من كل حدب وصوب, تحولت وكالة البلح إلي الملجأ والملاذ الآمن لشريحة كبيرة من المواطنين, الذين استبقوا حلول عيد الأضحي المبارك, باحثين عن ملابس جيدة, وإن كانت مستعملة نصف عمر لإدخال الفرحة علي أبنائهم, في محاولة منهم للتغلب علي زيادة الأسعار التي أصبحت كالنار في الهشيم تلتهم ما يتبقي في جيوبهم من بضعة جنيهات. الأهرام المسائي التقت الباحثين عن الفرحة في شوارع وكالة البلح, ما بين باحث عن قميص وآخر عن حذاء, وأبناء يمسكون بأيادي أمهاتهم ينقبون عن الملابس المستعملة, خيل إليهم من الزحام عليها أنها ماركات عالمية, بلافتات تحمل أسعارا مغرية, بمتوسط15 جنيها للقطعة الواحدة قد تصل إلي200 جنيه علي فروشات الملابس ومحلات بواقي التصدير. وقالت مني محمد أم لثلاثة أطفال: نزلت الوكالة عشان أشتري لبس رخيص لأن ما فيش فلوس أشتري لبس جديد لأولادي كل عيد لأدخل الفرحة عليهم مثل باقي الأطفال ولكن فوجئت أيضا ببعض الأسعار المرتفعة ولكنها في الملابس الجديدة لذلك ترددت في شرائها ولجأت إلي المستعمل لشراء احتياجاتي من جميع الأشياء لعدم قدرتي علي تحمل ظروف المعيشة الصعبة. ومن المشاهد المؤلمة, مشهد عزيزة سيد, من عزبة النخل التي وجدناها تتجول في الوكالة بنظرات حزينة تتفحص الملابس المعروضة عن يمينها ويسارها, قالت: أنا امرأة مطلقة وليس لدي أولاد وأعول والدتي المريضة بالسكر والضغط وأعمل بمرتب500 جنيه شهريا, أعمل بيهم إيه وأصرف بيهم علي نفسي ولا علي علاج والدتي, لافتة إلي أن الوكالة كانت مقصدها الأول بحثا عن ملابس تتناسب معها في العيد ولكن الأسعار غالية نار صعب عليا أشتريها. محمد إبراهيم, موظف بالتربية والتعليم, قال لالأهرام المسائي: جئت لشراء الملابس لأولادي لأن الأسعار تتناسب مع دخلي مقارنة بالمناطق الأخري علي الرغم من الزيادة الراهنة عن السنة الماضية, مضيفا اشتريت بنطلون جينز سعره85 جنيها. في حين يجلس محمود مصطفي بائع الملابس داخل المحل يراقب الزبائن فإنه يجد أن الناس تتردد بشكل يومي علي الوكالة, لشراء ملابس العيد استغلالا للتصفيات الحالية, مؤكدا أن القطعة التي يشتريها الناس من الوكالة ب60 أو70 جنيها, فإنها توجد في المحلات الأخري ب200 و300 جنيه مضيفا أن الملابس في الوكالة معظمها مستورد.