فيما استولت القوات العراقية علي معاقل تنظيم داعش الإرهابي الأخيرة في البلدة القديمة في مدينة الموصل, اعتقلت قوات الامن عشرات المقاتلين الاجانب, بمن فيهم الروس والالمان والشيشان الذين انضموا الي الجماعة المسلحة. وعاد العديد من المقاتلين الأجانب الآخرين من داعش إلي بلدانهم الأصلية, وقال منسق مكافحة الارهاب بالاتحاد الاوروبي جيل دي كيرتشوف ان نحو5 الاف مقاتل اوروبي معظمهم من فرنسا وبلجيكا تم تدريبهم في سورياوالعراق وان ثلثهم عادوا الي بلادهم. وقال وزير الداخلية الفرنسي ان271 من الدواعش الفرنسيين عادوا من مناطق الحرب في العراقوسوريا. ولكن ليس كل المقاتلين يمكن ان يعودوا الي وطنهم, حيث ان بعضهم اعتقلتهم القوات العراقية. وقدرت لجنة الامن والدفاع البرلمانية العراقية الشهر الماضي العدد الاجمالي للمقاتلين الاجانب الذين دخلوا العراق وانضموا الي صفوفداعش بنحو30 الف شخص لقي28 الفا منهم مصرعهم, ومع ذلك, تظهر دراسات أخري أعدادا أقل بكثير. وقال حكيم زميلي, عضو اللجنة, إن9000 مقاتل جاءوا من شرق آسيا و8000من أوروبا و6000 من تونس و3000 من السعودية, واضاف ان الذين تمكنوا من الفرار من العراق عادوا الي وطنهم. وقال اللواء عبد الوهاب السعدي, نائب قائد مكتب مكافحة الإرهاب في العراق, أنه تم اعتقال مقاتلين من داعش وفي حين قال إن التنظيم لديه عدد كبير من المقاتلات, إلا أنه لم يحدد عدد النساء في صفوفه. وأضاف ان عمليات التفتيش لا تزال جارية في المدينة القديمة في الموصل مضيفا إن المعتقلين يحالون إلي قاض مكلف بمكتب مكافحة الإرهاب في بغداد ويتم التحقيق مع السجناء في المكتب أولا ثم يحيلهم القاضي إلي محاكم خاصة أخري. واكد القبض علي مقاتل شيشاني شاب اضافة الي مجموعة من الاجانب من بينهم خمسة المان الذين نقلوا الي بغداد, مشيرا إلي إن بعض النساء فجرن أنفسهن عندما كانت القوات العراقية تقوم بعمليات لتحرير الموصل. وأوضح أن غالبية المقاتلين الاجانب في الموصل هم انتحاريون. ولهذا السبب لم يستسلموا, فقد قتلوا في المعركة أو فجروا أنفسهم. وتواجه أكثر من20 امرأة, من بينهن خمس ألمانيات, إحداهن16 عاما, عقوبة الإعدام للانضمام إلي تنظيم داعش, ويتم احتجاز النساء الالمانيات الخمس في مرافق مكتب مكافحة الارهاب في بغداد بينما يتم التحقيق في قضاياهن. ويقول السعدي إنه ستتم إحالة النساء إلي المحاكم عند انتهاء التحقيق. واذا تمت ادانتهن فانهم سيعاقبن من خلال قانون مكافحة الارهاب في العراق الذي يطالب بعقوبة الاعدام, وسيتم تسليم جثثهن الي المانيا اذا طلبت الحكومة الالمانية ذلك. وتهتم وكالات الاستخبارات الغربية والعربية بما تسفر عنه التحقيقات مع الدواعش, خاصة إذا ما كشفواعن أية معلومات عن الخلايا المرتبطة ب داعش حول العالم, وعن كيفية سفر المقاتلين إلي سورياوالعراق. وقال قائد قوات مكافحة الارهاب الليفتنانت جنرال عبد الغني الاسدي في تصريحات سابقة ان المقاتلين الاجانب لم يستسلموا ابدا وغالبا ما يختارون القتال حتي الموت. وعندما بدأت عمليات استعادة المدينة القديمة في الموصل شكل الأجانب20% من مقاتلي داعش, وتلقت لجنة الأمن الداخلي التابعة للكونجرس الأمريكي في عام2015 تقييما لخطر المقاتلين الأجانب والمنظمات الإرهابية في سورياوالعراق, حيث أفاد مسئولون أمنيون بأن أعداد الأجانب الذين يسافرون إلي مناطق الصراع وصلت إلي مستوي غير مسبوق. وقدر التقرير الأمني عدد المقاتلين الأجانب ب25000 مقاتل, وأكثر من4500 مقاتل من الدول الغربية. وقال هشام الهاشمي الخبير في المنظمات والمنظمات الإرهابية إن المقاتلين الأجانب قد اجتذبوا إلي العراق لسببين رئيسيين: الدعاية الإعلامية والإعلان عن حالة الخلافة, وليس الجنس والمال, كما هو شائع في بعض وسائل الإعلام. وأضاف أن عددا قليلا نسبيا من آلاف المقاتلين الأجانب قد ألقي القبض عليهم, قائلا إن معظمهم إما هربوا أو قتلوا أثناء القتال, لأنهم يفضلون الموت. وأضاف ان العديد من النساء المقاتلات فجرن أنفسهن في وسط القوات العراقية خلال عملية اجلاء الي الجانب الشرقي من مدينة الموصل بينما اعتقل اخرون, وقال إن أعداد المقاتلات المعتقلات منخفضة نسبيا. وقال مصدر بمكتب مكافحة الارهاب, رفض ذكر اسمه, انه تم اعتقال20 سيدة اجنبية. وقال المصدر إلي انه تم العثور علي الألمانيات الخمس في نفق داعش في البلدة القديمة في الموصل وكنا ترتدين أحزمة ناسفة. موضحا ان المقاتلين الاجانب يتم ارسالهم الي سجن الرضوانية في بغداد بعد التحقق من هويتهم, ويتم إعلام قنصليات الدول المعنية بأسماء السجناء, ووفقا للاتفاقيات الدولية, يحق للقنصليات التحقق من رعاياها في السجون المحلية وتنص العديد من الاتفاقات الدولية التي وقعها العراق علي أن يرسل أي مواطن أجنبي محكوم عليه بالسجن بموجب قانون العقوبات العراقي إلي بلده الأصلي لقضاء وقته في السجن. وفي حالة عقوبة الإعدام ضد الرعايا الأجانب, تنفذ عملية الإعدام في العراق, وترسل الجثث إلي وطنهم.