لم يكن تاريخ محفوظ عبد الرحمن مجرد مجموعة من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات فحسب, ولكنه إلي جانب اهتمامه بكافة أنواع الفنون, كانت الكتابة القصصية من أولي اهتماماته حيث كتب أولي مجموعاته القصصية في عام1967, وكانت بعنوان البحث عن المجهول, وثاني مجموعة قصصية كانت بعنوان أربعة فصول شتاء وتم إصدارها في عام1984, أما روايته الأولي كانت بعنوان اليوم الثامن ونشرت في عام1972 بمجلة الإذاعة والتليفزيون, وثاني وآخر رواياته كانت بعنوان نداء المعصومة والتي نشرت عام2000 بجريدة الجمهورية فلم يستسلم ابدا لكتابة أعمال تتحول إلي دراما تمثيلية فكان يكتب من اجل إرضاء الجانب الإبداعي الذي تملك من روحه طوال حياته فيراه البعض انه ليس كاتبا أو سيناريست فقط بل مؤرخ من خلال أعماله الدرامية خاصة. ولكثرة عطائه الإبداعي وتميزه كان مادة خصبة وثرية لمن أراد من الكتاب أو النقاد أن يكتب عنه منها ما قدمته الإعلامية والناقدة سميرة أبو طالب عن الراحل الأول هو كتاب محفوظ عبد الرحمن مقاطع من سيرة ذاتية, وأصدرتها عن دار الحلم للنشر والتوزيع. تقول سميرة أبو طالب: أردت بهذه الفصول الثلاثة تكوين صورة واضحة للحياة الثقافية والسياسية, التي عاشها محفوظ عبد الرحمن, وتفاعل معها بدءا من فترة الزعيم جمال عبد الناصر ومرورا بالرئيس الراحل محمد أنور السادات إلي عصر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وما تلاه من ثورة شعبية أفرزت عددا من المتغيرات علي الساحة السياسية, وانعكست آثارها علي الحياة الثقافية في مصر, فقد عاش محفوظ عبد الرحمن ثورتين( ثورة يوليو1952, ويناير2011) جعلتا حروف إبداعه تتمرد علي الواقع العربي, الذي يكسوه الاستسلام, فكان بحثه الدائم عن المناطق المتوهجة في التاريخ العربي, وإن علاها الغبار, ليقدم من خلالها درة إبداعية لا يدانيه أحد في صياغتها. محفوظ عبدالرحمن كما تري المؤلفة علي مدار كتاباته تشغله الأخطار التي تحيط الكيان العربي, أرضا وإنسانا, وكثيرا ما كانت أعماله صرخة تحذيرية لكل ما يحيق بالوطن العربي من أخطار التقسيم وأحلام الغزو, واختار محفوظ منذ البداية أن يكون في صف المعارضة, وكانت معارضته من نوع آخر, تستطيع أن تطلق عليها المعارضة الناعمة, القائمة علي الإبداع, وليست شعارات السياسة الصارخة, فكانت أعماله سجلا كاملا يوثق لمعارضة تعرف طريقها إلي عقل ووجدان من يعشقون تراب هذا الوطن ويؤمنون بدوره الثقافي في المنطقة العربية. ولثراء التجربة كتبت سميرة أبو طالب كتاب أخر عنه بعنوان عاشق المسرح والتاريخ.. محفوظ عبد الرحمن في محاورات النقاد, يوثق الكتاب استقبال الحركة النقدية في العالم العربي لمسرحيات عبد الرحمن المنشورة, أو بعد تقديمها علي المسرح منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي, حتي عرضت مسرحيته الأخيرة بلقيس. والكتاب الذي أصدرته روافد للنشر والتوزيع في القاهرة يقع في310 صفحات, منها ملحق يضم صورا فوتوغرافية لعروض المسرحيات في القاهرة والبلاد العربية الأخري ويقدم الكتاب رؤي لنحو30 ناقدا عربيا ل10 مسرحيات عرضت في مصر وبعض الدول العربية, نظرا لأنه كتبها بالعربية الفصحي, باستثناء نصين بالعامية المصرية, حظي أحدهما بالعرض في قطر. ومن الكتب أيضا التي صدرت عن الراحل كتاب الأداء السياسي في مسرح محفوظ عبد الرحمن لعبد الغني داوود عن الهيئة المصرية العامة للكتاب, ويري الكاتب أن السياسة في مسرح محفوظ لا تأخذ أشكال المسرح السياسي في المسرح الغربي, لكن القضايا الأساسية لديه هي قضايا العدل والإنسانية والوعي والضمير.