها علي تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة، متوازنة ومستدامة، وتوفير فرص العمل والحد من مشكلة البطالة، فمن خلال تكلفة رأسمالية منخفضة نسبيًا، تساهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في زيادة الناتج القومي، بما ينعكس علي تحسين ميزان المدفوعات من خلال التأثير الإيجابي علي الصادرات، فضلًا عن حدها من الاستيراد لمكونات الإنتاج والمواد الأولية، باعتبار أن جانبًا من إنتاجها يمثل مدخلات للمشروعات الكبري، إضافة إلي قدرتها علي تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة نتيجة لسهولة انتشارها الجغرافي.
الإخوة والأخوات.. عمال وعاملات مصر الأوفياء..
أود أن يكون حديثي معكم اليوم، حديث المكاشفة والمصارحة، فكما تعلمون يمر قطاع الطاقة في مصر، بأزمة لمسنا جميعًا تأثيرها السلبي وتداعياتها علي حياة الأسرة المصرية، وعلي قطاع الصناعة بوجه عام، حيث توقفت العديد من المصانع عن العمل، ما أثر سلبًا علي مستوي دخول العمال، وانعكس في ارتفاع أسعار السلع التي كانت تنتجها، ولا سيما صناعة الأسمنت، وما يرتبط بها من تداعيات سلبية علي قطاع التشييد والبناء، أحد أهم قطاعات الاقتصاد المصري.
إن هذه الأزمة تتطلب تضافرًا لجهودنا جميعا، للبحث عن مصادر بديلة للطاقة، أهمها مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية، التي حبا الله عز وجل بها بلادنا طوال العام، والتي تتزايد جدواها الاقتصادية وتشهد كلفتها انخفاضًا تدريجيًا، فضلًا عن طاقة الرياح، واستغلال المخلفات المنزلية والزراعية لإنتاج الوقود الحيوي، والتخلص من المشكلات الصحية والبيئية الناجمة عنها، إلا أن هذه الحلول وإن كانت لا غني عنها، فإنها تتطلب بعض الوقت لتنفيذها، وستعمل الحكومة جاهدة في سبيل تحويل هذه الأفكار والمقترحات إلي واقع ملموس، بما في ذلك تنويع مصادر الطاقة، حيث يتألف مزيج الطاقة في مصر من 91% من البترول والغاز الطبيعي، دون مصادر الطاقة الأخري، ولقد بدأت إرهاصات تطبيق الحكومة لتلك الأفكار تلوح في الأفق، من خلال التنسيق الجاري بين وزارة الكهرباء والطاقة وبين الهيئة العربية للتصنيع.
الإخوة والأخوات.. عمال مصر وعاملاتها..
إن الدولة تتفهم مطالبكم، وتقدر صبركم لعقود مضت علي أوضاع اقتصادية صعبة، وغلاء للأسعار وغياب العدالة في توزيع الدخل، أمور حدت جميعها بكم بعد أن فُتِح باب الحرية، لأن تكون لكم مطالبكم الخاصة التي لا تنكرها عليكم مصر، ولا علي أي من أبنائها الأوفياء.. لكم كل الحقوق، طالما أديتم عملكم بإخلاص وتفان كما عهدناكم، إلا أن دقة المرحلة الراهنة، والإرث الثقيل من الأعباء والمشكلات السياسية والاقتصادية، تفرض علينا جميعًا وتتطلب منكم، عمال مصر، إبداء قدر من التفهم.. وطنكم بحاجة إليكم.. إلي دعمكم وعملكم.. إلي إخلاصكم وجهدكم.. وكونوا علي ثقة أن الوطن سيقدر جهودكم.. فمصر تقدر كل حبة عرق.. تبذل في سبيل رفعتها وتقدمها.
