قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه بصفته قائدا لجهود مواجهة إعصار هارفي, لكن طريقة إدارة هذه الكارثة الطبيعية لفترة مطولة ستشكل امتحانا كبيرا لقدرته علي القيادة, عشية استئناف الكونجرس أعماله بعد عطلة الصيف. فعلي مدي الأيام الماضية, كثف ترامب نشر صوره في اجتماع طارئ مع معاونيه وتعليقات مشجعة تدعو إلي التعبئة, معلنا انه سيتجه إلي تكساس اليوم الثلاثاء. لكن في ظاهرة نادرة لم تخل من الاستثناءات, استبدل الرئيس الذي يعلق بغزارة علي تويتر تغريداته برسائل تدعو إلي التعبئة لمواجهة الكارثة. وفيما لم تعلن الإدارة الأمريكية تفاصيل الزيارة إلي تكساس, أفاد حاكم الولاية أن ترامب لن يزور هيوستن لتفادي عرقلة عمليات الإنقاذ وسيتجه إلي الداخل, لكن المؤكد هو تصميمه علي تفادي الأخطاء في الشكل والمضمون التي ارتكبها سلفه جورج دبليو بوش إزاء إعصار كاترينا بعدما اكتسح نيو أورلينز في.2005 فصورة بوش وهو ينظر إلي المنطقة المنكوبة من نافذة طائرته الرئاسية باتت رمزا لرئيس بعيد عن الواقع الميداني. في المقابل تشكل الفيضانات الكارثية التي تجتاح تكساس تحديا للبيت الأبيض الذي سيتحتم عليه التعاون في الأيام والأسابيع المقبلة بشكل وثيق مع الكونجرس لفرز الأموال اللازمة لإعادة الإعمار. ويتوقع أن تبلغ الكلفة الاقتصادية لإعصار هارفي عشرات المليارات من الدولارات, ولو أن تقييمها بدقة متعذر حاليا. من جهة أخري لا ينبئ استئناف الكونجرس أعماله بعد عطلة الصيف بالخير لترامب, بعدما جذب لنفسه بتغريداته المثيرة للجدل, عداء رئيسيا لكتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل, وفي مجلس النواب بول راين. كما يتوقع أن يشهد الكونجرس نقاشات مريرة للتصويت قبل نهاية سبتمبر علي ميزانية2018 وزيادة سقف الدين. وتتوالي التساؤلات حول ما سيفعله ترامب, الذي هدد بالعرقلة في حال عدم تخصيص المال لبناء جدار حدودي مع المكسيك, وإن كان هذا الرئيس المعروف بتقلباته المفاجئة في المزاج والنبرة سيتمكن من الحفاظ علي سلوك يليق بالرئاسة ويواصل الدعوة إلي التضامن طوال المدة اللازمة. وأعلن ترامب أنه سيزور بعد تكساس ولاية ميزوري للترويج لملفه للإصلاح الضريبي, والتنديد بعرقلة الديمقراطيين, في محطة يتوقع ان يكون لها تأثير كبير علي مسار الرئيس. وتسبب اعصار هارفي في ارتفاع أسعار البنزين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل كبير بعد أن ضرب نحو15% من طاقة التكرير في البلاد, مع عدم وضوح مدي الأضرار الناجمة عن ذلك, ويعد هارفي أول إعصار يضرب مصافي الولاياتالمتحدة منذ ظهور البلاد كمنتج ومصدر متنامي للنفط, وبالتالي فمن المتوقع أن يكون تأثير هارفي أكبر بكثير من تأثير العواصف الاستوائية السابقة. وعلي بورصة( نيمكس), ارتفعت العقود الآجلة للبنزين بنسبة4% لتصل إلي60.1 دولار للجالون. بينما وصل زيت الغاز السولار إلي50.487 دولار للطن المتري, بزيادة بلغت50.7 دولار مقارنة بالتسوية السابقة, حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية. ولا تزال شركات الطاقة تعمل علي تقييم حجم الأضرار الناجمة عن هارفي بعد أن تسبب في إغلاق مصافي نفط أمريكية, من بينها مصفاة بايتون التابعة لشركة إكسون موبيل التي تجري عمليات تكرير لنحو584 ألف برميل يوميا من النفط والواقعة بالقرب من هيوستن الأمريكية. وقال ريك سبونر كبير محللي السوق في مؤسسة( سي.ام.سي ماركتس): ربما يحتاج الأمر ليومين حتي يتسني لنا الإعلان عن مدة إغلاق المصافي, مضيفا أن الأسعار من المرجح أن تظل متقلبة علي المدي القريب وسط تركيز المستثمرين علي ضرر العاصفة الاستوائية. وقد يستغرق أسابيع أو حتي أشهرا للحصول علي معدات كهربائية جديدة وأجزاء أخري مثبتة لإصلاح الأضرار الناجمة عن الفيضانات. حيث اخترق مسار هارفي قلب البنية التحتية النفطية في الولاياتالمتحدة, حيث كان ساحل تكساس الذي يعد موطنا لنحو30% من طاقة التكرير في البلاد.