سيدي قد تكون هذه هي المرة الأولي التي أكتب فيها عن مأساتي ولعلي لا أنتظر حلا أو نهاية لما فيه فأنا أقدر الناس علي تحديد النهاية المناسبة لحياتي ولكني أحسست أني بحاجة لأن أتحدث إليك, أنفض عن نفسي حملا ثقيلا من الألم المر أتجرعه ليل نهار ندما وحسرة منذ أن عرفت بمرضي وأنني مغادر الدنيا لا محالة. قبل عامين كنت قد تعرفت علي امرأة وأذلنا الشيطان في الخطأ الذي أثمر عن طفل لا ذنب له إلي أن جاء إلي الدنيا لأب وأم غافلين ولم يكن هناك حل لتجنب الفضيحة غير أن تنسب هذه المرأة الطفل لزوجها بالاتفاق معي وظننا وقتها أن في هذا الحل الوحيد وعاودنا لقاءاتنا المحرمة حتي داهمني المرض اللعين بشراسة وأيقنت أنها النهاية ألزم فراشي منتظرا تلك اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت ولست خائفا منها ولا أضيق بالألم المرضي وشراسته بقدر الألم الذي ينغرس في جنباتي كل ليلة كلما آويت إلي النوم, يحيط بي طيف ابني يحيا في كنف رجل آخر غير أبيه, يلعنني ويلقي بي في أتون جهنم فأصحو فزعا يجتاحني الخوف والرعب, لا يفارقني ذلك الكابوس القاتل أبدا ولا أدري ماذا أفعل.. هل ينفع الندم والتوبة لمن هو في مثل حالي.. وهل يجوز لي أن أطمع في الرحمة التي لم أسع اليها إلا بعد سقوطي في براثن مرض عضال سوف يقضي علي حتما.. وما ذنب الرجل الذي يغفل حقيقة زوجته والطفل الذي نسبته له زورا؟ ك- م الإسكندرية ربما كانت الخطايا أكبر من أن يتحمل تبعاتها أصحابها عندما يفيقون من غفلة الشيطان ويكتشفون مدي جرم ما فعلوا في حق أنفسهم وفي حق الخالق عن وجل وتتملك النفس أحاسيس اليأس والندم حيث لا ينفع الندم مع فوات الأوان ولكن تبقي رحمة الله بعبادة تظللهم إلي يوم الدين حيث تتجلي آيات الرحمة والمغفرة لتشمل كل عباده ويأتي نبينا الكريم شافعا للجميع فلا تقنط يا أخي من رحمة الله وتذكر قوله تعالي من سورة الفرقان والذين لا يدعون من الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما(68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا(69) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما(70) ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلي الله متابا وستري يا أخي كيف أن الله سبحانه وتعالي لا يغلق أبواب رحمته ومغفرته في وجه التائبين من عباده ولكن يبقي أمر الطفل المنسوب لغيرك وأمر أمه التي تخدع زوجها في يقيني أمرهما عندالمولي عز وجل يفصل فيه وإن كنت لا أميل إلي فكرة أن تواجه خطيئتك وتسترد ابنك وتمنحه اسمك فهناك فتوي بالأزهر منذ عدة سنوات قالها لي في مشكلة مماثلة لمشكلتك أكد فيها عندما يجتمع رجلان في امرأة فالابن ينسب لفراش الزوجية والله أعلم ثم ما يفيد الطفل غير الفضيحة والعار طوال حياته. أما أمر المرض فلعله مطهرة لك في الدنيا من دنس أفعالك فيها وبقدر ما تتألم يا أخي بقدر ما تصفو روحك وترقي لخالقها مستظلة بظل الرحمة والمغفرة وما يدريك قد لا تكون النهاية فالله قادر علي كل شئ والمرض والشفاء من عنده وكم من معجزات في الطب تحير العقل منها ولكنها في النهاية إرادة الله سبحانه وتعالي.