في شوارع وسط المدينةبالقاهرة تظهر أثار الانفلات الامني واضحة وتظهر صور الفوضي المرورية التي تستضرخ المسئولين بضرورة عودة الانضباط الي الشارع ففي شارع بولاق تحديدا يسطو سائقو التوك توك علي الشوارع الرئيسية والجانبية وأصبحت تسمي بمملكة سائقي التوك توك ولم يكتف سائقوها بخطوط السير المحددة لهم بل تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وهو ما يؤرق كل من يحاول أن يفكر في استقلال أي وسيلة مواصلات من الموقف ومع غياب دور شرطي المرور تتكرر بلطجة المواصلات كل يوم من سير عكس الاتجاه وتجاوز السرعة المقررة وهو ما يتسبب في ارتفاع معدلات الحوادث اليومية ويتسبب في خسائر بشرية. أما ميدان الجيزة فيعد نموذجا صارخا للبلطجة المرورية مع عدم التزام السائقين في لاماكن المحددة وبعد الثورة ازداد الأمر سوءا فتحولت الفوضي إلي بلطجة مرورية بمعني الكلمة من تزايد المواقف العشوائية وتواجد عربات الباعة الجائلين وسط الشوارع الرئيسية. والغريب أن الانتظار في الممنوع أصبح أمرا عاديا بالاضافة إلي ركن السيارات صف خامس وكأنه أمر مباح مع تجاوز اشارات المرور. اعرب المواطنون عن استيائهم من سوء المواصلات العامة وبلطجة السائقين ورفع الأجرة واغتيال حق المشاة وانتشار البلطجة المرورية فيقول علي غالي موظف باحدي الشركات أن الفوضي المرورية بعد الثورة فاقت كل الحدود وتحولت القيادة في شوارع القاهرة إلي كابوس بالاضافة إلي تعمد السائقين رفع الأجرة خاصة في الأوقات المتأخرة مع عدم الالتزام باشارات المرور ورغم نزول الشرطة إلي الشارع تدريجيا إلا أن التجاوزات المرورية مازالت مستمرة دون مراعاة لحق المشاة. بلطجة الأجرة وتروي شادية علي ربة منزل أنها أثناء استقلالها لأحد الميكروباصات اشترط السائق عليها أجرة معينة وعندما رفضت كاد يتطاول عليها لينزلها من الميكروباص موضحا أنه رغم اندلاع الثورة إلا أن المواطنين مازالوا يفتقدون أخلاق الثورة. خالد محمود محاسب تعرض لحادث سرقة أثناء استقلاله احدي المواصلات العامة حيث فوجيء الركاب بتعطل الأتوبيس ثم صعد عدد من البلطجية ورفعوا السلاح علي الركاب وقاموا بسرقتهم وهو ما اصاب الركاب بالذعر وانهيار السيدات والأطفال موضحا أن غياب الوجود الأمني بالعديد من مناطق القاهرة هو ما شجع انتشار البلطجية وسطوتهم علي المواطنين في أي وقت أو مكان. وأعرب علي حمدي موظف عن استيائه من انتشار المواقف العشوائية التي ساعدت علي اصابة القاهرة بالشلل المروري بالاضافة إلي تجاوزات السائقين أثناء القيادة خاصة سائقي الميكروباصات وسائقي التوك توك الذين بدأوا ينتشرون بالشوارع الرئيسية. وأوضح سمير فايد سائق أن القيادة في شوارع القاهرة تحولت إلي مأساة ومازال هناك قصور في العلاقة بين رجل المرور والسائقين لذلك يجب أن يتعاون المواطنون في عودة جهاز الشرطة بالكامل للشوارع حيث أنه لا غني عن تواجد جهاز الشرطة في الشارع لحفظ الأمن للسائقين والمشاة. الغياب الأمني... السبب الرئيسي خبراء المرور أكدوا أن استمرار الغياب الأمني سبب رئيسي في استمرار حالة الانفلات المروري بشوارع القاهرة ومساهمتها في حالة الشلل المروري التي ستؤدي اذا استمرت الي الشلل التام فيقول اللواء مجدي الشاهد خبير مروري أنه بعد الثورة وغياب الشرطة زاد عدد