رفض سيد الشهير بلقب أبو قطار الذي ينتمي لأصول بدوية البحث عن عمل شريف يكسب منه قوت يومه ويصرف علي أسرته وأصر علي أن يسلك نهج شقيقه الأكبر المحبوس حاليا علي ذمة قضية مخدرات وراح يتواصل مع المصادر السرية التي كانت علي علاقة مع أخيه وطلب منها تدبير حصص ثابتة من الحشيش الخام المهرب من خارج البلاد لكي يروجه بين تجار الكيف والمدمنين داخل محافظات القناة الثلاث والقاهرة الكبري بالجملة والقطاعي للتربح من وراءه وسداد الديون المتراكمة علي أخيه, وحقق خلال فترة وجيزة نجاحات غير مسبوقة وأصبح يمتلك شهرة بين الزبائن الذين يتعاملون معه دون غيره لقدرته علي توفير مخدر الحشيش لهم بأسعار أقل من مثيلاتها في أماكن أخري ولم يضع في اعتباره علي الإطلاق أن يكون مراقبا من قبل الأجهزة الأمنية لخلو صحيفته الجنائية من القضايا وظل يتحرك بين عملائه ويسلمهم بضاعته حسب الكميات التي يريدونها وأخبرهم بضرورة تخزين الحشيش قبل العيد للإقبال الشديد عليه في سوق الكيف لدرجة تصل لاختفاء الأصناف الفاخرة منه وتداول المقلد منها والمحلي الذي لا يتوافق مع مزاجهم الشخصي ولبي الزبائن دعوته وتحقق الهدف المرجو من بيع الحشيش بانتفاخ جيوبه بالمال الحرام بشكل لافت للنظر وادعي للجيران المحيطين به أنه يعمل في مجال سمسرة الأراضي الزراعية والتي ساهمت في تبدل أحواله المعيشية من الفقر للغني حتي يبعد العين عنه. ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وضعه رجال مكافحة المخدرات بمنطقه القناة وسيناء تحت الرقابة الدقيقة ورصدوا تحركاته حتي سقط متلبسا بين أيديهم وبحوزته كميات من الحشيش الخام صنف ست البنات مخبأة داخل سيارته الملاكي قبل تسليم البضاعة لعملائه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء أحمد عمر مساعد أول الوزير لقطاع المخدرات والجريمة المنظمة قد عقد اجتماعا مع اللواء زكريا الغمري مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في حضور وكلائه اللواءات مجدي السمري وحلمي عبد العزيز وحسن عبد الرسول مساعدوه لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبين في شراء الأصناف المختلفة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام تمهيدا لطرحها في الأسواق وكيفية إعداد الخطط المناسبة لضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد وجيه دعبس رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ووكيله العقيد عصام جبر والرائدين علي عبد النبي وإسلام حافظ والنقيب أحمد المحمدي مفتشو المنطقة ودلت تحرياتهم أن أبو قطار32 سنة عاطل متزوج ولديه طفلان صغيرين يروج المخدرات مع شقيقه الأكبر منذ سنوات وبعد دخول الأخير السجن حمل علي عاتقه استكمال مشواره لتدبير السيولة المادية لعائلته وأضافت التحريات أن المتهم يجلب الحشيش اللبناني الخام من مصادر سرية بشمال سيناء التي تهرب هذا الصنف من المخدرات لتسليمه بضاعته عبر نفق الشهيد أحمد حمدي والمعديات البحرية الرابطة بين الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس بطرقهم ووسائلهم الخاصة. وأشارت إلي أن أبو قطار وصلت إليه شحنة من الحشيش قام بإخفائها بمكان غير معلوم ويطرحها بين زبائنه حسب الطلب ويستخدم هاتفه المحمول في التواصل معهم وتحديد الأماكن التي يتواجد فيها لمنحهم احتياجاتهم اللازمة, وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط أبو قطار وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتردد عليها المتهم ووصلت إليهم معلومة عن استعداده للقيام بتوريد شحنة من الحشيش الخام داخل سيارته الملاكي لأحد زبائنه بالإسماعيلية واتجهوا إليه مسرعين ونصبوا كمينا علي مقربة من الطريق الدائري وعند قدومه بمركبته استوقفوه وأمروه بالترجل بعيدا عنها وبتفتيشها عثروا علي كميات من ست البنات وقتها انعقد لسانه وكاد يسقط مغشيا عليه من هول المفاجأة وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات واعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات وحيازته للمضبوطات ورفض الإفصاح عن مصادره السرية وبعرضه علي أحمد حجازي وكيل النيابة العامة وسكرتارية أحمد أبو المجد باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.