ينقلني الحديث عن الحقوق والواجبات إلي التفريق بين مفهوم النمو والتنمية، فعلي الرغم من أن الأرقام كانت تشير في أعوام مضت إلي تحقيق الاقتصاد المصري لمعدلات نمو مرتفعة، ناهزت 7 بل و8% سنويًا في بعض الأوقات، إلا أن هذه الزيادة في النمو، لم يواكبها أي تحسن ملحوظ في مستوي معيشة المواطنين، ولا في مستوي الخدمات التي تُقدَم إليهم، سواء في قطاع الصحة أو التعليم، أوغيرهما من القطاعات الحيوية.. إن من حق المواطن المصري أن يحصل علي نصيب عادل من الدخل القومي، وخدمات لائقة ومناسبة في مختلف القطاعات، فضلًا عن حقه الأساسي في التنمية البشرية، في النهوض بوعيه ومستوي تعليمه ونضجه، وتدريبه علي كافة وسائل التكنولوجيا الحديثة ذات الصلة بمجال عمله وإنتاجه، لتمثل حافزًا له علي بذل المزيد من الجهد والعمل والإنتاج، والتعبير عن الإبداع الذي يجب أن يمتد ليشمل كافة مناحي حياتنا، بما فيها الإبداع العلمي والتكنولوجي والصناعي.
الإخوة والأخوات..
عندما نتحدث عن التنمية البشرية، يتعين أن تكون أولي خطواتنا في هذا الصدد علي صعيد تطوير التعليم الفني، والاِستعانة بخبرات العديد من الدول التي نجحت في النهوض بهذا القطاع الحيوي، ما كان له أكبر الأثر علي جودة إنتاجها وإتقان صناعتها، الأمر الذي يصب بشكل مباشر في مضاعفة قدراتها التنافسية، وتفضيل منتجاتها علي غيرها، وذلك بسبب جودتها و دقة صناعتها.. إن تطوير التعليم الفني، يتعين أن يكون جزءًا من منظومة متكاملة، تتضمن إعداد وتأهيل الموارد البشرية اللازمة للتنمية الشاملة.. إن قيمة العمل هي بالأساس قيمة أكد عليها ديننا الحنيف، فقال النبي صلي الله عليه وسلم 'إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه'، ولكن للأسف، يحرص مجتمعنا أحيانًا علي تقليد ثقافة مجتمعات وشعوب هذه الدول، في أمور لا تفيد، أو تتنافي مع منظومتنا القيمية، ويغض الطرف عن اكتساب قيم حب العمل والتفاني في إنجازه.
عمال وعاملات مصر الأوفياء..
إنني أتطلع لإنشاء 'المجلس الوطني للحوار الاجتماعي'، الذي يستهدف تعزيز الحوار بين طرفي العملية الإنتاجية، العمال وأصحاب الأعمال، كما سيدعم مشروعات اقتصادية تعمل علي توفير فرص العمل المناسبة، وسيرسم السياسات التنفيذية لتنمية الموارد البشرية، واستخدامها الاستخدام الأمثل لإعادة تأهيل ورفع مستوي العامل المصري، والارتقاء بقدرته التنافسية ورفع إنتاجيته، باعتبار ذلك الطريق الحقيقي والضروري، لزيادة أجور العمال والارتقاء بأوضاعهم، فلقد كشفت السنوات الأخيرة عن حاجتنا للمزيد من العمالة الماهرة، لتفي بالاحتياجات الجديدة لسوق العمل داخليًا وخارجيًا.. ونحن ماضون في تعزيز مهاراتكم وقدراتكم الإنتاجية، لنؤهلكم للحصول علي فرص عمل أفضل، وأجور ومستوي أفضل من الكسب والعيش الكريم، لضمان الحياة الكريمة لكم ولأسركم.