المخالفات المرورية بشكل خطير. والسبب في ذلك عدم التزام الحكومة السابقة باستخدام التكنولوجيا في رصد المخالفات المرورية وتحقيق الانضباط المروري المطلوب مع عدم وجود الشرطة يزداد الانفلات المروري الذي يصعب محاسبة مرتكبينه نتيجة التراخي في اداء الشرطة وعدم السرعة في ضبط المخالفات المرورية وقصور الدوريات المرورية موضحا ان جهاز الشرطة يحتاج إلي اصدار وثيقة اخلاقية علي افراد الشرطة وتطبيق استراتيجية عامة تسير عليها وزارة الداخلية المرحلة القادمة ومحاولة التقرب من الجمهور وتفعيل دور الشرطة المجتمعية بالرد علي استفسارات المواطنين والتجاوب معهم ومشاركة الجهاز الاعلامي في التقريب بين الشرطة والمواطنين واتخاذ اجراءات قانونية صارمة ضد المخالفين موضحا ان قرار وزير الداخلية بتطبيق الغرامات الفورية ليس في صالح المرحلة القادمة لأن القانون يعطي المواطنين الحق في دفع نصف الغرامة المرورية المقررة بارسال جوابات مرورية متضمنة المخالفة المرورية لذلك علي جهاز الشرطة الملاحقة المرورية للمخالفين حتي لا تتكرر المخالفات حيث ان الفترة الأخيرة شهدت العديد من الاحتكاكات بين قائدي المركبات والشرطة لذلك لابد من العمل علي ازالة الاحتقان. غياب الثقافة المرورية ويوضح اللواء عمرو جمجوم مدير الادارة العامة لمرور القاهرة أن السبب الرئيسي في المخالفات المرورية هو عدم الوعي لدي قائدي المركبات فمثلا لا يعوا فكرة ركن السيارات صفا مخالفا يعد انتهاكا لحق الغير ولكنه يؤكد ان الشهر الحالي انخفض معدل المخالفات المرورية عن شهر ابريل الماضي وهذا يعني ان السائقين بدأوا يدركون خطورة هذه المخالفات علي الأرواح وحركة المرور موضحا انه بعد الثورة البعض اساء استخدام الحرية فتحولت إلي فوضي ومخالفة اللوائح والقوانين. ويؤكد ان الادارة العامة للمرور تسعي لضبط المخالفين بشكل مستمر وتنظيم حملات مرورية ولكنه يري ضرورة المشاركة المجتمعية في توعية السائقين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وضبط المخالفات في موقعها لمنع تكرارها مرة أخري موضحا ان سائقي التوك توك اساءوا استخدامه لأنه من المفترض ان المشروع يعمل بالمناطق الحدودية ولكنه بدأ يظهر بالشوارع الرئيسية وهذا بالطبع خطر ويؤثر علي الحركة المرورية حيث انه مشروع يحقق مكاسب كبيرة لأصحابه خاصة مع غياب وسائل النقل العام يلاقي رواجا. ويضيف اللواء جمجوم أن بالفعل بعض سائقي الميكروباصات يسيئون الاستغلال ويعملون علي رفع الأجرة ولكن ادارة المرور تحدد أجرة محددة علي السائقين الالتزام بها وفي حالة رفعها يتقدم المواطنون لادارة المرور. ويوضح اللواء صلاح عبدالوهاب بالادارة العامة لمرور الجيزة أنه بعد الثورة زادت المواقف العشوائية والانتظار الخاطئ بشكل يؤدي إلي تعطيل المرور وزادت هذه الظواهر لما عاناه المواطنون من كبت طوال ثلاثين عاما ويمارس البعض تعمد تعطيل حركة المرور بالاضافة إلي سوء فهم العلاقة بين السائقين ورجال المرور وهذا يحتاج إلي التثقيف المروري والحد من الاحتكاكات ومنع التظاهرات التي تقطع الطريق لأنها تؤدي إلي جلطة مرورية علي حد تعبيره. وفي النهاية فإن هذه الصور توضح اثر الانفلات الامني في الشارع المصري وتصرخ بشدة مطالبة بعودة التواجد الامني بكثافة للشارع المصري.