مرت أمس الذكري ال48 لحريق المسجد الأقصي المبارك, حيث أقدم اليهودي من أصل أسترالي دنيس مايكل روهان بإضرام النيران في المسجد بتاريخ21 أغسطس1969, مما أدي إلي حرق الجناح الشرقي للجامع القبلي ومنبر السلطان صلاح الدين الأيوبي إضافة إلي أجزاء أخري للمسجد الشريف. ومنذ ذلك اليوم يتعرض المسجد الأقصي لانتهاك حرمته المقدسة بشكل شبه يومي من خلال محاولات تدنيسه من قبل غلاة المستوطنين والمنظمات الصهيونية المتطرفة بحماية مباشرة من قوات الاحتلال الاسرائيلي, فضلا عن سعي حكومة الاحتلال الحثيث لتقسيمه زمانيا ومكانيا, ناهيك عن مواصلة الأذرع التنفيذية للاحتلال لأعمال الحفريات في أسفل ومحيط المسجد الأقصي مما تسبب بتصدع أساساته وهو ما يهدد بانهياره في أي لحظة خدمة لغرض الاحتلال بإقامة الهيكل المزعوم مكانه. وبرغم القرارات الدولية العديدة التي اعتبرت القدس مدينة محتلة وأن الحرم القدسي الشريف مكان مخصص للمسلمين دون سواهم وآخرها قرار منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم اليونسكو الصادر بتاريخ2017/7/5, إلا أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة تواصل مضيها قدما لفرض واقع جديد في المسجد الأقصي, وما محاولاتها نصب البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة في شهر يوليو الماضي إلا دليل علي نهجها العنصري الذي دأبت عليه والذي إن استمرت فيه سيؤدي إلي إشعال فتيل حرب دينية في المنطقة برمتها. وفي الوقت الذي تدين فيه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية كافة الانتهاكات الإسرائيلية بحق دور العبادة والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصي المبارك, وكذلك التهجير القسري للمقدسيين, إضافة إلي مواصلة إطلاق العديد من المشاريع الاستيطانية في المدينة المقدسة وهدم منازل أهلها ومصادرة ممتلكاتهم وأراضيهم وتجريفها, فإنها تطالب المجتمع الدولي ممثلا بدوله وهيئاته المختلفة وفي مقدمتها الأممالمتحدة, التعامل بحزم مع تلك الانتهاكات الجسيمة والتدخل الفوري لإجبار إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال علي الوقف الفوري لها ومنع أي محاولات لتغيير الوضع التاريخي القائم للمسجد الأقصي المبارك, وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة, وتجدد التأكيد أن لا حل دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدس الشريف.