'الرئيس' ل'رجال الأعمال': ساهِموا بفاعلية في بناء مستقبل وطنكم وصونوا حقوق العمال
ويجب أن تستهدف هذه المنظومة الشاملة ربط التعليم بسوق العمل المصرية، فلا يمكن أن يزدهر مستقبل وطننا وكل منهما في جزر منعزلة، فنستمر في تخريج أجيال بأعداد هائلة في تخصصات لا تحتاج إليها سوق العمل، التي تتعطش لتخصصات أخري، ونحن أحوج ما نكون إليها لإحداث النهضة الصناعية المطلوبة.. وإذا كانت الدولة تقع علي عاتقها مسؤولية التنسيق بين مختلف وزاراتها وهيئاتها المعنية لتحقيق ذلك، فإن ساحة المجتمع لا تخلو من مسؤولية هي الأخري، مسؤولية تغيير الثقافة المجتمعية، التي لا تعطي للحرف والمهن احترامها اللائق.. نعلم جميعًا أن كثيرًا من أنبياء الله عز وجل، أشرف خلقه وأكرم البشر، كانوا يأكلون من عمل أيديهم.. إن مجتمعنا بحاجة ماسة إلي أن يعي أنه لا تعارض علي الإطلاق، بين التحضر والثقافة، وبين أن يمتهن الانسان حرفة تدر عليه رزقًا من حلال، وتقيه وأهله مذلة السؤال وعوز الفقر والحاجة.
الإخوة والأخوات.. شعب مصر العظيم..
وفي خضم ما يكتنف المرحلة الانتقالية، مرحلة العبور نحو المستقبل، من مصاعب وتحديات، يطل علينا إرهاب بغيض يحصد الأنفس ويكدر أمن وطننا الحبيب، يرغب في أن يحيل أمل الناس يأسًا، وفرحتها بالمستقبل حزنًا.. فيلقي بظلاله السوداء علي قطاع حيوي، وركيزة أساسية من ركائز اقتصادنا الوطني، وهو قطاع السياحة، الذي يرتبط به العديد من قطاعات الصناعة المصرية.. إن مصر في هذه المرحلة الدقيقة تحتاج إلي تكاتف أبنائها الشرفاء كافة، لدحض هذا الخطر الداهم واجتثاثه من جذوره، لنستعيد أمن وطننا، ولتواصل السياحة المصرية دورها المعهود، ليس فقط كمصدر أساسي من مصادر الدخل القومي، ولكن أيضًا كنافذة للعالم علي مصر، ليروا وجهها الحقيقي.. خلود حضارتها، وعظمة تاريخها، وروعة عمارتها، وبهاء فنونها.. إننا لا نريد لوطننا أن تكون مكانته بين الأمم مستمدة فقط من ماضيه الخالد، ولكن نود أن يكون لحاضره المعاصر ومستقبله القادم، إسهامهما في تكوين الصورة الذهنية عن مصر علي المستوي الدولي، فإذا كنا نعتز بوقائع تاريخنا، فلا بد أيضًا أن نفخر بما نبنيه لمستقبل هذا الوطن وأبنائه.
الأخوة والأخوات..
إن مصر المستقبل ما بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو المجيدتين، لديها آمال وطموحات وتطلعات كبيرة، وهذا المستقبل يحتاج إلي دور الدولة بكافة مؤسساتها.. دور ستتجنب فيه الدولة أخطاء الماضي، وستعمل دون كلل لوقف أية خسائر قد يتكبدها قطاع الأعمال العام، فلا بيع لأصول هذا القطاع بثمن بخس ودون رؤية واضحة، إنما سيكون هناك عمل دؤوب متواصل وتطوير هيكلي وإداري مستمر.. إلي أن يتحول هذا القطاع، بدعم الدولة وعزيمة وإنتاج أبنائه، إلي مساهم جوهري في إثراء الدخل القومي المصري، جنبًا إلي جنب مع كونه مساهمًا في تحقيق العديد من أهداف الدولة، التي تخدم أمنها القومي، وإلي أرباب الأعمال والمستثمرين أقول، إن الدولة وعلي التوازي مع اعترافها بدور المؤسسات والقلاع الصناعية والاقتصادية المصرية، تدرك أهمية مواكبة روح العصر والتطور، والاعتراف بدور ومكانة القطاع الخاص.
