أشاهد اليوم هذا من يحاول هدم دولته, وهذا من يزعزع أمان الدولة, وهذا من يحط من كرامة المرأة وهذا الذي يرتكب أفعالا مشينة ومحطة بالأخلاق كالتحرش, وهذا الذي يخطف الأبناء من آبائهم ويتاجر بهم, أشاهد هذا وذاك وأتساءل هؤلاء ضحايا أم مجني عليه ام كلاهما معا!؟ الإجابة بالطبع إنهم مجرمون ويجب ان يعاقبوا بل وعقوبتهم الإعدام, ولكن انا أراهم جناة ومجنيا عليهم في نفس ذات الوقت, فقبل أن يكونوا مجرمين هناك من جني عليهم مسبقا! فمن جعل هؤلاء كذلك! ؟ الطفل يولد بريئا بالفطرة وليس كما أثبت البعض بأن هناك مجرما بطبعه! فلا يولد أحد مجرم بل المجتمع من يجعله مجرما! فهذا الذي تعلم بالمدارس ان يهمل الدين وان يتعامل معه علي أنه مادة رسوب ونجاح وغير داخلة بالمجموع! وهذا الذي تعلم بأن المرأة اداة للطبخ والعمل بالمنزل وايضا للإنجاب! وهذا الذي أهمل الدين فأهمل تعاليم الدين وما حث عليه الإسلام! فمن بحق الجاني!؟ الجناة بحق! هم من ضيعوا الشباب بالأفكار والتعاليم والعادات الخاطئة, الجناه هم الأسرة أولا والمدرسة ثانيا! ثم النتيجة الطبيعية المجتمع ثالثا, ماذا تنتظر ممن أهمل الدين وتعاليمه ثم أصبح يرتكب جميع الجرائم التي حث الدين علي اجتنابها! ماذا تنتظر ممن تلقن منذ الصغر علي عدم احترام المرأة حتي ولو بدون قصد! فكبر وأصبح ينظر للمرأة نظرة غير آدمية وايضا ادي الي زيادة نسبة التحرش! ماذا تنتظر من طفل لم يترب علي الوطنية وحب الوطن ولم يتعلم تعاليم الدين الصحيحة وان حب الوطن من حب الله لتجده ينحدر مع جماعات تدعي الاسلام واتباعها الدين لتستقطبه وتحثه علي ارتكاب جرائم قتل وتخريب باسم الدين!وايضا أصبح من السهل استدراجه من قبل اعدائنا بالخارج والخونة بالداخل! فالطفل يتلقن ويتعلم ويكتسب ويخزن ثم يكبر ليفرغ ما تعلمه منذ الصغر! كم أشفق علي هؤلاء الضحايا قبل أن يصبحوا مجرمين! وليت الأمر يتوقف علي ذلك بل عند معاقبته يصبح أكثر إجراما! فالسجون في مجتمعنا ليس كما يجب ان تكون أداة للإصلاح بل أداة وحقل لخلق متهمين أكثر اجراما بل لا يصلح للعيش في المجتمع, ففي السجون يختلط الجميع فيصبحون واحدا بل واحيانا يتعلمون من بعضهم البعض وأصبح هذا الذي لم يكن في يوم ما مجرما جميع اصدقائه مجرمين فيخرج من جريمة ليتعلم فنون الجرائم الآخري! وبعد ان كان مجرما بالصدفة أصبح مجرما بحق! فمتي تحدث نهضة بالسجون وكيفية التعامل معهم بأن يحدث تغيير في منظومة العقاب باستحداث وسائل واساليب يتم اتباعها اثناء فترة عقاب المتهم مما يجعل من فترة العقوبة فترة اصلاح وتأهيل, فمثلا بأن يتم تدريبهم والاستفادة منهم وإعطائهم دورات تدريبية وتأهيلية لهم, والتأهيل النفسي لهم أثناء فترة السجن, بل من الممكن للدولة أن تستفيد من هؤلاء فمن الممكن أن تجعل من مجرم عالما ومن الممكن أن تجعل منه مجرما بحق لا يقبله المجتمع وكل ذلك متوقف علي كيف يتم تطبيق العقوبة عليه وكيف يمضي حياته داخل السجن وكيف يتم التعامل معه؟ فمن الممكن تطبيق ادوات الإصلاح أسوة ببعض دول العالم كالبرازيل مثلا طبقت نظام الخلاص بالقراءة! فالبرازيل كشفت عن طريقة جديدة لتطبيق عقوبة السجن, وهي إسقاط أربعة أيام من عقوبة السجن مقابل قراءة كتاب واحد, وكلما تضاعف عدد الكتب التي تقرأ ساعد ذلك علي إسقاط المزيد من أيام العقوبة المقررة علي السجين.