إن متغيرات العصر وتطور الأنظمة السياسية والاقتصادية، أفردت للقطاع الخاص في كل دولة مساحة لكي ينمو ويزدهر، ويساهم إسهامًا فاعلًا في تطورِها الحضاري وتقدمِها الاقتصادي.. ومن موقعي هذا، أوجه الدعوةَ لرجال أعمال مصر ومستثمريها، ساهِموا بفاعلية في بناء مستقبل وطنكم، صونوا حقوق عمال مصانعكم ومؤسساتكم، كونوا علي ثقة في أن حصولهم علي حقوقهم كاملة، سيُترجم عمليًا لصالح إنتاج مصانعكم وشركاتكم، جهدًا مخلصًا، وعملًا دؤوبًا، وثمارًا مرجوة.. استشعروا مع الدولة المسؤولية الوطنية الواجبة، واستعيدوا تاريخًا مجيدًا لرجال شرفاء، واذكروا دومًا أن اقتصاد مصر الحديث قام علي أكتاف الاقتصادي المصري، طلعت حرب، الذي عمل علي توطين الاقتصاد وإثراء الواقع الاقتصادي والاجتماعي، فضلًا عن دوره الحيوي في القطاع المصرفي ومجال التأمينات.. استمروا في عطائكم من أجل الوطن الذي سيذكر لكم دومًا مواقفكم المشرفة.
ولعمال مصر الأوفياء أقول، إن المرحلة المقبلة ستشهد مراجعة شاملة للتشريعات الحاكمة للعلاقة بين العمال وأصحاب الأعمال، ولقد بدأت الحكومة في اتخاذ أولي خطواتها في هذا الصدد، من إعداد مشروع قانون جديد للعمل، يحافظ علي حقوق الطرفين، ويحدد واجبات والتزامات كل منهما بوضوح، ويعتمد الحوار والتشاور منهجًا لتسوية المشكلات.
وإدراكًا من الدولة للمطالب المشروعة للعمال، وما يعانون من مشكلات تتعين تسويتها دفعًا لعجلة الإنتاج، فإنني أتطلع إلي موافقة المجلس الأعلي للقضاء علي إنشاء محكمة عمالية تهتم بتسوية النزاعات العمالية، وتحقق العدالة الناجزة.
إن الدولة المصرية تدرك تمامًا، احتياجات المواطن المصري، وغلاء الأسعار ووطوابير الخبز، وهموم الأسرة المصرية واحتياجات فقراء هذا الوطن ومحدودي الدخل.. ولذا فقد وجهتُ الحكومة لاتخاذ عدة قرارات تستهدف صالح المواطن المصري البسيط، والعمل بكافة السبل وبشكل عاجل، من أجل أن يصل الدعم إلي مستحقيه في السلع الأساسية، بأساليب متطورة تتيح للأسرة المصرية اختيار السلع المدعومة، وفقًا لاحتياجاتها وتحمي دخل الأسرة المصرية من تقلبات الأسعار، إضافة إلي قرار مساندة المصانع المتعثرة من خلال القطاع المصرفي، واستمرار تمويل عجز الأجور في شركات قطاع الغزل والنسيج، مع العمل علي تطوير وإعادة هيكلة القطاع ككل.
إنني أثق في وعي الشعب المصري، الذي يدرك أن زيادة الدخول تتحقق بالعمل والعرق والكد والكفاح، وليس بشعارات تعود بنا إلي الماضي، أو محاولات للتحريض والإثارة.. تستخف بمقدرات وطننا وشعبنا وتتاجر بمعاناة الناس، وتعجز عن طرح الخيارات والبدائل والحلول.. إنه العمل يا عمال مصر، فكلما عملتم زاد الإنتاج، وزادت قدرة الدولة علي الوفاء بحقوقكم لديها، وما يمكن أن تقدمه لكم من دخل كريم ورعاية صحية واجتماعية مناسبة، وبيئة عمل مستقرة وآمنة.
تحية للعمال في يوم عيدهم.. تحية للكادحين من أجل حياة كريمة في كل عمل شريف.. تحية لكل مستثمر يفتح بابًا للرزق ويتيح فرصة للعمل.. تحية لكل من يسهم بإنتاج متميز.. ويدعم اقتصادنا الوطني.. وتحية لكل من يطرح رأيًا أو فكرة أو مقترحًا نافعًا.. لكل من يبعث الأمل والتفاؤل في قلوب المصريين.. ولكل من يدفع خطاهم إلي الأمام علي الطريق.
حفظ الله مصر بلدًا عزيزًا آمنًا.. وسدد برعايته خطي شعبها.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.